شن الحوثيون (أنصار الله) الذين تدعمهم إيران سلسلة من المداهمات على محلات صنعاء التي تبيع الملابس "ذات الطراز الغربي" في حملة أثارت غضب واستياء الأهالي، وذلك في الفترة التي سبقت عيد الأضحى حين يكون هناك إقبال على محلات الملابس.
وقال بعض أصحاب بيع الملابس الذين تحدثوا للمشارق إن الحوثيين حاولوا تبرير المداهمات بأن الملابس التي تبيعها تلك المحلات خالفت تعليمات زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي فما يتعلق باللباس المحتشم.
وأكدوا أن الحملة ضد محلات بيع الملابس النسائية تحاكي ممارسات بعض الجماعات مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وأنها شنت في وقت يشتري فيه الكثير من المسلمين ملابس جديدة للاحتفال بالعيد.
وقد استهدف الحوثيون الأسواق في العاصمة صنعاء، بما في ذلك حي صنعاء القديمة والسلام والزمر والتحرير وشارع هائل، حيث تمت مصادرة الملابس وفرض غرامات على "المخالفين".
وفي بعض الحالات، أغلقوا المحلات بصورة كاملة.
وقال أحمد حسن، وهو مالك لأحد هذه المحلات في سوق السلام بصنعاء، للمشارق إن الحوثيين صادروا بعض ملابس النساء "المنتشرة بصورة كبيرة من سنوات وفرضوا غرامات مالية بدون مسوغات قانونية".
وأضاف في حديث للمشارق أنهم لم يقدموا لأصحاب المحلات الذين فرضوا عليهم غرامات أي دليل يفيد بدفع المخالفين لهذه المبالغ.
الإيرادات المالية هي الدافع الحقيقي
وتابع حسن أن بعض عناصر الحوثيين من منفذي الحملة زعموا أن الملابس التي صادروها تسهم في "فجور النساء" ومن ثم فقد كانت مسؤولة عن "تأخير النصر" في الصراع.
وأضاف أنه بالإضافة إلى الملابس، فقد صادر الحوثيون منتجات أخرى تستخدمها النساء، مثل بعض أنواع الكريمات.
من جانبه، قال عبد الرقيب عبده، الذي يعمل في أحد متاجر ملابس ومستلزمات النساء، إن الحوثيين استهدفوا أيضًا الصور التي تستخدم في الترويج لملابس النساء.
وأضاف عبده للمشارق أنهم يزعمون أن هذه الصور "تخدش الحياء" مع أنها تستخدم منذ سنوات وتروج لمنتجات الملابس التي تشتريها كل النساء.
وأكد أن الهدف الحقيقي لهذه الحملة التي استهدفت المحلات التي تبيع منتجات النساء هو إيجاد إيرادات مالية إضافية، حيث أن موسم بيع الملابس هو الآن ويشهد إقبالًا جيدًا في ظل الظروف الحالية.
وأشار عبده إلى أن الحوثيين يشددون من فحصهم للتجار ويفرضون الغرامات وإتاوات تحت ذرائع مختلفة بحثًا عن الدخل.
هذا وكانت الميليشيا قد نفذت حملات في أوقات سابقة على محلات بيع العباءات النسائية بحثًا عن الأربطة التي تستخدم مع هذه الملابس، حيث قامت بمصادرتها وإحراقها وفرض غرامات مالية ضد البائعين.
علاوة على ذلك، فقد اعتدوا على بعض النساء اللاتي يرتدين هذه الأربطة، زاعمين أن هذه الأربطة تكشف جسم المرأة ومن ثم تثير الرجال "وتتسبب في هزائم عسكرية"، بحسب تقارير إعلامية.
محاكاة الجماعات الإرهابية
بدورها، قالت الناشطة الحقوقية أمل الصنعاني إن استهداف الحوثيين لمحلات بيع ملابس النساء هي محاولة "لتضييق سبل العيش تحت مبررات وذرائع شبيهة بتلك التي استخدمها تنظيم داعش".
وأضافت في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي أن "الحملات استهدفت الأسواق والمتاجر في صنعاء، وأسفرت عن فرض غرامات تعسفية ومصادرة وحرق للبضائع".
كما قال المحامي والناشط الحقوقي عبد الرحمن برمان للمشارق إن "حملات الحوثيين على أسواق الملابس النسائية في صنعاء تحاكي سلوك الجماعات الإرهابية المسلحة".
وأضاف أن السبب الحقيقي لهذه الحملات هو صرف الانتباه عن فشل الميليشيا في تقديم الخدمات وتحقيق الأمن وصرف رواتب موظفي القطاع العام.
وأكد أن "الحوثيين يحاولون التعويض عن فشلهم في أداء واجباتهم بدغدغة العواطف الدينية"، مشيرًا إلى أن الميليشيا تحاول "تزيين صورتها بحيث تظهر كجماعة تحمي التقوى والورع".
دعوني أكمل ذلك. إن أمثال الحوثيين الذين يبدو أننا نعاني منهم أيضا، لا يعرفون إلا كيفية مهاجمة عقول الناس. إنهم يعرفون كيف يحكمون باستخدام العصي. لكن حين يتعلق الأمر بكورونا، فعندئذ لا شيء! لديّ سؤال: لماذا أولئك الذين يحضرون الجيش إلى الشوارع [للتعامل مع أمور تافهة كالغطاء الديني للمرأة] لا يهتمون لمسألة فيروس كورونا وهو أمر ضروري لإنقاذ حياة الناس؟
الرد2 تعليق
توجد حالات مماثلة في المنطقة. فتأملوا [بإيران]. أنا شخصيا تعرضت للمضايقة من قبل شرطة الأخلاق عدة مرات في الشارع بسبب مظهري. وكوني رجل، فقد أهانوني أكثر. وهددوا باحتجازي وجلدي وقالوا إنه [إذا واصلت ارتداء الملابس بنفس الطريقة]، فستزداد الأمور سوءا بالنسبة لي. تعرضت حساباتي على شبكة الإنترنت للاختراق مئات المرات، ومع هذا فأنا مستمر في الكتابة بطريقة واضحة ومباشرة عن سلوك [النظام]. إذا لم يتعلق الأمر بملابس النساء، فيجدون ذريعة أخرى لمضايقة الناس، مثل عدم تغطية المرأة لشعرها أو طريقة ارتداء الرجل ملابسه. إنهم يقللون من شأن الشعب، سواء تعلق الأمر بالرجال أو النساء.
الرد2 تعليق