قال مسؤولون عسكريون إن المناورات العسكرية المتكررة التي تشارك فيها القوات الأميركية وشركاؤها في منطقة الخليج والشرق الأوسط، تنطوي على تدريبات حية تضمن جهوزية الجيوش المشاركة لمواجهة أي تهديد.
وتعزز المناورات المشتركة أيضا قدرات التنسيق بين الولايات المتحدة والدول العربية، كما تجزم وتؤكد التزام الولايات المتحدة الكامل بشركائها.
وفي حديثه للمشارق قال الضابط المتقاعد في الجيش الإماراتي، عبد الله العامري، إن حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة "يعتبرون أنها شريكا استراتيجيا كاملا"، مضيفا أن الشراكة تنطوي على تعاون مشترك في المجالين العسكري والسياسي.
وتابع أن "التطورات الأمنية المتلاحقة وتعاظم التهديدات تجعل التعاون العسكري امرا حتميا لمواجهة أي مخاطر محتملة".
وأوضح العامري أن هذا الأمر يتطلب درجة عالية من الانسجام بين جيوش المنطقة والقيادة المركزية الأميركية.
وأردف أن التدريبات الثنائية والمشتركة في المنطقة تلعب دورا محوريا في تحقيق ذلك، وهي تجري بشكل دوري لتعزيز قدرات المشاركين فيها وإيجاد صيغ لتحرك عسكري مشترك.
وذكر أن "الولايات المتحدة الأميركية تسعى دائما لطمأنة شركائها في المنطقة"، مشيرا إلى أن إرسال حاملة الطائرات العملاقة يو أس أس جون س. ستينيس إلى المنطقة، يبعث رسالة طمأنة قوية للشركاء الإقليميين ويؤكد وجود الولايات المتحدة الأميركية.
’منظومة واحدة متكاملة‘
من جهته، أكد الضابط السعودي المتخصص في شؤون التدريب، سليمان المكاوي، في حديثه للمشارق، أن جيوش دول الخليج "طورت قدراتها عبر التدريبات المشتركة التي تجريها مع نظرائها في القوات العسكرية الأميركية".
وقال إن العام الواحد يشهد إجراء نحو 80 تدريبا عسكريا.
وأهم هذه التدريبات وفقا له، تدريبات "الأسد المتأهب" التي جرت في الأردن في نيسان/أبريل 2018، وتدريبات "الحارس الذي لا يقهر" التي جرت في الكويت في آب/أغسطس 2018، وتدريبات "وادي النار" التي جرت في سلطنة عمان في كانون الثاني/يناير الماضي.
وأضاف أن "التدريب لا يقتصر فقط على القطعات العسكرية التابعة لجيوش المنطقة، بل يشمل أيضا القوات الأمنية الداخلية وفرق الدفاع المدني والتدخل السريع".
وكشف أن الهدف هو تنسيق العمليات الداخلية والخارجية في حالة الطوارئ أو التعرض للتهديد، بالإضافة إلى رفع التنسيق المشترك بين القطعات إلى أعلى درجات الجهوزية للتصرف بشكل تلقائي عند اللزوم.
وتابع أنه في حالات الخطر كالحروب أو العمليات الوقائية أو الهجمات الإرهابية، وحتى في حالة الكوارث الطبيعية، فإن "التنسيق بين القطعات يكتسب أهمية كبرى لجهة التمكن من احتواء الخطر بأكبر سرعة ممكنة".
وأردف أن "القطعات المختلفة بدءا من غرف العمليات والقوات الأرضية والجوية والبحرية والدفاع المدني والإسعاف، يعملون سويا بانسجام كمنظومة متكاملة".
’رادع كبير‘
الخبير العسكري القطري رياض العلي، قال إن توجه حاملة الطائرات يو أس أس ستينيس إلى منطقة الخليج ، يشير "إلى أن الولايات المتحدة الأميركية قادرة على مواجهة أي تهديد محتمل"، كما يؤكد التزامها دعم حلفائها وشركائها في المنطقة.
وأضاف أن حاملة الطائرات يو أس أس ستينيس تحمل العشرات من المروحيات الدفاعية والهجومية، إضافة الى العشرات من الطائرات النفاثة الحديثة التابعة للبحرية الأميركية وقوات مشاة البحرية الأميركية.
وذكر للمشارق أنه بفضل خبرتها السابقة في المنطقة وقدراتها القتالية وعملياتها السريعة، فهي قادرة على ردع أي تهديد محتمل.
ولفت إلى أن مدمرة وطرادات وغواصة ذرية ترافق حاملة الطائرات يو أس أس ستينيس، ما يؤمن لشركاء الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة رادعا ضد أي هجوم أو محاولة عرقلة حركة الملاحة.