أمن

ʼالمدن الصاروخيةʻ لإيران في خرم أباد وتبريز عرضة للتخريب

بهروز لاريجاني

صاروخان طويلا المدى أطلقا من قاعدة تابعة للحرس الثوري الإيراني في إيران في شهر كانون الثاني/يناير. [الحرس الثوري الإيراني]

صاروخان طويلا المدى أطلقا من قاعدة تابعة للحرس الثوري الإيراني في إيران في شهر كانون الثاني/يناير. [الحرس الثوري الإيراني]

تشكل "مدينتان صاروخيتان" رئيسيتان تقعان بالقرب من تبرير وخرم أباد مركزا أساسيا لبرنامج إيران الصاروخي، ويقول مراقبون إن أي حادث قد يقع في تلك القواعد سيقلص بصورة كبيرة قدرات البلاد الصاروخية.

وكان التلفزيون الحكومي الإيراني قد بث العام الماضي لقطات عن "مدينة صاروخية" جديدة تابعة للحرس الثوري، وهي قاعدة صواريخ بالقرب من مدينة تبريز عاصمة محافظة أذربيجان الشرقية في شمال غرب البلاد.

ويتم تخزين صواريخ كروز وهي صواريخ ذاتية الدفع إلى حد كبير أثناء الطيران، والصواريخ طويلة المدى في القاعدة، حيث تم تجهيز مستودع كبير لتخزين الصواريخ من طراز شهاب-1 وشهاب-2 وشهاب-3.

والعام الماضي، بعد أن بدأت إيران في انتهاك بنود الاتفاق النووي لعام 2015 الذي يعرف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، تفاخر النظام الإيراني علنا بـ "مدنه الصاروخية" التي تقع تحت الأرض على طول الحدود الجنوبية للبلاد.

صواريخ معروضة في قاعدة الإمام علي الصاروخية في خرم أباد بإيران في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. [Mashreghnews.ir]

صواريخ معروضة في قاعدة الإمام علي الصاروخية في خرم أباد بإيران في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. [Mashreghnews.ir]

صاروخ أرض-أرض من طراز شهاب 3 معروض إلى جانب صورة للمرشد الإيراني علي خامنئي في عرض محلي للحرس الثوري الإيراني للاحتفال بـ ʼأسبوع الدفاعʻ في طهران يوم 25 أيلول/سبتمبر. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]

صاروخ أرض-أرض من طراز شهاب 3 معروض إلى جانب صورة للمرشد الإيراني علي خامنئي في عرض محلي للحرس الثوري الإيراني للاحتفال بـ ʼأسبوع الدفاعʻ في طهران يوم 25 أيلول/سبتمبر. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]

وتزعم طهران أن برنامجها الصاروخي ليس له أية علاقة ببرنامجها النووي. ولكن حتى لو كان ذلك صحيحا، فهو لا يوضح لماذا قامت بتصنيع صواريخ طويلة المدى هي قادرة على حمل رؤوس نووية، وهو ما يثير الشكوك في نواياها الحقيقية.

وتؤكد الصور الجوية للمنطقة الجبلية المحيطة بتبريز وجود منشأتين على الأقل لإطلاق الصواريخ، أو صوامع صاروخية تحت الأرض، وهي هياكل محصنة لتخزين الصواريخ طويلة المدى وإطلاقها.

وقال محلل الاستخبارات المقيم في إيران ساسان تامغا إن "موقع المركز الصاروخي لقاعدة تبريز يضع أجزاء من شرق أوروبا ووسطها ضمن نطاق المدى العملياتي لصواريخ إيران".

وفي السياق نفسه، تعد قاعدة الإمام علي في خرم أباد عاصمة محافظة لورستان في وسط إيران، قاعدة صاروخية إيرانية أخرى هامة. وتتبع هذه القاعدة للواء الحديد وهو قسم فرعي بقوة الفضاء التابعة للحرس الثوري.

وإن قاعدة الإمام علي مزودة بقاذفات صواريخ محمولة تم إخفاؤها في الجبال.

وبدوره، قال فرامارز إيراني وهو محلل سياسي مقيم في كرمان، إن "القاعدتين في خرم أباد وتبريز تضمان جزءا كبيرا من قوة إيران الصاروخية".

ʼعرضة للتخريبʻ

وأوضح إيراني أن أهمية "المدينتين الصاروخيتين" في خرم أباد وتبرير كبيرة لدرجة أنه "إذا وقع أي حادث في أي من هاتين القاعدتين، فإنه سيقلص بصورة كبيرة قدرات إيران الصاروخية".

وفي تحليله للتهديدات المحتملة لمراكز إيران الصاروخية، أشار إيراني إلى فصائل المعارضة المسلحة النافذة في المنطقة مثل حركة مجاهدي خلق التي لها وجود كبير في شرق العراق.

وتشارك الحركة معلومات حول المواقع والمنشآت العسكرية التابعة للقوات المسلحة الإيرانية التقليدية، التي تعرف باسم أرتش وعن الحرس الثوري في إيران.

وفي أوائل شهر تشرين الأول/أكتوبر، نشرت الحركة تقريرا كاملا عن المنشآت التي تستخدمها إيران في تصنيع الطائرات المسيرة الإيرانية وتخزينها وتجميعها محليا، إضافة إلى مراكز تدريبها بداخل البلاد.

ويقول محللون عسكريون إقليميون إن مثل هذا الاختراق الاستخباراتي الذي وصل حتى إلى الأجهزة الأمنية والاستخبارية في إيران، يشير إلى أن هذه المنشآت الصاروخية هشة للغاية.

كذلك، إن النظام الإيراني معرض للتهديد من قبل حركة مقاومة جريئة وموجة متصاعدة من الاضطرابات والمعارضة الشعبية، في ظل تأرجح البلاد من أزمة لأخرى على الجبهتين الداخلية والدولية.

وما يؤجج هذا السخط هو ظهور أدلة متزايدة على أن كبار القادة بمن فيهم المرشد الأعلى علي خامنئي وحلفاؤه في الحرس الثوري، قد أعطوا الأولوية للأجندة التوسعية للنظام بالخارج على حساب الرفاه الاقتصادي للمواطنين.

وكانت منشآت إيران الصاروخية قد تعرضت للتخريب في الماضي.

فوقع انفجار في قاعدة الإمام علي في خرم أباد في عام 2010 ما أسفر عن مقتل العشرات، مع أن النظام الإيراني لم يعلن حتى الآن عن سبب محدد للحادث.

ويزعم الكثير من المحللين والمراقبين أن الانفجار كان نتيجة أعمال تخريبية عقب حدوث اختراق للنظام الاستخباري.

وأشار تامغا إلى الثغرات في النظام الدفاعي للقاعدة.

وأوضح أن "قاعدة الإمام علي عرضة أيضا للتخريب عبر حدود إيران الجنوبية والغربية. إذا كانت إيران تنوي استخدام هذه القاعدة لإطلاق الصواريخ، فإن القاعدة نفسها ستصبح عرضة لعمل انتقامي".

كذلك، تعد "المدينتان الصاروخيتان" معرضتين لمجموعة من الأسلحة التابعة للجيش الأميركي، بما في ذلك الأسلحة الدقيقة والقاذفات، وذلك في حالة تسبب إيران في اندلاع حرب إقليمية.

وبالإضافة إلى تصنيع صواريخ طويلة المدى قد تكون مزودة بالقدرة على حمل رؤوس نووية، فإن إيران تضع أيضا صواريخها تحت تصرف جماعات مثل حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن.

وقد سببت كل هذه الأنشطة اضطرابات وحالة عدم استقرار في منطقة الشرق الأوسط.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500