أمن

التفوق الجوي فوق جبال زاغروس هام في أي صراع محتمل مع إيران

فريق عمل المشارق

صورة واضحة للجبال التي تظهر من غربي طهران في 4 كانون الثاني/يناير 2016. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة واضحة للجبال التي تظهر من غربي طهران في 4 كانون الثاني/يناير 2016. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]

ستلعب السيطرة الجوية فوق سلسلة جبال استراتيجية في إيران دورا أساسيا في صراع مستقبلي محتمل.

تمتد جبال زاغروس، وهي امتداد جنوبي لمنطقة القوقاز، من جنوب شرقي تركيا وعبر شمال شرقي العراق وتسير بمحاذاة الحدود الغربية لإيران نحو الجنوب على طول ساحل الخليج الفارسي، وصولا إلى بندر عباس على مضيق هرمز.

وتشكل السلسلة حاجزا طبيعيا، ليس فقط مع الحدود الغربية مع العراق، بل أيضا مع الحدود الجنوبية الغربية لإيران على طول الخليج الفارسي.

وأشار تقرير أعده مركز ستراتفور للدراسات في كانون الأول/ديسمبر 2011 إلى أن أي هجوم عبر جبال زاغروس لن يكون ممكنا، مثلما اكتشفه الزعيم العراقي صدام حسين في العام 1980.

وبحسب التقرير، أظهرت الحرب التي امتدت من 1980 إلى 1988 بين إيران والعراق حقيقتين اثنتين.

وأوضح التقرير أن "الحقيقة الأولى هي فشل أي هجوم حاسم جيد التمويل وبلا قيود ينطلق من بلاد ما بين النهرين [أي العراق] ضد جبال زاغروس (مع أن ذلك سيكون بكلفة باهظة على الجهة المدافعة)".

وتابع أن "الحقيقة الثانية هي أنه في عصر الدولة القومية وفي ظل وجود حدود ثابتة وجيوش مستعدة، تجعل التحديات اللوجستية التي تشكلها زاغروس من أي هجوم واسع ينطلق من إيران باتجاه العراق أمرا مستحيلا بنفس الدرجة".

ولفت التقرير إلى أن دعم أية قوة مهاجمة يتطلب تأمين جوانب لوجستية، في حين أن نقل الإمدادات عبر زاغروس من أي جانب وبأعداد كبيرة هو أمر شبه مستحيل.

سيناريو الصراع

وقد يحصل أي صراع بري محتمل على الأرجح على الحدود الإيرانية على طول الخليج الفارسي، لا سيما نظرا لاستراتيجية النظام القائمة على التهديد بإغلاق مضيق هرمز ومهاجمة السفن البحرية في حال حصول حرب.

ويرجح تقرير مؤسسة راند الذي صدر في العام 2019 بعنوان "قدرات الجيش الحربية لعام 2025 وما بعده" أن تبدأ إيران حربا بمهاجمة السفن التجارية وأية سفن حربية تحاول حماية الحركة التجارية العابرة بالمضيق نحو الخليج، وذلك بواسطة صواريخ مضادة للسفن وزوارق صغيرة وألغام.

وقد تشمل أساليب أخرى شن غارات جوية فور اندلاع الصراع ونشر قوات عمليات خاصة في دول الخليج لتمكين شن المزيد من الهجمات على حركة الشحن وتعطيل العمليات العسكرية المضادة.

أما القوات المقابلة، فستكون محصورة بتأمين الجزر الأساسية في الخليج الفارسي ومضيق هرمز وتنفيذ غارات في مناطق واقعة على طول الساحل الإيراني تستخدم كمواقع لإطلاق الصواريخ أو لدعم عمليات الزوارق الهجومية الإيرانية الصغيرة.

وستكون القوات الإيرانية التي من المرجح أن تشارك في الصراع وحدات أصغر حجما تنتشر في محيط قواعد الجزر التي يصل عددها إلى نحو 12 جزيرة، مثل أبو موسى والفارسية وخارج ولارك وخارك وقشم وسيري.

وقال التقرير إنه في حال استمر الصراع لعدة أسابيع، فمن المحتمل أن تنفذ القوات المقابلة أيضا غارات على مناطق جنوبي إيران تستخدمها القوات الإيرانية.

ويعد التفوق الجوي فوق جبال زاغروس التي تقع شمالي منطقة الصراع المحتملة عاملا أساسيا في هذا السيناريو.

وأشار التقرير إلى أن القوات المقابلة قد تحاول كبح الدفاعات الجوية المحدودة لإيران وتنفيذ ضربات لوقف الهجمات وإجبار النظام على وقف الصراع.

وتابع أن التركيز سيكون أولا على القواعد الجوية، ومن ثم على منصات إطلاق الصواريخ وقدراتها على الاستهداف، إلى جانب السفن الحربية وزوارق الهجوم الصغيرة والقواعد البحرية.

وستمنع أيضا السيطرة الجوية القوات الإيرانية من التحرك جنوبا عبر الأراضي الجبلية الوعرة، مما يعيق قدرة النظام على تعزيز قواته على الساحل.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500