مجتمع

الدولة والأحزاب اللبنانية متهمة بزيادة معدل الفقر في البلاد

نهاد طوباليان

يجتاح الجوع شريحة كبيرة من اللبنانيين ويؤثر بخاصة على المسنين منهم. ويقول هذا الرجل اللبناني إنه يكتفي برغيف خبز كقوت له. [زياد حاتم]

يجتاح الجوع شريحة كبيرة من اللبنانيين ويؤثر بخاصة على المسنين منهم. ويقول هذا الرجل اللبناني إنه يكتفي برغيف خبز كقوت له. [زياد حاتم]

امرأة مشردة تنام عند مدخل مبنى في منطقة الجديدة قضاء المتن. [زياد حاتم]

امرأة مشردة تنام عند مدخل مبنى في منطقة الجديدة قضاء المتن. [زياد حاتم]

ينام هذا الرجل على رصيف في منطقة الدورة اللبنانية منذ أشهر بعد أن بات عاجزا عن دفع إيجار مسكنه، ويقتات مما يجمعه من بقايا طعام في حاويات النفايات. [زياد حاتم]

ينام هذا الرجل على رصيف في منطقة الدورة اللبنانية منذ أشهر بعد أن بات عاجزا عن دفع إيجار مسكنه، ويقتات مما يجمعه من بقايا طعام في حاويات النفايات. [زياد حاتم]

تدعم الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية 1200 عائلة عبر توزيع حصص غذائية شهرية عليها. [نهاد طوباليان]

تدعم الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية 1200 عائلة عبر توزيع حصص غذائية شهرية عليها. [نهاد طوباليان]

توزع الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية حصصا غذائية شهرية على عدد كبير من العائلات للتخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية عليها، وتخصص أيضا يومين في الأسبوع لتوزيع وجبات جاهزة عليها. [نهاد طوباليان]

توزع الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية حصصا غذائية شهرية على عدد كبير من العائلات للتخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية عليها، وتخصص أيضا يومين في الأسبوع لتوزيع وجبات جاهزة عليها. [نهاد طوباليان]

بيروت - وقفت جميلة مرعب وهي أم لأربعة أولاد، أمام رفوف الحبوب في سوبر ماركت بالأشرفية، وهي تحتسب في رأسها ما سيكلفها إعداد طبق من المجدرة.

وقالت إن "طبق المجدرة كان يعد غذاء الفقراء إذ لم تكن تكلفة إعداده تتخطى الـ 8 ألآف ليرة لبنانية، بينما أصبحت اليوم تتخطى المائة ألف ليرة دون احتساب كلفة صحن السلطة المرافق لهذا الطبق".

وأضافت أن الفقر "أصابنا بالعمق".

وتابعت "ثلاجتي وخزانة المونة فارغتان من المواد الغذائية، كما بطون أولادي".

دفع الانهيار الاقتصادي العديد من اللبنانيين للجوء إلى التسول من أجل تأمين الغذاء والدواء والمال. [زياد حاتم]

دفع الانهيار الاقتصادي العديد من اللبنانيين للجوء إلى التسول من أجل تأمين الغذاء والدواء والمال. [زياد حاتم]

وتابعت مرعب أن الخضار والبطاطا المسلوقة باتت تشكل أساس وجبات الفقراء، مؤكدة أن عائلتها لم تأكل اللحم والدجاج منذ أشهر طويلة.

وما زاد الوضع سوءا أن زوجها عاطل عن العمل منذ أكثر من عام، وهي غير قادرة على تحمل تكلفة ارتياد أولادها المدارس.

وأردفت "لم نتوقع أن ينعكس الانهيار الاقتصادي علينا إلى هذا الحد".

وأرخى الانهيار الاقتصادي في لبنان بظله على مئات آلاف العائلات، وحولها من عائلات مستورة إلى عائلات تحت خط الفقر تعاني العوز.

وبحسب تقرير البنك الدولي، اتسع حزام الفقر بلبنان ليشمل نحو مليونين و200 ألف نسمة من المقيمين، ويتوزع الفقراء بين مليون و500 ألف لبناني و750 ألف لاجئ سوري.

برامج المساعدة النقدية

ويعول غالبية "الفقراء الجدد" على تقديمات غذائية من جمعيات ومنظمات محلية ودولية وكنائس.

وتشمل الحصص الغذائية عادة رزمة من الحبوب كالأرز والعدس والحمص والمواد الأساسية كالحليب والزيت والأجبان المعلبة.

وفي 1 كانون الأول/ديسمبر وبعد أشهر من التأخير، فتح لبنان باب التسجيل في برنامجين للمساعدات النقدية لإغاثة 700 ألف أسرة ضعيفة ودعمها لمواجهة تداعيات رفع الدولة الدعم عن المواد الأساسية، رغم نقص حاد في التمويل.

وسيبقى التسجيل في المبادرتين مفتوحا حتى نهاية شهر كانون الثاني/يناير المقبل.

وأمن البنك الدولي قرضا بقيمة 246 مليون دولار لأحد البرامجين وهو برنامج "أمان"، وسيؤمن مبلغ 150 دولارا شهريا لـ 150 ألف أسرة ويغطي ما قيمته 200 دولار من تكاليف المدرسة لـ 87 ألف طالب في المرحلة الثانوية.

وقال المدير الإقليمي للبنك الدولي ساروج كومار جا، إن تنفيذ برنامج البطاقة النقدية "سيخضع لرقابة وتدقيق مكثفين".

ومن جهة أخرى، يهدف برنامج البطاقة التموينية إلى توفير ما يصل إلى 126 دولارا شهريا للأسر المستحقة. ولكن لم تحدد الحكومة بعد مصدر تمويله علما أن كلفته تبلغ 556 مليون دولار.

وأوضح جا في مقابلة مع النسخة الإنجليزية من صحيفة لوريان لو جور المحلية، أن الحكومة اللبنانية تقدمت بطلب رسمي للبنك الدولي لتمويل برنامج البطاقة التموينية.

وعلى الرغم من أن جا أشار إلى أن البنك الدولي على استعداد للنظر في هذا الطلب، إلا أنه أكد أن تمويل جزء من هذا المشروع يجب أن يكون من مسؤولية الحكومة اللبنانية ويتعين عليها تأمينه من موازنتها الخاصة.

وبانتظار انطلاق برنامج المساعدات النقدية، حمّل المواطن يوسف سعد الدولة والأحزاب السياسية الممثلة في الحكومة، مسؤولية "التحكم بسبل عيشنا وإفقارنا".

وكان سعد يعمل في مصنع أغلق أبوابه منتصف عام 2021 بسبب انهيار الوضع المالي والاقتصادي في البلاد.

وقال بغضب "فقدنا كرامتنا الإنسانية، ويعز علي حين تخصني جارة بالحي بطبق من الدجاج المشوي من وقت لآخر".

معاناة في البقاع

واستوطن الفقر والعوز مجمل بيوت اللبنانيين في المناطق كافة، لكن نسبتهما هي من بين الأعلى في البقاع، وفق ما ذكره أحد المسؤولين في جمعية خيرية بالبقاع فضل عدم ذكر اسمه.

وأوضح أن قرى البقاع "تعاني من الفقر الصحي والاقتصادي والاجتماعي نظرا للانهيار الاقتصادي ولوجود أحزاب في السلطة تفقر البلد والناس بإدارتها السياسية".

وأشار إلى أن تحكم الثنائي الشيعي أي حزب الله وحركة أمل بمنطقة البقاع أفرز 3 طبقات اجتماعية.

وأوضح أن الطبقة الأولى تضم عناصر من الحزبين "وهم يعيشون في بحبوحة ورفاهية ويتعاملون بالدولار".

أما الطبقة الثانية، فهي وفقا له مكونة من أنصار الثنائي ويستفيدون عبر أقربائهم المنتمين إلى الحزبين من المساعدات المالية والاقتصادية وأقساط المدارس.

وذكر أن الطبقة الثالثة تضم غير الحزبيين وهم الأكثر فقرا، لافتا إلى أن "الأحزاب تمارس على هؤلاء الترهيب بلقمة عيشهم ومصالحهم على أبواب الانتخابات".

وأضاف أن الفئة الأكثر فقرا من البقاعيين "هي بحال سيئة على أبواب الشتاء بسبب ارتفاع سعر المحروقات والحطب".

وإزاء هذا الوضع المأساوي، تنشط بعض المنظمات الدينية في توزيع الحصص الغذائية الدورية والشهرية، وبينها بطريركية الأرمن الكاثوليك.

وقال المطران جورج أسادوريان، إن البطريركية أخذت على عاتقها منذ بداية الأزمة مساعدة الناس من أي طائفة كانوا.

وقال للمشارق "بدأنا بـ 400 عائلة فقيرة ووصلنا اليوم إلى 1200 عائلة تتلقى شهريا عبر بطاقة تموينية حصصا تحتوي على جميع أنواع الحبوب والحليب والأجبان واللحوم والدجاج".

وتابع أن البطريركية تساعد هذه العائلات في الحصول على الرعاية الطبية والأدوية والاستشفاء وتأمين بدل الإيجار.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500