دبي - أعلن الأسطول الخامس للبحرية الأميركية يوم الأربعاء، 8 أيلول/سبتمبر، أنه سيطلق قوة مهام جديدة تضم طائرات مسيرة تتنقل جوا وبحرا وتحت الماء عقب الهجمات البحرية التي حُملت إيران مسؤوليتها.
وقال بيان للقيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية إن قوة المهام ستعتمد فقط على الشراكات الإقليمية والشراكة مع التحالف.
بدوره، ذكر قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية براد كوبر، إن "الهدف الأساسي وراء قيامنا بذلك هو أننا سنتمكن من تطوير ودمج منظومات مسيرة وذكاء اصطناعي كطريقة لتحقيق أمرين".
واوضح في البيان أن الأمر "الأول هو تعزيز الوعي بالمجال البحري، والثاني هو زيادة الردع".
والأسطول الخامس مسؤول عن منطقة من العمليات تبلغ مساحتها نحو 6.5 مليون كيلومتر مربع من المياه وتشمل الخليج العربي والبحر الأحمر وخليج عُمان وأجزاء من المحيط الهندي.
وتعهد المسؤولون في البحرية بأن يتم توسيع قدرات الطائرات المسيرة في الأشهر المقبلة في منطقة ممرات الاختناق الحيوية لكل من إمدادات الطاقة العالمية وعمليات الشحن العالمية، حسبما ذكر موقع ديفنس نيوز.
وأضاف كوبر "نريد وضع مزيد من المنظومات في المجال البحري فوق البحر وفيه وتحته. نريد رقابة معززة على ما يجري هناك".
وذكر موقع ديفنس نيوز أن الأسطول الخامس يغطي مناطق المياه الضحلة والمياه المالحة ودرجات الحرارة في موسم الصيف والتي يمكن أن تفوق الـ 113 درجة فهرنهايت مع رطوبة عالية.
وتابع كوبر أن البيئة توافق البحرية الأميركية إذ تسمح لها بالقيام بالتجارب والتقدم بصورة أسرع.
وأضاف "نعتقد أنه في حال كان يمكن تشغيل المنظومات الجديدة هنا، فتستطيع على الأرجح أن تشغل من أي مكان ويمكن استخدامها عبر مختلف الأساطيل".
وقال مسؤولون من البحرية الأميركية إن المنظومة الجديدة ستشمل بعض الطائرات المسيرة التي تمت تجربتها في نيسان/أبريل من قبل أسطول البحرية في المحيط الهادئ.
كذلك، تم خلال مناورات نيسان/أبريل استخدام طائرات مسيرة فائقة التحمل للرقابة الجوية وسفن مسيرة من طراز سي هوك وسي هنتر، بالإضافة إلى طائرات مسيرة تحت الأرض هي أصغر حجما وتشبه الطوربيدات.
مواجهة تهديدات الطائرات المسيرة
وسيتم إطلاق قوة المهام الجديدة عقب سلسلة الهجمات المرتبطة بحالة التوتر المتواصلة مع إيران.
فمنذ شباط/فبراير، انخرطت إيران وإسرائيل في ما وصفه محللون بـ "حرب الظل"، تعرضت خلالها السفن التابعة لكل من الدولتين ضربات متبادلة في مياه البحر المحيطة بالخليج.
وفي 29 تموز/يوليو، أسفر هجوم على ناقلة النفط المرتبطة بإسرائيل ميرسر ستريت قبالة ساحل عُمان، عن مقتل حرس أمن بريطاني وشخص روماني من أفراد الطاقم.
وقال وزراء خارجية دول مجموعة السبع الشهر الماضي إن "كل الأدلة المتوفرة تشير بوضوح إلى وقوف إيران" وراء الهجوم الذي استخدمت فيه الطائرات المسيرة.
وتزايدت مؤخرا الهجمات التي نفذها وكلاء إيران في اليمن والعراق بالطائرات المسيرة.
وقالت مصادر عراقية وسورية للمشارق خلال الأسبوع الجاري، إن الحرس الثوري الإيراني أنشأ قاعدة تدريب جديدة في العراق لعناصر وكلائه الإقليميين، وركزت المناورات فيها على كيفية إطلاق هجمات بالطائرات المسيرة.
ومنذ نيسان/أبريل، شنت الميليشيات العراقية المدعومة من الحرس الثوري الإيراني ما لا يقل عن ستة هجمات مستخدمة طائرات مسيرة محملة بكميات صغيرة من المتفجرات، آخرها كان في 24 تموز/يوليو عندما استهدفت طائرة مسيرة قاعدة الحرير الجوية شمال أربيل.
وخلال الصيف، عزز الجيش الأميركي تعاونه وتكامله مع الشركاء الإقليميين في الخليج من أجل تأمين الأجواء ضد أي هجمات بالطائرات المسيرة.
وفي 17 و30 حزيران/يونيو وفي 29 تموز/يوليو، قام الطيران الأميركي والطيران الملكي السعودي بتنفيذ عمليات مشتركة لاختبار وتقييم قدرتهما على تعقب وتدمير طائرات مسيرة تحاكي الطائرات المسيرة الحقيقية ضمن المجال الجوي الإقليمي، حسبما ذكر مركز القوات الجوية الأميركية.
وقال مدير العمليات في مركز القوات الجوية الأميركية الكولونيل مات دييت لموقع ديفنس نيوز، إن "التهديد الظاهر للطائرات المسيرة في الشرق الأوسط يتطلب مجموعة واسعة من الموارد المشتركة بين الولايات المتحدة وشركائها".
إلى هذا، أكملت القوات البحرية الأميركية بين 18 و22 تموز/يوليو "عمليات جوية [مشتركة ومتعددة الأطراف] دعما لمناورات بالذخيرة الحية للأعمال الحربية على سطح المياه" في الخليج العربي، وذلك مع المملكة المتحدة والسعودية والكويت والإمارات.