بغداد -- لا يزال صحافي عراقي في العناية الفائقة بعد تعرضه لإطلاق نار في رأسه فجر الاثنين، 10 أيار/مايو، بعد 24 ساعة فقط من مقتل ناشط عراقي بارز أمام منزله في كربلاء بهجوم اتهمت فيه على نطاق واسع الميليشيات الموالية بإيران.
وبحسب أحد الأطباء، تعرض الصحافي في محطة الفرات الفضائية أحمد حسن، الذي استهدف في عملية اغتيال يوم الاثنين جنوبي العراق، "لطلقتين ناريتين في الرأس وثالثة في الكتف" وخضع لعلمية جراحية في الدماغ بمستشفى بغداد.
ولا يزال في حالة حرجة.
وأظهرت الصور التي التقطت بكاميرا مراقبة، المسلح وهو يطلق النار على حسن أثناء وصوله إلى منزله ليلا بالقرب من الديوانية مركز محافظة القادسية.
ويذكّر الهجوم بالحملة المنهجية التي تشنها الميليشيات المدعومة من إيران لإسكات الناشطين والصحافيين العراقيين الذين يطالبون بإنهاء تدخل إيران في شؤون بلدهم.
وفي هجوم منفصل، قتل الناشط في شؤون مكافحة الفساد إيهاب الوزني بالرصاص فجر الأحد في كمين نصب أمام منزله في كربلاء، مما أدى إلى خروج مؤيدي الحركات الاحتجاجية إلى الشارع للمطالبة بوضع حد لأعمال العنف المتواصلة وسفك الدماء.
وقد قاد الوزني تظاهرات في كربلاء الواقعة تحت سيطرة الميليشيات المدعومة من إيران.
وقد قتل بالرصاص خلال الليل أمام منزله على يد رجال كانوا يستقلون دراجات نارية في كمين سُجل على كاميرات المراقبة. وأكدت القوات الأمنية وناشطون مقتله.
وكان الوزني قد نجا من الموت في كانون الأول/ديسمبر 2019، عندما أطلق رجال كانوا يستقلون دراجات نارية النار وقتلوا الناشط فهيم الطائي، فيما كان يوصل هذا الأخير إلى منزله في كربلاء بعد مشاركتهما في التظاهرات.
وأظهر تسجيل مصور نشر عبر الإنترنت الطائي وهو ينزل من على متن دراجة نارية أمام فندق الأنصار في البارودي، عندما توقفت دراجة نارية أخرى خلفها. وأطلق مسلح كان على متنها النار عليه قبل الابتعاد عن الموقع.
وقالت مصادر إن الطائي اتهم جهات غير محددة قبل مقتله بالتورط بمحاولات لاغتيال الناشطين العراقيين.
يُذكر أن الوزني والطائي كانا من الشخصيات البارزة في حركة احتجاجية انطلقت في تشرين الأول/أكتوبر 2019. وقد قتل نحو 600 ناشطين من هذه الحركة، سواء في الشوارع خلال التجمعات أو في عمليات استهدفتهم أمام منازلهم.
هذا وقد انطلقت التظاهرات في كربلاء والناصرية والديوانية في جنوبي العراق ردا على مقتل الوزني.
ʼالميليشيات الإيرانية هي المسؤولةʻ
وفي تسجيل صُور في المشرحة حيث كانت جثمان الوزني في البداية، ألقى ناشط باللائمة في عملية اغتياله على الجماعات الموالية لإيران.
وقال الناشط الذي لم يتم الكشف عن اسمه إن "الميليشيات الإيرانية هي المسؤولة عن مقتل إيهاب".
ومنذ العام 2019، شنت الجماعات المدعومة من إيران عشرات الهجمات الصاروخية على أهداف مدنية وعسكرية في العراق، بما في ذلك بعثات دولية.
وقد ألقيت اللائمة في بعض هذه الهجمات على الميليشيات الأبرز الموالية لإيران، وهي كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وحركة النجباء، بينما تبنت هجمات أخرى ميليشيات غامضة هي بمثابة "غطاء" وتتحرك لصالحها.
وهتف مئات المشيعين يوم الأحد بشعارات "إيران إلى الخارج" و"الشعب يريد إسقاط النظام"، فيما نقلوا جثمان الوزني إلى ضريح كربلاء تحت بحر من الأعلام العراقية.
وقالت الشرطة العراقية إنها "ستبذل كل الجهود" لضبط "الإرهابيين" المسؤولين عن مقتل الوزني.
واستنكر سياسيون، ومن بينهم زعيم حركة الحكمة الوطنية عمار الحكيم، وهو رجل دين شيعي بارز وصاحب قناة الفرات، عملية الاغتيال وطالبوا بالعدالة.
وتنفذ عمليات اغتيال الناشطين والصحافيين عادة خلال الليل على يد رجال يستقلون دراجات نارية، ولا تتبنى أية جهة المسؤولية.
وقد ألقى الناشطون والأمم المتحدة بصورة متكررة باللائمة على "الميليشيات".
يُذكر أن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي قد تولى منصبه قبل عام، متعهدا بكبح جماح الفصائل المارقة ومحاربة الفساد وتنفيذ إصلاحات طال انتظارها.