تربط أدلة الخبراء إيران بسلسلة من الهجمات في المنطقة تم تنفيذها باستخدام المركبات الجوية غير المأهولة والتي تعرف بصورة عامة بالطائرات المسيرة، مع أن إيران استخدمت هذه الوسيلة جزئيا لإخفاء ضلوعها في هذه الهجمات.
فقد ربطت صور أقمار اصطناعية وأدلة تم جمعها من المواقع التي استهدفتها طائرات مسيرة مفخخة، بما في ذلك منشآت في العراق والسعودية، إيران بهذه الهجمات.
وبدأت الأدلة على دور إيران في هذه النوعيات من الهجمات بعد الهجمات المدمرة التي استهدفت في 14 أيلول/سبتمبر 2019 منشآت شركة أرامكو في خريص وبقيق بالسعودية وأخرجتها من الخدمة.
وقالت عدة وسائل إعلام إن الهجوم تم التحضير له في جنوب إيران، في حين أن تقريرا للأمم المتحدة خلص إلى أن الهجوم، الذي قلص إنتاج السعودية النفطي إلى النصف، لم يشن من قبل جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران مع أنهم تبنوا مسؤوليته في البداية.
وقال مسؤولو دفاع أميركيون إن أقمار المراقبة التقطت صورا تبين قيام إيران بتجهيز طائرات مسيرة وصواريخ في مواقع إطلاق داخل أراضيها قبل وقوع الهجوم، بحسب ما أوردت إذاعة ناشيونال بابليك راديو.
ولاحقا، أظهر فحص لحطام الطائرات المسيرة المستخدمة في الهجوم تطابقا بين المكونات التي تم انتشالها من موقع الهجوم وبين الطائرات المسيرة التي تصنعها إيران.
وفي مطلع آب/أغسطس الماضي، أعلن البنتاغون أن نتائج تحقيقاته في الهجوم على سفينة ميرسر ستريت يوم 29 تموز/يوليو قبالة سواحل عمان على بحر العرب ، أفضت إلى أدلة واضحة تشير لوقوف إيران خلفه.
وكان حارس أمن بريطاني وربان السفينة الروماني الجنسية قد لقيا مصرعهما في الهجوم.
ستة أنواع من الطائرات المسيرة
ويشير الخبير العسكري والاستراتيجي العراقي علاء النشوع إلى صلة إيران المباشرة بالهجوم على السفينة ميرسر ستريت، وقبل ذلك بالهجوم على شركة أرامكو السعودية.
هذا بالإضافة أيضا إلى مسؤولية الجمهورية الإسلامية عن الهجمات المتواصلة التي يشنها وكلاؤها الإقليميون كالحوثيين في اليمن وحزب الله اللبناني والفصائل العراقية التي تدعمها إيران، كعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله،بحسب ما أضاف.
وأوضح النشوع للمشارق أن "الإيرانيين ينتجون نحو ستة أنواع من الطائرات المسيرة الهجومية، أبرزها فطرس وشاهد وياسر".
وذكر أن هذه الطائرات تعمل بتقنيات استوردتها إيران من روسيا والصين وكوريا الشمالية، وبإمكانها حمل متفجرات والطيران لمديات تصل إلى مئات الأميال.
وأشار إلى أن إيران تفضل الآن استخدام سلاح الطائرات المسيرة في تهديد الأمن الإقليمي، وذلك "لقلة تكاليف تصنيعه وقدرته على التسلل والوصول للأهداف المختارة".
وفي حين أن إيران تحاول إخفاء مسؤولياتها عبر استخدام مثل هذه الأسلحة، فإن التحقيقات الدولية والأدلة التي تم جمعها من موقع الهجمات تؤكد تورطها، بحسب ما أكد.
وتابع أن إيران تقوم بـ "تجهيز وكلائها بأجزاء هذه الطائرات وتقديم الخبرة والاستشارات في كيفية تجميعها والتدريب على توجيهها".
هذا وشن الحوثيون والميليشيات الموالية لإيران عشرات الهجمات على أهداف في السعودية والعراق باستخدام طائرات مسيرة إيرانية.
ومؤخرا، وتحديدا في 3 تشرين الأول/أكتوبر، أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية والذي يحارب دعما للحكومة الشرعية في اليمن، اعتراض وتدمير طائرة مسيرة مفخخة أطلقها الحوثيون تجاه المملكة.
كما ذكرت وسائل إعلام رسمية أن أربعة عمال أصيبوا يوم الأربعاء (6 تشرين الأول/أكتوبر) عندما اعترض التحالف طائرة مسيرة مفخخة أخرى استهدفت مطار أبها بالمملكة.
وقال التحالف إنه دمر أيضا الموقع المشتبه به في محافظة صعدة شمال اليمن الذي انطلقت منه الطائرة المسيرة.
وفي 11 أيلول/سبتمبر الماضي، تم استهداف مطار أربيل شمالي العراق بطائرات مسيرة ، وذلك في أحدث هجوم في سلسلة هجمات متشابهة شنتها ميليشيات عراقية موالية لإيران طالت المطار وقواعد تحتضن قوات من التحالف الدولي.
يذكر أن قوات التحالف الدولي تدعم العراق في المعركة ضد تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش).
إيران تخفي دورها
بدوره، قال اللواء المتقاعد في الجيش العراقي والمحلل الأمني ماجد القيسي، إن العالم ينظر إلى تهديدات إيران للملاحة التجارية في مياه الخليج وبحر العرب واستهدافها للبنية التحتية النفطية السعودية على أنها "أعمال انتقامية وتحرش".
وأضاف أنها تحمل "رسائل ضغط أمنية وسياسية" من القادة الإيرانيين إلى المجتمع الدولي لإعادة النظر بالعقوبات المفروضة على بلادهم والتأثير على المفاوضات المتعلقة ببرنامجهم النووي.
ولفت إلى أن الإيرانيين ينشطون في تهريب الصواريخ والأسلحة لأذرعهم في العراق واليمن وسوريا ولبنان لتتمكن من مهاجمة الأهداف والمصالح الدولية ومواصلة أنشطتها الخبيثة.
وتابع أنهم يمدون كذلك تلك الأذرع بالطائرات المسيرة، حيث أن هذه النوعية من الأسلحة يصعب رصدها وتدميرها.
وأكد القيسي أن إيران "تطور خبرات الأذرع على صناعة وتشغيل هذه الطائرات لأنهم لا يمتلكون القدرة الكافية على إنتاجها بمفردهم".
وشدد على أن الحرب بالوكالة تمثل سياسة استراتيجية لدى إيران، مشيرا إلى أن هذا النوع من الحروب يمتاز بسهولة إنكار المسؤولية، ما يعني أنه يسهل لإيران إنكار أي دور مباشر لها فيها إضافة إلى صعوبة إثبات هذا الدور.
لماذا لا احد يحاسب ايران على خروقاتها و على نظامها المجرم.. ايران شعبها يموت بالالاف ولا نسمع ابواق الحرب عليها و لا حتى يحاسبها على اسلحتها و لا احد يقول انها تمتلك سلاح الدمار الشامل و لا النووي ولا شي.. لماذا يجعلون من ايران دوله قويه..
الرد1 تعليق