قال مراقبون إن توطيد إيران علاقاتها مع بيجين وموسكو لن يساعد النظام في التغلب على صعوباته العسكرية في حالة نشوب صراع وتعرضه لسلسلة مركزة من الضربات الجوية المعادية.
وتكمن المشكلة الأساسية في أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية الضعيفة، وهي مزيج من أنظمة مختلفة تفتقر إلى قطع الغيار وفيها مشاكل كبيرة في الموثوقية والقدرات.
وكتبت مجلة ناشيونال إنترست في عام 2021 أن "إيران تمتلك مزيجا من صواريخ أرض-جو مستوردة قديمة وحديثة، وتصاميم محلية حديثة. وتستفيد هذه الأخيرة من العديد من الرادارات ومنصات الإطلاق المتصلة بالشبكة، كما أنها أكثر صرامة مقارنة بالإجراءات المضادة على الرغم من أن أيا منها ليس بالمعايير الدولية من ’الدرجة الأولى‘".
وأضافت أن "إيران تحتفظ بالعديد من أنظمة الصواريخ أرض-جو المستوردة منذ نصف قرن من الولايات المتحدة وأوروبا، لكنها تفتقر إلى قطع غيار وصواريخ جديدة".
وتابعت أن "طهران حصلت من الصين وروسيا على عدد متواضع من صواريخ أرض-جو".
الكثير من الاستعراض
وفي أواخر الشهر الماضي، عززت زيارة قام بها وفد عسكري صيني رفيع المستوى إلى إيران، المخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي، وسلطت الضوء على العواقب المحتملة لوصول إيران إلى التكنولوجيا العسكرية الصينية.
وعلى الرغم من إعلان وزير الدفاع الصيني وي فنغي أن زيارته تهدف إلى "تحسين التعاون الدفاعي الاستراتيجي" بين إيران والصين، لم تصدر عن الاجتماع أي نتائج ملموسة.
وعلى مر السنين، تعهدت روسيا أيضا ببيع أسلحة لإيران وألمحت حتى إلى بيع طهران نظام الدفاع الجوي إس-400، والذي يشكل بحد ذاته نتيجة لتطوير نظام إس-300 على مدى عقود.
وحتى لو اشترت إيران نظام إس-400 الذي تم تحديثه ويحتوي على رادار مطور يمكنه على ما يبدو تتبع الطائرات الشبح، فلن تتمكن القوات الإيرانية وفقا لمحللين من استخدام النظام بشكل صحيح.
ووفقا لمقال نشر على مدونة راند في أيار/مايو 2020، فإن "بلدانا كثيرة لا تقدر بالكامل أن نظام الدفاع الجوي الفعال يتطلب نظاما شبكيا وليس مجرد مكون نظام صاروخي واحد فقط".
وأشار إلى أنه "على المستوى الأساسي، فإن مجال الرؤية لرادار البحث والتحكم في النيران بالنظام إس-400 محدود على أفق الأرض"، ما يعني أن النظام يعتمد على صواري طويلة أو على أنظمة طائرات الإنذار والتحكم المحمولة جوا (أواكس)، وهو الوضع الأفضل.
وجاء في المقال أنه بدون المجسات التي تستطيع أن تترصد ما وراء الأفق، يكون النظام إس-400 "عرضة لهجوم من ارتفاع منخفض من صواريخ كروز التي تستطيع أن تغمر نظام الدفاع الجوي إذا أطلقت بأعداد كبيرة".
وبالتالي، على وحدات إس-400 "أن تكون مدمجة على نحو وثيق مع طائرات أواكس" لكي تكون فعالة، وهذه تكلفة إضافية مرتفعة يستبعد أن تكون إيران قادرة على تحملها.
وبغض النظر عن ذلك، ستبقى أي صفقات مماثلة من روسيا معلقة إلى أجل غير مسمى بسبب حرب موسكو غير المبررة في أوكرانيا، حيث لم يتم تزويد القوات الروسية بما يلزمها من إمدادات وغذاء وقيادة.
ويتم تسليط الضوء على هذه النقطة في تقرير صدر حديثا ويفصل كيف تقوم شبكات تهريب الأسلحة الإيرانية بنقل قذائف آر.بي.جي وأنظمة إطلاق صواريخ وصواريخ مضادة للدبابات من العراق إلى روسيا لمساعدتها في هجومها على أوكرانيا.
وقالت صحيفة الغارديان إن "استخدام عالم تهريب الأسلحة من شأنه أن يشير إلى تحول جذري في الاستراتيجية الروسية، إذ تضطر موسكو بعد العقوبات الجديدة التي فرضت إثر غزو أوكرانيا إلى الاعتماد على حليفها العسكري في سوريا، أي إيران".
وتضاعفت مشاكل روسيا عندما طلبت شركة روسية لتصنيع السيارات في أوائل أيار/مايو من إيران تزويدها بالمكونات الرئيسة التي تعجز عن الوصول إليها بسبب العقوبات.
وكانت تلك اللحظة رمزية إذ لخصت العواقب التي يواجهها النظامان كدولتين منبوذتين.
إخفاقات إس-300 في إيران وأوكرانيا وسوريا
وبعد اتمام صفقة عام 2010 بقيمة 800 مليون دولار، بدأت روسيا بتسليم أنظمة إس-300 إلى إيران في نيسان/أبريل 2016، وفقا لما ذكرته مجلة دبلومات.
واكتمل تسليم 16 نظاما في تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه. وفي آذار/مارس 2017، أعلنت إيران أن صواريخها من طراز إس-300 قابلة للتشغيل.
ومع ذلك، تشير الأدلة السابقة إلى أنه من المستبعد أن يكون نظام إس-300 الإيرانية فعالا، خاصة ضد المقاتلات الشبح.
وأفادت ناشيونال إنترست نقلا عن تقرير صادر عن صحيفة الجريدة الكويتية اليومية في حزيران/يونيو 2019، أن نظام إس-300 الإيرانية عجز عن رصد المقاتلات الشبح الإسرائيلية من طراز إف-35 خلال غارة نفذت في آذار/مارس 2018.
وذكر التقرير أن الطائرات الإسرائيلية "اخترقت المجال الجوي الإيراني محلقة على ارتفاعات عالية فوق طهران وكرجراك وأصفهان وشيراز وبندر عباس، وصورت نظام الدفاع الجوي الإيراني".
ونفذت الطائرات الإسرائيلية الطلعة الجوية كاختبار لإمكانية شن هجوم غير مكتشف على مواقع وقواعد إيرانية، وقامت أثناء ذلك بتصوير مناطق حساسة بينها قواعد تحت الأرض.
وأضاف التقرير أن الزعيم الإيراني علي خامنئي طرد قائد القوات الجوية الإيرانية العميد فرزاد إسماعيلي لمحاولته إخفاء هذا التوغل.
ونقلت صحيفة الجريدة عن مصدر قوله إن نظام الدفاع الجوي الإيراني إس-300 بما في ذلك راداره الروسي، لم يكتشف دخول المقاتلات الإسرائيلية وخروجها.
هذا وتم تجهيز الطراد الروسي الرائد في أسطول البحر الأسود موسكفا، بأنظمة إس-300 إلا أن أوكرانيا أغرقت السفينة رغم ذلك في نيسان/أبريل الماضي.
وفي سوريا أيضا، شهدت أنظمة إس-300 في السنوات الأخيرة عددا من الإخفاقات الملحوظة.
فوفقا لموقع Avia.pro، انتقد الجيش السوري في نيسان/أبريل 2020 نظام الدفاع الصاروخي إس-300، قائلا إنه غير فعال إلى حد كبير في وجه الضربات الجوية الإسرائيلية.
وقال مصدر عسكري سوري لوسيلة الإعلام الروسية إن الرادار المستخدم في أنظمة إس-300 وبنتسير-إس، أثبت في مناسبات عديدة أنه غير قادر على اكتشاف صواريخ كروز الإسرائيلية وضربها، حسبما ذكرت منظمة ميدل إيست مونيتور.
وللحرس الثوري الإيراني تاريخ طويل من الإخفاقات والمواقف المحرجة في ما يتعلق بالصواريخ، بما في ذلك إسقاط طائرة ركاب أوكرانية في كانون الثاني/يناير 2020.
وساهم عدم الاهتمام الكافي ببروتوكول السلامة والمعدات المتهالكة والتكنولوجيا القديمة في هذا السجل الحافل من الإخفاق.
وخلصت ناشيونال إنترست إلى أن "الصواريخ أرض-جو الإيرانية لن توقف حملة جوية مركزة من قوة قادرة على حشد مزيج من الصواريخ بعيدة المدى والحرب الإلكترونية والطائرات الشبح". وتابعت "قامت هذه اللجهات على مر التاريخ بتفكيك شبكات الدفاع الجوي بشكل منهجي في العراق ولبنان وليبيا".
كان هذا أكثر المقالات التي قرأتها في حياتي سخافة. فهو مليء بالتناقضات السخيفة. يزعم المقال أن إيران أضعف بلد في العالم من ناحية. ومن الناحية الأخرى، يذكر أن روسيا، تلك القوة العظمى، قد مدت يدها لإيران بحثا عن المساعدة. بالطبع، لا يتوقع أي شيء آخر من وسائل الإعلام هذه في البلدان العربية بمنطقة الخليج الفارسي لأنها لا تستطيع أن تفعل شيئا ضد القوة العظمى إيران إلا التنمر السيبراني. وإن الشيء الوحيد الذي يستطيع أعداء إيران أن يفعلوه هو ذلك الهراء في الفضاء السيبراني. وليست الإمارات حتى [ظاهرة] على خريطة العالم وهي صغيرة للغاية بحيث يتعذر أن تعتبر عدوة لإيران في المقام الأول.
الرد1 تعليق