للميليشيات المدعومة من إيران تاريخ طويل من التسبب بمشاكل في العراق، حيث قوضت سلطة الحكومة والقوات الأمنية وقامت بمهاجمة أو ترهيب المدنيين الذين أعلنوا معارضتهم للهيمنة الإيرانية.
وردا على تلك الانتهاكات التي طالت السيادة العراقية، اتخذت حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بدعم من المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، خطوات للحد من نفوذ الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني.
وإلى جانب جماعات معروفة مثل كتائب حزب الله ومنظمة بدر وعصائب أهل الحق، يعمل لصالح إيران أيضا عدد غامض من الميليشيات التي شكلت حديثا والتي تعتبر واجهة للجماعات الأخرى.
وتشارك هذه الجماعات على نطاق واسع وبصورة نشطة في النزاعات المسلحة المباشرة مع التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، فشاركت في الهجوم الذي نفذ في 3 آذار/مارس على قاعدة عين الأسد وفي الهجوم الذي استهدف في 15 شباط/فبراير مجمعا عسكريا في مطار أربيل، وهي أيضا تجعل حياة المواطنين العراقيين العاديين بائسة.
تعرض الناشطين للتهديدات والاغتيالات
هذا وتعد قائمة الناشطين العراقيين الذين هوجموا أو قتلوا لتعبيرهم عن معارضتهم لإيران طويلة، وهي ما برحت تزداد طولا.
ففي 7 شباط/فبراير الماضي، نجا الناشط أحمد الحلو من محاولة اغتيال في محافظة بابل نفذها أفراد اتهمهم بأنهم ينتمون إلى ميليشيات سرايا السلام التابعة لإيران.
وسبق أن كشف الحلو أنه تعرض لتهديدات متواصلة بالقتل وللملاحقة والخطف بسبب مواقفه المؤيدة للتظاهرات.
ومساء يوم 15 كانون الأول/ديسمبر، أصيب الناشط صلاح العراقي بـخمس طلقات نارية في صدره عندما أطلق عليه مسلحون مقنعون النار في شرقي بغداد، وكانوا يستقلون سيارة مدنية.
والعراقي أب لـخمسة أولاد، وكان يعرف بدوره النشط في التظاهرات وكان من المعارضين العلنيين للميليشيات المدعومة من إيران في العراق.
كذلك في 2 كانون الأول/ديسمبر، اغتيل الناشط والمدون مصطفى الجابري في محافظة ميسان جنوبي العراق على يد مسلحين مجهولين. واتهمت وسائل الإعلام المحلية الميليشيات الموالية لإيران بتنفيذ الهجوم.
وفي 25 تشرين الثاني/نوفمبر، نجا الناشطان عمر الطائي وأكرم عذاب من محاولة اغتيال في منطقة الطالبية شرقي بغداد، حيث أطلق عليهما مسلحون مجهولون النار. ونقل عذاب إلى المستشفى.
ولم تتضح هوية منفذي الهجوم، إلا أن الطالبية تعتبر معقلا للميليشيات الموالية لإيران.
وفي 1 تشرين الثاني/نوفمبر، قتل مسلحون مجهولون الزعيم العشائري عبد الناصر الطرفي الطائي، أمام منزله في العمارة جنوبي العراق.
وكان الطائي يعرف بأنه مؤيد بارز للتظاهرات ومعارض شرس لوكلاء الحرس الثوري في العراق.
وقبيل انطلاق موجة التظاهرات، قتل الناشط البارز فاهم الطائي في كانون الأول/ديسمبر 2019 في كربلاء أثناء عودته من حركة احتجاجية.
وأظهر فيديو نشر عبر الإنترنت الطائي وهو ينزل من دراجة نارية أمام فندق الأنصار في منطقة البارودي، فتوقفت دراجة نارية أخرى خلفه وأطلق مسلح كان يستقلها النار عليه قبل أن يلوز بالفرار.
بعد ذلك فقد الطائي توازنه وتوجه إلى المبنى وهو يترنح.
وقالت مصادر إن الطائي اتهم قبل اغتياله جهات غير محددة بتورطها في محاولات لاغتيال الناشطين العراقيين.
إلقاء القبض على عناصر شبكة في البصرة
وتحرز القوات الأمنية العراقية تقدما ضد الجماعات المدعومة من إيران، وآخر مثال على ذلك إقدام المخابرات العراقية في 14 شباط/فبراير على اعتقال أربعة عناصر من شبكة مؤلفة من 16 شخصا في مدينة البصرة الجنوبية، بعد أن اشتبه بقتلهم معارضين من المتظاهرين والصحافيين.
هذا ولم تعلق المخابرات العراقية التي ما تزال تعمل على تحديد هوية العناصر الآخرين في الشبكة، على انتماءات المعتقلين الذي اعترفوا بقتل الصحافي العراقي أحمد عبد الصمد وناشطين آخرين.
وكان عبد الصمد داعما بارزا للحركة الاحتجاجية التي انطلقت في تشرين الأول/أكتوبر 2019، وقتل في البصرة في كانون الثاني/يناير 2020 مع مصوره صفاء غالي بينما كانا في سيارة مركونة بالقرب من مركز للشرطة.
وعلى الرغم من ذلك، أقر مستشارون كبار في الحكومة بأن تحقيقاتهم الاستخبارية كشفت أن من أراقوا الدماء ينتمون إلى جماعات شبه عسكرية نافذة.
وقال أحد المستشارين، "نعرف من قتل هشام مثلا، ولكننا لا نستطيع ملاحقتهم"، في إشارة إلى الخبير البارز في شؤون التطرف هشام الهاشمي.
وتعرض الهاشمي لإطلاق نار أمام منزله شرقي بغداد في 6 تموز/يوليو من قبل ثلاثة مسلحين كانوا يستقلون دراجتين ناريتين فيما كان يدخل إلى سيارته، وتوفي لاحقا متأثرا بجروحه.
وكان الهاشمي يمثل صوتا مدويا ضد الجماعات المتطرفة وبينها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وكانت تتم استشارته بصورة منتظمة في شؤون السياسة الداخلية العراقية والميليشيات العراقية المدعومة من إيران.
وعقب الهجوم، نشر ناشطون رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي، كان الهاشمي قد أكد فيها تلقيه تهديدات بالقتل من كتائب حزب الله.
عنصر ميليشياوي على لائحة الإرهاب
يُذكر أن وزارة الخارجية الأميركية قد أدرجت في 13 كانون الثاني/يناير الزعيم السابق لكتائب حزب الله عبد العزيز المحمداوي الملقب بـ"أبو فدك"، على لائحة الإرهاب العالمية.
وأشارت الوزارة إلى أن كتائب حزب الله تبنت عدة هجمات في العراق، بما في ذلك الهجمات بالعبوات الناسفة والهجمات غير المباشرة بإطلاق النار والهجمات بالقذائف الصاروخية وعمليات القنص.
وتورطت أيضا في عمليات أخيرة وواسعة لسرقة ثروات الدولة العراقية وقتل وخطف وتعذيب متظاهرين وناشطين سلميين في العراق.
وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية أن المحمداوي كان يعمل بالتنسيق مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري على إعادة هيكلة المؤسسات الأمنية الرسمية للدولة العراقية، لإبعادها عن هدفها الحقيقي المتمثل بحماية الدولة العراقية ومحاربة داعش.
ولفتت إلى أن الميليشيات المدعومة من إيران متورطة أيضا في أعمال العنف الطائفي في العراق، بما في ذلك خطف مئات الرجال من المناطق المحررة من سيطرة داعش، علما أن العديد منهم ما يزال في عداد المفقودين.
اللهم عليك بالفرس المجوس والرافضة اللهم كن مع اخواننا السنه في العراق
الرد1 تعليق