تشكل قوات البحرية الأميركية المنتشرة في المياه الإقليمية في الخليج وخليج عمان والبحر الأحمر وبحر العرب وأنحاء من المحيط الهندي، جزءاً من شراكة بحرية دولية تضمن أمن الحركة البحرية المدنية.
وتنظم طاقم وسفن "القوات البحرية المشتركة" المؤلفة من 26 دولة، في ثلاثة فرق عمل أساسية تحفظ أمن الحركة البحرية المدنية عبر تنفيذ مهام مرتبطة بمكافحة القرصنة والإرهاب.
وإضافة إلى دعم هذه المهام، شارك الأسطول الأميركي الخامس في عدة عمليات إنقاذ في المياه الإقليمية وقدم الدعم الفني والتقني والطبي للسفن التي كانت بحاجة إلى مساعدة، حسبما قال مسؤولون في البحرية.
وأشاروا إلى أن السفن التابعة للقيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية ساعدت بحارة أكثر من 30 مرة منذ عام 2012، وكانت 13 من هذه المرات تتعلق ببحارة إيرانيين.
مساعدة سفن إيرانية في ضائقة
يُذكر أنه في 18 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، قامت مدمرة الصواريخ الموجهة "يو.أس.أس نيتز" بإنقاذ ثلاثة صيادين إيرانيين كان قاربهم الصغير قد تعطل بسبب نفاد البطارية.
وقام طاقم مدمرة الصواريخ المتواجدة في مياه الخليج الإقليمية لدعم العمليات الأمنية البحرية، بتحديد موقع القارب وزوّد البحارة ببطارية جديدة وصندوق مياه.
وبعد أيام قليلة في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، قامت سفينتان بحريتان أميركيتان منتشرتان لدعم العمليات الأمنية البحرية، بمساعدة ستة بحارة إيرانيين كانوا قد أرسلوا نداء استغاثة.
فتلقت سفينتا "يو.أس.أس هوبر" و"يو.أس.أس مونتيري" نداء الاستغاثة من قارب صيد إيراني صغير عبر جهاز إرسال، حسبما ذكرت القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية.
وعلى هذا الأساس، أرسلت "مونتيري" مروحيتها لتحديد موقع القارب، في حين جهّزت "هوبر" طاقمها لتأمين المساعدة الفورية للبحارة، وفق ما ذكرته البحرية الأميركية.
وعند صعود بحارة "هوبر" على متن القارب، وجدوا البحارة الستة مصابين بالمرض. فزوّدوا الطاقم الإيراني بالأدوية وغادروا بعد التأكد من سلامتهم.
وقال قائد سفينة "هوبر" الضابط ج.د. غايني "بموجب القانون الدولي المتعارف عليه، نواصل تطبيق عادات مساعدة البحارة الذين يمرون بمحن، ونفخر كوننا ساعدنا زملاءنا البحارة".
دعم الأمن البحري
في هذا السياق، قال سليمان السويدي الخبير العُماني الإستراتيجي والمتخصص في قوانين البحار، للمشارق "إن التواجد الأميركي في الخليج وبحر عُمان أمر مهم للغاية ويعود بالنفع على جميع الدول".
وأوضح أنه يعمل على تأمين إمدادات النفط العالمية ويضمن تدفقها وعدم وقوعها تحت سيطرة أي طرف قد يتسبب بحالة توتر في المنطقة ويلحق ضرراً بالاقتصاد العالمي.
وأضاف أن "البحرية الأميركية ساهمت بالتعاون مع سلاح البحرية في الدول المجاورة في الحد من عمليات القرصنة وحماية التجارة العالمية من خطر كان يتهدد حياة البحارة وكذلك البضائع والسلع".
ولفت إلى أن "العلاقات واتفاقيات التعاون الثنائية والجماعية تتيح ذلك [التواجد الأميركي] وتضمن علاقة متوازنة بين دول المنطقة وبالأخص الخليجية والولايات المتحدة الأميركية".
من جانبه، قال جاسم الشامسي خبير العلاقات الدولية في سلطنة عُمان للمشارق إن العلاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي والجيش الأميركي "ممتازة".
وأكد أن الولايات المتحدة "تقدم خدمات لا يمكن إغفالها للمنطقة وبخاصة في حماية مياه الخليج وبحر عُمان وشمال بحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر.
دور إنساني بارز
وأوضح أن قوات البحرية الأميركية المنتشرة في المياه الإقليمية تلعب أيضاً دوراً إنسانياً بارزاً عبر المساعدة في عمليات الإنقاذ بغض النظر عن جنسية طالبي الإغاثة.
وتابع "فهم بالنهاية يتعاملون مع الجميع من منطلق أنها روح بشرية بحاجة إلى مد يد العون والمساعدة".
وفي الإطار نفسه، قال اللواء أحمد عبد الحليم الخبير الاستراتيجي بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية في مصر، إن "عمليات الإنقاذ تتم ضمن برتوكول إنساني يلتزم به البحارة، لكن هناك من يتغاضى عن الإشارة التي التقطها وهناك من يستجيب بسرعة فائقة".
وأكد أن قوات البحرية الأميركية استجابت بسرعة لنداء الاستغاثة الذي أطلقه الصيادين الإيرانيين الثلاثة في 18 تشرين الثاني/نوفمبر.
وأضاف أنه "يُحسب للقوات الأميركية ما تقوم به من أعمال إنسانية، فهي تحافظ على تقاليد عريقة وقديمة وتفصل بين ما هو سياسي وعسكري وتفضل أن تكون الإغاثة لأجل الإنسان".