دبلوماسية

رئيسي يبيع في موسكو فتات صفقته مع الصين

فريق عمل المشارق

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يتحدث مع نظيره الروسي في موسكو يوم 20 كانون الثاني/يناير [President.ir]

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يتحدث مع نظيره الروسي في موسكو يوم 20 كانون الثاني/يناير [President.ir]

أثارت الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى موسكو يوم الخميس، 20 كانون الثاني/يناير، غضب الكثيرين في إيران، إذ اعتبروا أن الجمهورية الإسلامية تسلم ما تبقى من البلاد إلى روسيا بعد أن باعت الجزء الآخر منها في صفقات مع الصين.

ودأبت وسائل الإعلام الإيرانية على بث تقارير متواصلة عن رحلة رئيسي إلى موسكو، فأجرت مقابلات مع خبراء حولها ووصفتها بأنها "تطور إيجابي في سياسة إيران الخارجية" و "خطوة إلى الأمام في الدبلوماسية الإيرانية".

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيسي قوله إن إيران "ليس لديها حدود لتوسيع علاقاتها مع روسيا".

وبحسب ما ورد، ناقش الرئيسان الإيراني والروسي خلال اجتماعهما "التعاون طويل الأمد ضمن إطار عمل مدته 20 عاما" .

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يلقي كلمة أمام مجلس الدوما يوم 20 كانون الثاني/يناير. [President.ir]

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يلقي كلمة أمام مجلس الدوما يوم 20 كانون الثاني/يناير. [President.ir]

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يصل إلى موسكو في 19 كانون الثاني/يناير. ولم يستقبله نظيره الروسي في المطار. [President.ir]

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يصل إلى موسكو في 19 كانون الثاني/يناير. ولم يستقبله نظيره الروسي في المطار. [President.ir]

وقال وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان إن الرئيسين أوعزا إلى وزيري خارجيتهما إعداد خارطة طريق لاتفاقية مدتها 20 عاما، مشيرا إلى أن عددا من المواضيع "يجب بحثها بشكل عاجل بين الطرفين لتحديد إطار العمل".

التوجه شرقا

ولم يكشف وزير الخارجية الإيرانية الذي رافق رئيسي في الرحلة تفاصيل عن "خارطة الطريق" هذه، لكنه وصف الاجتماع بين الرئيسين بأنه "ودي وصادق" كاشفا بالتفصيل كيف التقيا في الكرملين مدة 3 ساعات على الرغم من "القيود المفروضة جراء كوفيد-19".

ولكن لاحظ العديد من المراقبين على مواقع التواصل الاجتماعي المسافة الطويلة التي تفصل بين طرفي الطاولة حيث جلس الرئيسان.

ولم يتم الإعلان رسميا بعد عن تفاصيل اتفاقية الـ 20 عاما، واتسمت بالغموض نفسه الذي شاب اتفاقية الـ 25 عاما التي وقعتها إيران مع الصين.

فبعد توقيع "اتفاقية التعاون الاستراتيجي" بين إيران والصين في آذار/مارس 2021 في طهران، اتهم العديد من الإيرانيين النظام بـ "بيع إيران".

واليوم يوجه الكثيرون إلى النظام تهمة بيع ما تبقى من البلاد هذه المرة إلى روسيا.

ووفقا لتقارير إعلامية مختلفة، تخطط إيران لشراء 200 عربة قطارات من روسيا، في خطوة يشكك فيها البعض في إيران على الرغم من حاجة البلاد الماسة إلى بنية تحتية جديدة للنقل.

وتعود أسباب هذا الشك إلى تجربة سابقة حيث باعت موسكو أحد أقدم المفاعلات الذرية في العالم إلى طهران بسعر مرتفع للغاية، ويشتبه الكثيرون أنها ستفعل الشيء نفسه مع عربات القطارات.

وقال بوتين في الكرملين يوم الخميس إن حجم المعاملات التجارية بين إيران وروسيا زاد بنسبة 38 في المائة عام 2020 مقارنة بعام 2019.

وفي أيلول/سبتمبر الماضي انضمت طهران إلى منظمة شنغهاي للتعاون، وهي هيئة أمنية في آسيا الوسطى تقودها بكين وموسكو.

هذا وانعكست حقيقة أن إيران باتت أقل استقلالا وأكثر بُعدا عن الغرب وسط خوضها المفاوضات النووية واقتربت بشكل متزايد من الصين وروسيا، انعكست يوم الخميس في الأسواق الإيرانية.

فقد انخفضت العملة الوطنية بنحو 8 في المائة، كما انخفض مؤشر سوق الأسهم.

وقال بعض النقاد إن الصفقات طويلة الأمد والشاملة مع الصين وروسيا تنتهك السياسة التي يرتكز عليها الشعار الرسمي لإيران وهو "لا شرقية ولا غربية، بل جمهورية إسلامية".

ووصف العديد من الخبراء السياسيين والاقتصاديين اتفاق إيران الجديد والغامض مع روسيا بأنه مؤشر آخر على توجه البلاد شرقا.

ولكن يواصل النظام الإيراني تأكيده على أن هذه الصفقات تصب في "المصالح السياسية والاقتصادية" للبلاد.

ترحيب فاتر

وعلى الرغم من جهود إيران لإضفاء صورة مختلفة على الزيارة، كان جليا عدم احترام موسكو للبروتوكول الدبلوماسي لدى وصول رئيسي إليها.

فلم يكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في استقبال الرئيس الإيراني في المطار، كما لم يحضر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف لاستقبال نظيره الإيراني.

واقتصر استقبال رئيسي والموفدين الإيرانيين في المطار على وزير الطاقة الروسية ونائب وزير الخارجية.

كذلك، لم يتم تنظيم حفل ترحيب رسمي في الكرملين كما يقتضيه البروتوكول الدبلوماسي، ما أبرز ضعف طهران مقابل استعراض موسكو للقوة.

وظهر هذا التفاوت بشكل أكبر في مقطع فيديو نشرته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، يظهر فيه بوتين وهو يطلب من رئيسي "نقل سلامه إلى الزعيم الإيراني علي خامنئي".

وتأتي زيارة رئيسي ووزير خارجيته إلى موسكو وسط مخاوف متزايدة من احتمال حصول هجوم روسي على أوكرانيا، في تحرك وصفه مراقبون بأنه "خطر للغاية".

وتأتي أيضا في الوقت الذي أفادت فيه وكالة أنباء الطلبة الإيرانية أن الصين وروسيا وإيران ستجري مناورات بحرية مشتركة يوم الجمعة، 21 كانون الثاني/يناير.

وستجري مناورات "حزام الأمن البحري 2022" شمال المحيط الهندي، وهي ثالث مناورات بحرية مشتركة بين الدول الثلاث، مع إجراء مناورات أواخر 2019 في المحيط الهندي وسط تصاعد التوتر مع دول الخليج.

وفي حديث للتلفزيون الرسمي، قال المتحدث الرسمي للمناورات الأدميرال مصطفى تاج الدين، إنها ستشهد مشاركة 11 وحدة بحرية من القوات المسلحة الإيرانية و3 وحدات من سلاح البحرية التابع للحرس الثوري الإيراني.

وكشف أن 3 وحدات من روسيا ووحدتين من الصين ستشارك فيها أيضا.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500