قال مسؤولون يمنيون إن الهجمات الأخيرة التي نفذها الحوثيون المدعومون من إيران على مخيم الخانق في قضاء نهم بمحافظة صنعاء وعلى مخيم في قضاء مجزر بمأرب، أدت إلى نزوح 1850 عائلة إضافية.
وقصف الحوثيون (أنصار الله) المخيمين يوم الأحد، 26 كانون الثاني/يناير، وسط اشتباكات مع القوات اليمنية على جبهات نهم وصرواح والجوف بدأت الأسبوع الماضي.
وقال عبد الله الشندقي الناطق باسم المنطقة العسكرية السابعة للمشارق، إن العديد من العائلات التي هربت إلى ناحية مدينة مأرب "تعيش في العراء وتفتقر إلى أبسط مقومات الحياة".
وأضاف أن استهداف الحوثيين لمخيمات النازحين قد فاقم معاناة المدنيين، كما زاد الأعباء التي تتكبدها الحكومة الشرعية والمنظمات الإغاثية الإنسانية.
وتابع أن "عددا قليلا من هذه الأسر لجأت إلى بعض أقاربها في مدينة مأرب، بينما الغالبية لا تزال في العراء وتنتظر المساعدات الإغاثية في ظل ظروف فصل الشتاء الذي يفاقم معاناة النازحين".
وذكر صندوق الأمم المتحدة للسكان في 30 كانون الثاني/يناير أنه منذ تفاقم المواجهات في 19 كانون الثاني/يناير في محافظات مأرب وصنعاء والجوف، تم تحديد 1345 أسرة نازحة جديدة (أي 9415 فردا).
وقال إن موجة النزوح متواصلة مع استمرار القتال.
هذا وأعلن ائتلاف صنعاء للإغاثة في 28 كانون الثاني/يناير أن أكثر من 1350 أسرة نازحة في مخيم الخانق أجبرت على الانتقال إلى مخيمات بمحاذاة مدينة مأرب هربا من قصف الحوثيين.
وذكر أن 500 عائلة إضافية نزحت من قرى ومخيمات في قضاء مجزر شمالي شرقي مأرب جراء القصف المدفعي الذي نفذه الحوثيون.
وناشد الائتلاف في بيان نشرته وسائل الإعلام اليمنية، المنظمات المحلية والدولية لتقديم يد المساعدة للنازحين الجدد.
وأضاف أن مئات العائلات تفترش الأرض في مخيمات النزوح نتيجة عدم حصولها على خيم.
وقد دانت السلطة المحلية لمحافظة صنعاء قصف الحوثيين للمناطق القريبة من الجبهات بما في ذلك الخانق، قائلة إنه تمت مهاجمة المخيم مع أنه يبعد أكثر من 50 كيلومترا عن مناطق المواجهات.
وطالبت السلطة المحلية المنظمات الإغاثية بتقديم المساعدة العاجلة للنازحين في تلك المناطق.
تفاقم أزمة النزوح
من جانبه، أكد نبيل عبد الحفيظ وكيل وزارة حقوق الإنسان للمشارق أن حالة النزوح بدأت تتفاقم في كل المناطق.
وأضاف "كلما قلنا إن الأمور بدأت تتهيأ لعودة النازحين لمدنهم وقراهم، نجد موجات نزوح جديدة".
وأشار إلى أن على مجتمع النازحين مواجهة ظروف معيشية قاسية، ويفتقر إلى أبسط الإمكانات والخدمات.
وتابع أن الوضع في المناطق التي لجأ النازحون إليها تستدعي تدخل قوي من قبل المنظمات الدولية الإنسانية من أجل تسهيل عملية تسليم المساعدات الإغاثية وتهيئة مخيمات جديدة بعيدا عن جبهات القتال.
وأشار عبد الحفيظ إلى أن ما يقلق وزارة حقوق الإنسان هو "تعمد [الحوثيين] لضرب واستهداف المناطق السكنية" ضمن عملياتهم العسكرية.
وأضاف أن "الحوثيين المدعومين من إيران يستخدمون المدنيين كدروع بشرية وتجعل أحيانا هذه التجمعات السكنية منطلقا لهجماتها".
وبدوره، قال الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت للمشارق إن حياة العائلات النازحة من مخيمي الخانق ومجزر والمناطق المحاذية للمواجهات، باتت بخطر كونها تفتقد لأبسط الإمكانات في ظل برد الشتاء القارس.
وطالب المنظمات الإنسانية الإغاثية وسلطتي مأرب وصنعاء بالتحرك سريعا وتوفير المساعدات للنازحين إلى حين وصول إغاثة المنظمات الدولية لهم.
واستغرب ثابت استهداف الحوثيين لهذه المخيمات، مناشدا الأمم المتحدة بالتحرك سريعا ومساعدة النازحين والضغط على الحوثيين ليتوقفوا عن استهداف المدنيين.