حدد البنتاغون يوم الاثنين، 29 تشرين الثاني/نوفمبر، مشيرا إلى نتائج مراجعة أجراها، أن الجيش الأميركي سيعزز عمليات الانتشار والقواعد الموجهة نحو الصين وروسيا، مع الاحتفاظ بقوات كافية في منطقة الشرق الأوسط لردع إيران والجماعات المتمردة.
وقال مسؤولون إن تفاصيل "مراجعة الوضع العالمي" التي كلفت إدارة الرئيس جو بايدن بإجرائها في وقت سابق من العام الجاري، ستظل سرية كي لا يتم الكشف عن الخطط للمنافسين.
وأكدت المراجعة أن المنطقة ذات الأولوية للجيش الأميركي هي منطقة المحيط الهندي-الهادئ، بحسب ما ذكرت مارا كارلين وهي مسؤولة بارزة في البنتاغون.
وقالت للصحافيين إن المراجعة "توجه تعاونا إضافيا مع الحلفاء والشركاء عبر المنطقة لدعم المبادرات التي تساهم في الاستقرار الإقليمي وتردع العدوان العسكري المحتمل من الصين والتهديدات من كوريا الشمالية".
وأوضح البنتاغون في بيان أن المبادرات تتضمن "السعي نحو تأمين قدرة وصول إقليمية أكبر لأنشطة الشراكة العسكرية وتعزيز البنية التحتية في استراليا وجزر المحيط الهادئ وتخطيط عمليات النشر التدويرية للطائرات في أستراليا".
وذكرت كارلين "سترون في أستراليا عمليات نشر تدويرية جديدة للطائرات المقاتلة والقاذفات، وسترون أيضا تدريبا للقوات البرية والمزيد من التعاون اللوجستي".
وأوضحت أنه في غوام وجزر ماريانا الشمالية وأستراليا، ستكون هناك ترقيات للمطارات ولمنشآت تخزين الوقود والذخائر.
وفي معرض ردها على سؤال حول ما إذا كانت المراجعة تتوقع زيادات أخرى في التواجد الأميركي في منطقة المحيط الهادئ، قالت كارلين "سنقوم بتغيير الوضع قليلا".
وتابعت "ما أود أن أفكر فيه هو أنه على مدار السنوات القادمة، سترون تغيرا أكبر".
هذا ويأتي تأكيد الأولويات الأميركية في ظل استعراض الصين قوتها العسكرية.
وقد أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا في شهر أيلول/سبتمبر عن تكوين تحالف دفاعي جديد تحت مسمى أوكوس لمواجهة الصين التي تعمل على بناء بحريتها الخاصة وتختبر عقودا من الهيمنة العسكرية الأميركية عبر آسيا.
وتشكل التحالف في ظل تعزيز الصين سيطرتها على بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه وتكثيف تهديداتها العسكرية ضد تايوان التي تدعمها واشنطن بقوة ولكن التي تزعم بكين أنها أرض تابعة لها سيلزم الاستيلاء عليها في يوم من الأيام، بالقوة لو اقتضى الأمر.
وتصاعدت التوترات العسكرية لأعلى مستوى لها في عقود تحت حكم الرئيس شي جين بينغ، حيث تقوم الصين اليوم بصورة دورية بإرسال مقاتلات وقاذفات قادرة على حمل أسلحة نووية إلى منطقة الدفاع الجوي التابعة لتايوان، فيما تقوم وسائل الإعلام الحكومية على نحو منتظم بالدعاية وتسليط الضوء على مناورات الغزو.
وأشار تقرير للبنتاغون نشر في 3 تشرين الثاني/نوفمبر إلى أنه قد يكون للصين 700 رأس نووي قابلة للحمل بحلول العام 2027، ويمكن أن يتجاوز العدد الألف رأس بحلول العام 2030، وهي ترسانة تفوق بمقدار ضعفين ونصف الحجم الذي كان البنتاغون قد توقعه قبل عام واحد فقط.
مواجهة روسيا
ووفق المراجعة، فإن البنتاغون يراقب أيضا روسيا.
وقالت كارلين إن المراجعة "تقوي الرادع القتالي ذا المصداقية ضد العدوان الروسي في أوروبا وتمكّن قوات حلف الناتو من العمل بصورة أكثر فعالية".
وأشارت المراجعة إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان قد ألغى في شباط/فبراير 2021 سقف القوة النشطة التي قوامها 25 ألف جندي في ألمانيا والذي كانت الإدارة السابقة قد حددته.
يذكر أن علاقات الكرملين بالحلفاء الأوروبيين ساءت منذ قيام القوات الروسية بضم شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014، كما أن التوترات تتفاقم جراء مزاعم التدخل في الانتخابات والتجسس.
وأدان الحلفاء الغربيون بشدة تسميم المعارض البارز للكرملين آليكسي نافالني في سيبريا في آب/أغسطس 2020، وقالوا إنهم يمكن أن يردوا بفرض المزيد من العقوبات على موسكو.
هذا وتعافى نافالني من محاولة التسميم التي كادت أن تودي بحياته، لكن حُكم عليه بالسجن لمدة 32 شهرا استنادا إلى اتهامات مشكوك فيها في شباط/فبراير.
ومؤخرا، عملت روسيا البيضاء وهي حليفة وثيقة لروسيا، على استخدام آلاف المهاجرين اليائسين من منطقة الشرق الأوسط وأفغانستان وأفريقيا كبيادق للضغط على الاتحاد الأوروبي لإلغاء العقوبات.
وقد اتفق زعماء العالم على فرض المزيد من العقوبات ضد مجموعة فاغنر، وهي جماعة مرتزقة روسية خاصة غامضة ترتبط على نحو وثيق بالكرملين.
وقد تم ربط مرتزقة فاغنر بسلسلة من النقاط الساخنة حول العالم، ولا سيما الصراعات في أوكرانيا وفي عدة بلدان أفريقية وفي الشرق الأوسط.
وكان الكرملين قد خضع لتدقيق في وقت سابق من هذا العام من قبل فرنسا وألمانيا بشأن صفقة مزعومة لإرسال ألف مقاتل من مجموعة فاغنر إلى مالي التي تعصف بها الصراعات.
وقام الاتحاد الأوروبي في العام الماضي بإدراج الممول المزعوم لفاغنر المدعو إيفيجيني بريغوزين المقرب منذ فترة طويلة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على خلفية تورط المجموعة في ليبيا.
تهديدات إيرانية
وفي هذه الأثناء، يبقى الشرق الأوسط منطقة تقلبات للبنتاغون عقب الحروب الطويلة في العراق وأفغانستان، بحسب ما أشارت إليه المراجعة.
وأوضحت كارلين أن المسؤوليات العالمية "تستلزم منا أن نجري تغييرات متواصلة على وضعنا في الشرق الأوسط، لكننا دائما لدينا القدرة على نشر قوات بسرعة في المنطقة بحسب بيئة التهديدات".
وفي الشرق الأوسط، قيمت المراجعة مقاربة البنتاغون لإيران والمتطلبات المتطورة لمواجهة الإرهاب عقب انتهاء العمليات في أفغانستان، بحسب البيان.
وقال البيان إن البنتاغون سيستمر في دعم الحملة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وبناء قدرات قوات الدول الشريكة في العراق وسوريا.
وتشكل أنشطة إيران النووية والمزعزعة للاستقرار مصدر قلق بشكل خاص.
فقد قدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 17 تشرين الثاني/نوفمبر مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بـ 2.489 كيلوغراما، وهو ما يزيد بأضعاف عن الحد الذي وضعه الاتفاق النووي لعام 2015.
وتشمل الكمية الإجمالية الآن 113.8 كيلوغراما مخصبا بنسبة 20 في المائة، مقارنة بـ 84.3 كيلوغراما في أيلول/سبتمبر، و17.7 كيلوغراما مخصبا بنسبة 60 في المائة مقارنة بـ 10 كيلوغراما، بحسب التقرير.
وفي تقرير منفصل صدر أيضا يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه لم يتم إحراز أي تقدم يذكر في تسوية عدة أسئلة طرحتها الوكالة بشأن التواجد السابق لمواد نووية في مواقع غير معلن عنها في البلاد.
وعلى مدى العقد الماضي، خصص الحرس الثوري نسبة كبيرة من قواته وموارده للتدخل الإقليمي وأقام تواجدا له في سوريا ولبنان والعراق واليمن.
وتربط أدلة الطب الشرعي إيران بمجموعة من الهجمات في المنطقة تم تنفيذها بواسطة المركبات الجوية غير المأهولة التي تعرف بالطائرات المسيرة، مع أن إيران اعتمدت أسلوب العمل هذا جزئيا لإخفاء مسؤوليتها.
هو وصف لما هو قائم بحديث مكرر
الرد1 تعليق