المنامة - لم تعلق إيران حتى يوم الاثنين، 29 تشرين الثاني/نوفمبر، على قيام البحرية الأميركية بإنقاذ بحارين إيرانيين اثنين يوم السبت بعد جنوحهما لمدة 8 أيام على متن قارب صيد في مياه الخليج.
وقالت القيادة الوسطى للقوات البحرية الأميركية في بيان إن "سفينة تابعة للبحرية الأميركية أنقذت بحارين إيرانيين اثنين من سفينة صيد بعد جنوحها لمدة 8 أيام في خليج عُمان".
وقد استجابت سفينة الشحن الأميركية تشارلز درو بعد أن تلقت القوات البحرية المشتركة وهي تحالف بحري دولي يقع مقره في البحرين، نداء استغاثة من البحارين الجانحين، بحسب ما قالت البحرية.
ووصلت سفينة تشارلز درو إلى موقع القارب بعد 6 ساعات وقدمت الطعام والماء والرعاية الطبية.
وقال نائب الأدميرال براد كوبر قائد القيادة الوسطى للقوات البحرية الأميركية والأسطول الخامس الأميركي والقوات البحرية المشتركة، إن "هذا هو ما تدربنا على فعله وما نحن مستعدون له".
وأضاف "كبحارة محترفين، نتحمل المسؤولية عن مساعدة الأشخاص المحتاجين في البحر".
ويوم الأحد، نقلت سفينة الشحن الأميركية تشارلز درو بأمان البحارين إلى سفينة تابعة لخفر السواحل العماني كانت تبحر بالقرب من مسقط، بحسب البحرية.
وأضافت أن البحارين كانا بصحة جسدية ونفسية جيدة أثناء نقلهما.
وتابع كوبر "نعبر عن تقديرنا للحكومة العمانية على مساعدتنا ودعمنا في إرجاع البحارين إلى ديارهما".
أين البحرية الإيرانية؟
هذا وتُطرح أسئلة حول سبب اختفاء البحرية الإيرانية بعد أكثر من أسبوع في حين كان البحاران جانحين في مياه الخليج.
وكان محللون متخصصون في الشأن الإيراني قد طرحوا أسئلة في الأشهر الأخيرة حول جهوزية القوات المسلحة الإيرانية وسط سلسلة من الحوادث العسكرية.
وكان آخر حادث بحري كبير قد وقع بواحدة من أكبر سفن البلاد، إذ غرقت يوم 2 حزيران/يونيو بعد اندلاع النيران بها أثناء قيامها بـ "مهمة تدريبية" قبالة ميناء جاسك في خليج عُمان.
وقال محلل سابق في البحرية الإيرانية طلب عدم الكشف عن هويته للمشارق في حزيران/يونيو الماضي إن "مقاربة إيران في التمويل العسكري مثيرة للجدل".
وأضاف أن "المسؤولين يحاولون في واقع الأمر تمويل قوتين مسلحتين، مع إظهار تفضيل واضح للحرس الثوري الإيراني".
وذكر أن "هذا يعني أن القوات المسلحة التقليدية تعاني من نقص التمويل في كافة المجالات، بما في ذلك التدريب والمعدات والأسلحة والعتاد".
وتابع أنه "لكي تقوم بصيانة المعدات الحالية، تستمر في تفكيك المعدات العسكرية القديمة التي تم تصنيعها قبل الثورة الإسلامية عام 1979".
وفي هذا السياق، وصف جيسون بهاري وهو محلل متخصص في الشؤون الإيرانية ويقيم في الولايات المتحدة، السفن في أسطول إيران العتيق بأنها "متاحف عائمة".
وأوضح أن "الحكومة تقوم بتجهيزها بقاذفات صواريخ ورادارات معدلة بصورة طفيفة، لكن التكنولوجيا الأساسية عمرها 50 عاما أو أكثر".
ويقول المحللون إن المعدات المتردية هي مجرد جزء من المشكلة، مشيرين إلى أن السلوك غير المهني لبحرية الحرس الثوري الإيراني قد أدى إلى توبيخ دولي حيث أنه يعرض حياة الناس للخطر وينعكس على نحو سيء على الجهاز العسكري الإيراني برمته.
فقد أدت أولويات الحكومة الموضوعة في غير محلها وعدم اهتمامها بالشعب وتفضيل السياسات التوسعية الإقليمية للحرس الثوري الإيراني، إلى وقوع حوادث كان من الممكن تجنبها، وهي حوادث كانت أحيانا مميتة في السنوات الأخيرة.
عمليات الإنقاذ الدولية
هذا وينقسم أفراد وسفن القوات البحرية الدولية التي تشارك فيها 34 دولة إلى 3 قوات مهام رئيسية توفر الأمن للمرور البحري المدني عن طريق إجراء مهام مكافحة للقرصنة والإرهاب.
وفي إطار هذه القوة، شارك الأسطول الأميركي الخامس في العديد من عمليات الإنقاذ في المياه الإقليمية وقدم الدعم الهندسي والميكانيكي والطبي للسفن المعرضة للخطر، بحسب مسؤولي البحرية.
وساعدت البحرية الأميركية العديد من البحارة أثناء مسار عملياتها في مياه الخليج وأنقذت صيادين إيرانيين معرضين للخطر في أكثر من 12 مناسبة.
وعلى سبيل المثال في يوم 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، أنقذت السفينة يو.إس.إس نيتز 3 صيادين إيرانيين بعد جنوح قارب الصيد الصغير خاصتهم بسبب عطل في البطارية.
فقام أفراد طاقم السفينة يو.إس.إس نيتز بتحديد موقع وهوية القارب وأمدوا الصيادين ببطارية جديدة وصندوق من مياه الشرب.
وبعد بضعة أيام وتحديدا في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، قدمت سفينتان حربيتان أميركيتان منتشرتان لتقديم الدعم لعمليات الأمن البحري المساعدة لـ 6 بحارة إيرانيين معرضين للخطر.
وفي تلك الحالة، تلقت السفينتان الأميركيتان يو.إس.إس هوبر ويو.إس.إس مونتيري نداء استغاثة من زورق صيد إيراني صغير عبر لاسلكي مباشر بين السفن، بحسب القوات البحرية في قيادة المنطقة الوسطى الأميركية.
وأرسلت يو.إس.إس مونتيري مروحيتها لتحديد موقع الزورق، في حين جهزت السفينة يو.إس.إس هوبر فريق الإنزال الخاص بها لتقديم المساعدة الفورية للبحارة.
وحين صعد بحارة السفينة يو.إس.إس هوبر على متن الزورق، وجدوا أن البحارة الـ 6 مصابون بالمرض، وأمدوهم بالأدوية وغادروا بعد التأكد من أن الطاقم أصبح بأمان.
وفي كانون الثاني/يناير 2012، أنقذ طاقم السفينة يو.إس.إس كيد التي تعمل في إطار المجموعة الهجومية يو.إس.إس جون ستينس 13 بحارا إيرانيا من زورق صيد في شمال بحر العرب بعد اختطافه من قبل القراصنة.