عدن -- تعمل جماعة الحوثي في محافظتي الجوف وصعدة اليمنيتين الخاضعتين لسيطرتها على زيادة دخلها عبر زراعة الحشيش وغيره من المخدرات غير القانونية، بحسب ما ذكره أبناء من العشائر المحلية.
وقالت مصادر قبلية لمأرب برس إن جماعة الحوثي باشرت بزراعة المخدرات بأنواعها في عدة مناطق من الجوف العالي والسفلي.
وأضاف أبناء القبائل في التقرير الذي صدر في 1 كانون الثاني/يناير أن الميليشيات الحوثية تمنع الأهالي القاطنين بالقرب من تلك المزارع من الاقتراب منها، لافتين إلى السلطة القمعية التي تفرضها الميليشيات على المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وقالوا إن مزارع الحشيش هي تحت إشراف خبراء في زراعة وكيفية حصاد النبتة، علما أن "هويتهم أو جنسيتهم" غير معلومة للمجتمع المحلي.
وفي تقرير نشر في 17 أيار/مايو 2021، نقلت وكالة 2 ديسمبر (2dec.net) عن مصادر محلية قولها إن ميليشيا الحوثي تزرع الحشيش في مناطق مختلفة من صعدة.
وقالت هذه المصادر إن المحافظة الشمالية باتت مركزا لتجارة المخدرات وتخدم كنقطة عبور لتهريبها إلى السعودية.
وأوضحوا أن الجماعة تستخدم أسطح المنازل في المناطق الريفية لزراعة الحشيش، ويقدم قادة الميليشيا التسهيلات الكاملة لزراعته وبيعه.
وسائل لتمويل العمليات
وفي هذا السياق، قال عبد السلام محمد مدير مركز أبعاد للدراسات والأبحاث إن "جماعة الحوثي هي امتداد لجماعة حزب الله والحرس الثوري الإيراني الذي يستخدم كل الأساليب لتمويل عملياته العسكرية".
وأضاف للمشارق أن ذلك يشمل "زراعة وتجارة الحشيش والمخدرات".
وتابع أن جماعة الحوثي تتعرض لحصار اقتصادي ينفذه التحالف العربي والمنظمات الدولية، في حين تمارس الضغوط أيضًا على إيران والشركات الإيرانية والبنوك الوسيطة.
وذكر أن ذلك أدى إلى نقص في التمويل لدى الجماعة المسلحة، ودفعها إلى البحث عن مصادر دخل إضافية.
وأكد محمد أن "تجارة المخدرات الآن اصبحت تجارة نشطة بواسطة الجماعة وقياداتها أصبحت من المهربين الكبار للمخدرات ما بين أفغانستان وإيران وباكستان عبر اليمن لدول الخليج ذات الوفرة النفطية".
وحذر محمد بقوله "باعتقادي قد يتحول اليمن إلى مصدر للحشيش والمخدرات إذا استمر الحوثي في سيطرته على المحافظات التي يتواجد فيها الآن".
ومن جانبه، قال المحلل السياسي عادل الشجاع إن الحوثيين يعتمدون نهج عمل حزب الله الذي يزرع ويصدر المخدرات منذ فترة طويلة، والذي يموّل أنشطته بتجارة الحشيش والمخدرات كالكبتاغون.
مناطق يمنع الوصول إليها
وبدوره، قال الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت للمشارق إن محافظة صعدة "مغلقة".
وتابع أن إمكانية الوصول إليها ممنوعة من قبل الحوثيين، ولا يمكن لأحد دخولها من دون الحصول على تصاريح مسبقة وضمانات من الأهالي الذين عليهم رفع الطلبات إلى الجماعة.
وقد أثار ذلك الشكوك حول أنشطة مشبوهة تجري في المحافظة.
وأضاف ثابت أن "تجارة المخدرات وزراعة الحشيش أصبحت نشاطا اقتصاديا مهما للجماعات التابعة لإيران".
وتابع أن "زراعة الحشيش في صعدة تعد هدفا استراتيجيا لتمويل المجهود الحربي، خصوصا مع تواجد الخبراء من حزب الله والحرس الثوري".
وأشار إلى أن ما يقدر بـ 6 مليارات دولار تدفقت سنويا إلى خزائن الحوثيين من زراعة المخدرات والتجارة بها.
عمليات تهريب
وكان معمر الأرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة قد ذكر في تصريح نقله موقع حزب الإصلاح في 10 تشرين الثاني/نوفمبر، أن التقارير الواردة من مناطق سيطرة الحوثيين تكشف تورط قيادات حوثية بارزة في شبكات الإتجار بالمخدرات.
وأشار إلى أن هذه الشبكات تعد مصدرا أساسيا لتمويل المجهود الحربي للجماعة.
ومن جانبه، قال فيصل المجيدي وكيل وزارة العدل للمشارق إن عدة أجهزة أمنية وخصوصا في مأرب، أعلنت عن ضبط الكثير من الشحنات المحملة بالمخدرات والحشيش والمتجهة إلى مناطق سيطرة الحوثي.
وتابع أن هناك تقارير تتحدث عن لجوء الحوثيين لتجارة المخدرات لتمويل معاركهم، كما تفعل الجماعات المسلحة مثل حزب الله.
وفي الإطار نفسه، قال مصطفى نصر رئيس مركز الإعلام الاقتصادي إن "أحدث المعلومات تشير إلى وجود عمليات تهريب في مناطق [سيطرة الحوثيين] ما بين صعدة والجوف والسعودية".
وتابع أن شبكات تجارة المخدرات هذه "تعمل تحت سمع وبصر شخصيات نافذة حوثية في تلك المناطق"، مما يؤشر إلى تورطها في هذه الأنشطة غير القانونية حتى لو لم يكن لها تورط مباشر فيها.