أمن

استمرار معركة العراق ضد خلايا داعش في الصحراء

فريق عمل المشارق ووكالة الصحافة الفرنسية

صورة ملتقطة أثناء جولة نظمها الجيش العراقي يظهر فيها عناصر قوات التدخل السريع العراقية وهم يقودون سيارة في قرية بمنطقة حاوي العظيم بمحافظة ديالى يوم 24 كانون الثاني/يناير أثناء التحضيرات لعملية عسكرية ضد تنظيم داعش. [أحمد الربيعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة ملتقطة أثناء جولة نظمها الجيش العراقي يظهر فيها عناصر قوات التدخل السريع العراقية وهم يقودون سيارة في قرية بمنطقة حاوي العظيم بمحافظة ديالى يوم 24 كانون الثاني/يناير أثناء التحضيرات لعملية عسكرية ضد تنظيم داعش. [أحمد الربيعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

حاوي العظيم -- ثقوب الرصاص التي اخترقت برج المراقبة الخراساني التابع لمقر سرية نائي للجيش العراقي شمال بغداد، تقف شاهدة على هجوم شنه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ليلا وأسفر عن مقتل 11 جنديا.

وتحيط بالمقر الصغير الواقع على ضفة النهر سواتر رملية وخندق ضحل ولفائف من الأسلاك الشائكة، وشوهد ثلاثة جنود يرتدون زيا غير متطابق منكبين على تقويتها بكتل أسمنتية ورملية.

ومضت ثلاث سنوات تقريبا على خسارة التنظيم المتطرف "خلافته" المزعومة التي امتدت على مساحات شاسعة من العراق وسوريا بعد معارك طويلة وطاحنة.

لكن مقاتلي تنظيم داعش ما يزالون نشطين في حركة تمرد ضعيفة المستوى، وكثفوا مؤخرا هجمات الكر والفر ضد أي شخص يرتدي زيا عسكريا أو كل من يتجرأ على مواجهتهم.

عناصر قوات التدخل السريع العراقية يقودون سيارة في قرية بمنطقة حاوي العظيم في محافظة ديالى يوم 24 كانون الثاني/يناير، أثناء التحضيرات لعملية عسكرية عقب هجوم داعش على قاعدة تابعة للجيش قتل فيه 11 جنديا. [أحمد الربيعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

عناصر قوات التدخل السريع العراقية يقودون سيارة في قرية بمنطقة حاوي العظيم في محافظة ديالى يوم 24 كانون الثاني/يناير، أثناء التحضيرات لعملية عسكرية عقب هجوم داعش على قاعدة تابعة للجيش قتل فيه 11 جنديا. [أحمد الربيعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

وقال ضابط بارز في الجيش العراقي أثناء زيارة قام بها يوم 24 كانون الثاني/يناير إلى مقر السرية الوضيع في محافظة ديالى في شرقي العراق، "إنهم يختفون في حفرات في الأرض أو في منازل مهجورة".

وأضاف في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أثناء الزيارة بعدما طلب عدم الكشف عن هويته "ويخفون هناك أيضا متفجراتهم وأسلحتهم".

وتتمثل مهمة قوات الأمن العراقية في ملاحقة خلايا داعش في منطقة شاسعة تمتد من بغداد إلى كركوك على بعد نحو 250 كم إلى الشمال وتشمل ثلاث محافظات، وهي مهمة صعبة لا تحسد عليها.

وجاء الانتقام من داعش يوم السبت، 29 كانون الثاني/يناير، بعد أن أسفرت ضربات جوية عراقية عن مقتل تسعة "إرهابيين" مشتبه بتورطهم في الهجوم المميت على مقر السرية.

وفي بيان صدر في وقت متأخر من يوم السبت، قال الجيش إنه كان "قد حدد بدقة مكان المجموعة الإرهابية التي ارتكبت العمل الإجرامي في حاوي العظيم".

وأضاف البيان أن "مقاتلات عراقية من طراز F-16 نفذوا ثلاث ضربات محكمة، أسفرت حتى الآن عن مقتل تسعة عناصر إرهابية".

وتأتي عملية يوم السبت ضمن سلسلة عمليات برية وجوية مماثلة نفذها الجيش العراقي ضد تنظيم داعش في الأسابيع الأخيرة.

مساعدة الائتلاف مع محاولة تنظيم داعش إعادة تنظيم صفوفه

وقال المحلل العراقي عماد علو إن الهجوم على مقر السرية العراقي وهجوم تنظيم داعش على سجن سوري الأسبوع الماضي ، يؤكدان أن تنظيم داعش "يحاول إعادة تنظيم عناصره وأنشطته في العراق".

وكان تقرير للأمم المتحدة قد قدّر العام الماضي أن نحو عشرة آلاف مقاتل تابعين لداعش ما يزالون نشطين عبر العراق وسوريا.

ويتركز وجود تنظيم داعش المستمر في سوريا إلى حد كبير في مخابئ صحراوية شرق البلاد، حيث للأكراد إدارة شبه مستقلة على الحدود مع العراق .

أما في العراق، فإن تنظيم داعش أكثر نشاطا في الشمال لكنه تبنى أيضا المسؤولية عن تفجيرات أهداف مدنية في أماكن أخرى، بينها تفجير في شهر تموز/يوليو الماضي في سوق بمدينة الصدر، وهي ضاحية شيعية في بغداد، أسفر عن مقتل العشرات.

وشهدت المعركة ضد داعش تحولا في مسارها بعدما أنهى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة دوره القتالي في العراق.

اليوم، يقتصر دور قوات التحالف التي يبلغ قوامها 3500 جندي، بينهم 2500 أميركي، على تقديم المشورة والتدريب لنظرائهم العراقيين وعلى تقديم الدعم غير المباشر لهم.

وقال التحالف يوم 20 كانون الثاني/يناير، إنه سلم 250 صندوقا من ذخائر القاذفات وذخائر المدفعية لقوات الأمن العراقية "لزيادة قدرتها على التحمل وقدرتها على البقاء والفتك".

وأكد الائتلاف على موقع تويتر أن عملية التسليم تؤكد مجددا "تصميمنا المشترك لإلحاق هزيمة دائمة بتنظيم داعش".

وكان قائد قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب، اللواء جون دبليو برينان، قد قال الشهر الماضي إنه "في هذه المرحلة الجديدة، ترمز شراكتنا المتغيرة مع العراق إلى الحاجة لليقظة الدائمة. لقد سقط تنظيم داعش، لكنه لم يختف. سنقدم المشورة والمساعدة لقواتنا الشريكة لتمكينها من حماية الشعب العراقي".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500