حقوق الإنسان

جماعات حقوقية تنتقد محاكمات الحوثيين والإساءة للنموذج اليمني

فريق عمل المشارق ووكالة الصحافة الفرنسية

مثلت عارضة الأزياء والممثلة انتصار الحمادي المحتجزة منذ شهور لدى الحوثيين في صنعاء أمام المحكمة، في إجراء وصفته جماعات حقوقية بأنه "غير عادل" وتعتريه "مخالفات وانتهاكات" لا تحصى. [هيومان رايتس ووتش]

مثلت عارضة الأزياء والممثلة انتصار الحمادي المحتجزة منذ شهور لدى الحوثيين في صنعاء أمام المحكمة، في إجراء وصفته جماعات حقوقية بأنه "غير عادل" وتعتريه "مخالفات وانتهاكات" لا تحصى. [هيومان رايتس ووتش]

كشفت منظمة هيومان رايتس ووتش يوم الأربعاء، 30 حزيران/يونيو أن عارضة أزياء وممثلة يحتجزها الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن منذ شهور، مثلت أمام المحكمة في إجراء "غير عادل" وتعتريه "مخالفات وانتهاكات" لا تحصى.

وكانت انتصار الحمادي قد اعتقلت في 20 شباط/فبراير الماضي عند نقطة تفتيش في صنعاء، حيث يقوم الحوثيون الذين سيطروا على المدينة في انقلاب عام 2014 بتنفيذ حملة أخلاقية.

وقالت هيومان رايتس ووتش في بيان يوم الأربعاء إن السلطات أحالت قضيتها إلى محكمة يسيطر عليها الحوثيون في حزيران/يونيو ومثلت لجلسات الاستماع يومي 6 و9 منه.

ولدت الفتاة البالغة من العمر 20 عاما لأم إثيوبية وأب يمني، وعملت كعارضة أزياء مدة أربع سنوات ولديها عدة آلاف من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تنشر صورا لها خلال جلسات مع مصممي أزياء وأصحاب دور أزياء.

وظهرت في مسلسلين تلفزيونيين يمنيين هما سد الغريب وغربة البن.

وقال أقاربها لهيومان رايتس ووتش إنها المعيل الوحيد لأسرتها، التي تضم والدها الضرير وشقيقها المصاب بإعاقة.

وبعد أن ألقى الحوثيون القبض عليها أثناء تنقلها بالسيارة متوجهة إلى جلسة تصوير، قال محاميها خالد الكمالإنها استُهدفت بسبب عملها في صناعة الأزياء، وهو عمل يعتبره الحوثيون منافيا للتعاليم الإسلامية.

وأضاف كمال أنهم حاولوا التشهير بالفتاة عبر نشر تقارير محلية غير مؤكدة تزعم تورطها في الدعارة والمخدرات.

معصوبة العينين ومعرضة لسوء المعاملة

وقالت منظمة العفو الدولية في بيان أصدرته يوم 7 أيار/مايو، إنه تم استجواب الحمادي وهي معصوبة العينين وتعرضت للإساءة الجسدية واللفظية وأُجبرت على "الاعتراف" بارتكاب جرائم عدة بينها حيازة المخدرات والدعارة.

وأضافت منظمة العفو أن الحوثيين اقتادوها إلى مديرية التحقيقات الجنائية في صنعاء حيث خضعت لاستجوابات متكررة وهي معصوبة العينين.

وأعلمت النائب العام ومحاميها أن المحققين أجبروها على توقيع محضر مكتوب مسبقا ببصمة إصبعها وهي معصوبة العينين.

وبحسب هيومان رايتس ووتش، عرضت سلطات الحوثيين آنذاك إطلاق سراحها لقاء مساعدتهم في الإيقاع بأعداءهم عبر "الجنس والمخدرات".

لكنها رفضت أن تقوم بذلك.

ونقلت منظمة العفو الدولية في تقريرها الصادر يوم 7 أيار/مايو عن محاميها قوله إن قوات الأمن أيقظتها في منتصف الليل واقتادتها إلى عدد من المنازل لتسألها إذا كانت تعمل في أي منها "كعاهرة".

ونقلتها القوات إلى قسم النساء في السجن المركزي في صنعاء، وأساءت سلطات السجن معاملتها لفظيا ومنعوها من الاتصال بأسرتها أو بمحام.

وأردفت منظمة العفو أن المدعي العام منع محاميها من الاطلاع على ملف قضيتها على الرغم من طلباته المتكررة. وفي 27 نيسان/أبريل، اقترب مسلح منه وهدده مطالبا إياه بالتخلي عن القضية.

إحباط "اختبار العذرية"

وذكرت هيومان رايتس ووتش أن سلطات الحوثيين أوقفت مسعا لإخضاعها قسرا لـ "اختبار العذرية"، بعد أن أصدرت منظمة العفو الدولية بيانا تدين هذا الإجراء.

وقالت منظمة العفو الدولية في بيانها يوم 7 أيار/مايو، إن "اختبارات العذرية" القسرية هي شكل من أشكال العنف الجنسي وترقى إلى مستوى التعذيب بموجب القانون الدولي.

وأشارت هيومان رايتس ووتش إلى أن"اختبار العذرية" معترف به دوليا على أنه انتهاك لحقوق الإنسان، ويعتبر شكلا من أشكال المعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة ونوعا من العنف القائم على النوع الاجتماعي.

إلى هذا، أكدت منظمة الصحة العالمية أن "اختبارات العذرية" لا تتمتع بأي صدقية علمية ولا ينبغي على العاملين في مجال الرعاية الصحية إجراؤها مطلقا.

وفي 7 أيار/مايو، قالت نائبة مدير منظمة العفو الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لين معلوف، "إن سلطات الأمر الواقع الحوثية لديها سجل مؤسف في الاحتجاز التعسفي للأفراد بتهم لا أساس لها من الصحة بهدف إسكات أو معاقبة منتقديها والناشطين والصحافيين وأفراد الأقليات الدينية ، فضلا عن تعريضهم للتعذيب وغيره من أشكال سوء المعاملة".

وأضافت "لا توجد أية أسس قانونية لإطالة أمد احتجاز انتصار الحمادي، وعلى سلطات الأمر الواقع الحوثية أن تأمر بالإفراج الفوري عنها".

ولم يعلق الحوثيون على قضيتها.

ولفت محامي الحمادي إلى أنه ثمة خمس نساء أخريات محتجزات معها على خلفية "جرائم" مماثلة تتعلق "بالفحش"، بحسب هيومان رايتس ووتش.

لكن النساء رفضن تحويل قضاياهن إلى قضايا رأي عام خوفا من وصمة العار الاجتماعية والإضرار بسمعة أسرهن، وفقا للمحامي.

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

البحث والتحقق عن الانتهاكات التي تمارسها الجماعه ااحوثيه شيئ هام لفضح انتهاكاتها بجميع وسأئل التواصل لوقف اي لتخفيف تعسفاتها ومحاكمتهاالجائره

الرد