عدن -- قال مسؤولون إن الحوثيين المدعومين من إيران يستخدمون في المناطق اليمنية الخاضعة لهم، الأموال التي حصلوا عليها من تجارة المخدرات لتمويل التجنيد العسكري، متبعين بذلك نموذج عمل حزب الله اللبناني الذي يعد وكيلا آخر لإيران.
وأعلن الإعلام العسكري في 3 آذار/مارس أن قوات الجيش اليمني في محافظة حجة قامت مؤخرا بإتلاف 1158 كيلوغراما من مادة الحشيش و7700 قرص مخدر تم ضبطها من مهربين مرتبطين بجماعة الحوثي.
وأضاف أنه بذلك، يتجاوز إجمالي ما تم إتلافه من مخدرات منذ 3 أعوام الأربعة أطنان.
وكان وزير الإعلام معمر الأرياني قد حذر سابقا من مخطط تنفذه جماعة الحوثي لإغراق المناطق الخاضعة لسيطرتها بالمخدرات.
وقال إن التقارير الواردة من تلك المناطق "تؤكد تورط قيادات حوثية بارزة في شبكات الإتجار بالمخدرات واتخاذها مصدرا رئيسيا لتمويل" المجهود الحربي، حسبما نقلت صحيفة الشرق الأوسط.
وقال الأرياني إن التقارير الجديدة تؤكد تورط النظام الإيراني ووكلائه في المنطقة بقيادة حزب الله اللبناني، بصناعة المخدرات والإتجار بها.
أداة تجنيد
وبدوره، ذكر نبيل عبدالحفيظ وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان للمشارق أنه "من المعلوم أن إيران تعمل على إدخال الأسلحة من ناحية والمخدرات من ناحية أخرى [إلى اليمن] لدعم الجانب المالي للحوثيين".
وأضاف "ظهرت يوما بعد يوم كميات من الحشيش والمخدرات في مناطق الساحل الغربي، بما في ذلك تهامة والحديدة وحجة".
وقال عبدالحفيظ إن هذه الكميات جزء من العمليات التجارية الهادفة إلى "تمويل مشروع الموت الذي ترعاه إيران"، مشيرا بذلك إلى الحرب المتواصلة في اليمن.
وأكد أن الميليشيات الحوثية تعتبر المخدرات "جزءا من سلاحها الذي تستخدمه في حربها سواء على الداخل اليمني أو على دول الجوار".
وأوضح "تستعين بالمخدرات في تطويع واستقطاب الشباب للقتال في صفوفها"، موضحا أن إيران تستخدم أيضا هذا الأسلوب في مناطق انتشار ميليشياتها.
ولفت إلى أن تورط الحوثيين في تجارة المخدرات "نابع من اهتمام الجهة الراعية لهم، وهي إيران، ومحاكاة لتجربة حزب الله اللبناني".
مصدر تمويل أساسي
ومن جانبه، قال مصطفى نصر رئيس مركز الإعلام الاقتصادي إن إيران تفرض على وكلائها بما في ذلك حزب الله وجماعة الحوثي، تجارة المخدرات لزيادة تمويلها.
وأشار إلى أن تجارة المخدرات تعتبر "مصدر تمويل رئيسيا" من شأنه مساعدة تلك الجماعات على تنفيذ أجندة إيران في المناطق التي تسيطر عليها.
وينطبق هذا الأمر فعليا في ظل ما تواجهه إيران ووكلائها من تداعيات العقوبات المفروضة على العديد من عناصرها وشبكاتها.
وقال نصر إن النقاط الأمنية في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة ضبطت كميات من الحشيش والمخدرات التي كانت في طريقها لمناطق الحوثي.
واتهم الحوثيين "بجعل اليمن ممرا لتهريب المخدرات إلى السعودية عبر محافظة حجة الحدودية".
ولكنه أضاف أن الكميات المضبوطة في محافظة حجة لا تشكل إلا جزءا صغيرا من الكميات التي دخلت السوق المحلية أو التي عبرت إلى خارج اليمن.
منع محاولات التهريب
وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي محمود الطاهر إن "الحشيش والمخدرات مصدر رئيسي لتمويل الجماعات الإرهابية كالقاعدة وحزب الله والحوثيين في اليمن، ولكن الحوثيين وحزب الله يعتمدون عليه بشكل كبير".
وأضاف أن هناك اتفاق ظاهري بين ميليشيا الحوثي وميليشيا حزب الله لإغراق السعودية بالمخدرات.
"وتابع أن "حزب الله حاول أكثر من مرة إرسال المخدرات عبر شحنات الفواكه والخضروات القادمة من لبنان إلى السعودية ولكن هذه المحاولات أحبطت".
وأضاف أنه نظرا للتدقيق المتزايد في الموانئ، يبدو أن الميليشيا اللبنانية تعاونت مع الحوثيين "لتهريبها عبر الحدود، سواء من صعدة أو عبر محافظة حجة، وتلك محافظتان ترتبطان حدوديا مع المملكة العربية السعودية".
ومن جهته، ذكر المحلل السياسي عادل الشجاع أن إيران تعتبر المخدرات مصدر عائدات أساسيا لميليشياتها، ويعد حزب الله خير دليل على ذلك.
وأضاف "أفرد حزب الله مساحات واسعة من لبنان لزراعة الحشيش، فهي تدر عليه ملايين الدولارات".