نساء داعش في مخيم الهول يجبرن الفتية المراهقين على جعلهن حوامل

أكد مسؤولون أكراد للمشارق أن نساء تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" اللاتي يعشن في مخيم الهول بشمال شرقي سوريا، يجبرن المراهقين الذكور البالغين على ممارسة الجنس معهن بغية الحمل في إطار خطة لخلق جيل جديد من مقاتلي تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش).

ومعظم هؤلاء النساء هن من أرامل مقاتلي تنظيم داعش، وبعضهن من عناصر داعش.

وقال المسؤولون إن النساء يعملن في إطار حملة مزعومة لداعش تسمى "للخروج والتكاثر" تهدف لخلق جيل جديد من "أشبال الخلافة" لمساعدة التنظيم على الإنبعاث من جديد.

وقالت روشان كوباني، وهي من عناصر وحدات حماية المرأة التي تتألف من النساء بالكامل وتابعة لوحدات حماية الشعب الكردي، إنه على الرغم من الحملات الأمنية المكثفة في مخيم الهول، فإن نساء داعش في المخيم لديهن أساليب وطرق لإخفاء الأسلحة البيضاء وأجهزة الهاتف وحتى الأطفال حديثي الولادة.

وأضافت في حديث للمشارق أنه على الرغم من أن مصادر عديدة داخل المخيم أكدت المعلومات المتعلقة بحملة "للخروج والتكاثر"، لم يعثر حتى لآن على دليل مادي يشير إلى وجود أطفال حديثي الولادة في المخيم.

وتابعت أنه "على الأرجح يتم إخفاء حديثي الولادة في مخابئ تم حفرها داخل الخيم".

وأوضحت أن نساء التنظيم "شرسات" ويقمن باستمرار بالتواصل مع بعض قادة وأمراء التنظيم داخل وخارج المخيم، حيث يتم اعتبارهن أمل التنظيم في العودة من جديد، وذلك من خلال عمليات التكاثر.

وتابعت أنهن يقمن أيضا بغسل عقول الأطفال و"تحويلهم لأشبال الخلافة".

وذكرت كوباني أن الخطر لا يتعلق فقط بالأطفال الذكور، بل يشمل أيضا الفتيات الصغيرات اللواتي تتم تربيتهن على يد نساء داعش ليمارسن نفس المهام عندما يكبرن، بما في ذلك نشر فكر التنظيم أو التحول إلى أدوات للتكاثر.

تدريب القتلة

ويتم فصل الرجال عن النساء بالكامل في مخيمي الهول وروج، والأخير هو الأصغر بين الاثنين ويضم النساء الأجنبيات وأطفالهن، كما يتم نقل المراهقين إلى أقسام خاصة عندما يصلوا إلى مرحلة البلوغ.

آزاد دوديكي، وهو مسؤول أحد فرق الهلال الأحمر الكردي ويعمل حاليا في النقطة الطبية بمخيم الهول، قال للمشارق إنه "من الصعب جدا الفصل التام بين الأطفال الذكور البالغين والنساء في مخيم الهول، حيث تقوم النساء بإخفائهم بواسطة النقاب".

وأوضح أنه عبر فعل ذلك، تستطيع نساء داعش إبقاء الفتيان في الأقسام المخصصة للنساء بالمخيم "على أساس أنهم فتيات"، مضيفا أنه "بعد ذلك، يتم استغلال هؤلاء الفتيان كأدوات جنسية أو أدوات للحمل".

وتثبت عملية الاستغلال هذه من وقت لآخر حين يظهر عدد من الأطفال في عمليات المسح التي تتم لقاطني المخيم مع أن أسمائهم غير موجودة على القوائم. وتتم عمليات المسح بدقة من خلال بصمات العين والأصابع، وفق دوديكي.

وتابع دوديكي أن أطفال المخيم يكنون كرها عميقا لأي عنصر من عناصر حماية المخيم، وحتى العاملين الطبيين والاجتماعيين والإداريين.

وأكد "ضبط نساء من المخيم وهن يدربن الأطفال على استعمال السكاكين والآلات الحادة الأخرى بالإضافة إلى تدريبهم على الألعاب القتالية، أي أن هؤلاء الأطفال يتحولون إلى آلات قتل وقنابل موقوتة".

'أشبال الخلافة'

من جانبه، أكد عدنان أزادي، وهو مسؤول في الفرع الأمني لقوات الأمن الداخلي التابع للأسايشفي مخيم الهول، أنه بعد انهيار "خلافة" داعش المزعومة وخسارته لقوته العسكرية، يركز التنظيم الآن على مخيم الهول لتربية جيل جديد من المقاتلين.

وقال إن النساء في المخيم يقمن بنشر الفكر الإرهابي وغسل عقول الأطفال لتحويلهم إلى "أشبال الخلافة" ليشكلوا قاعدة يستطيع التنظيم العودة من خلالها.

وكان قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل "إريك" كوريلا قد قال في بيان بعد زيارة مخيم الهول العام الماضي، إن "هذا المكان هو حرفيا أرض تكاثر للجيل القادم من مقاتلي داعش".

وأوضح أزادي أنه ليس بالأمر المستغرب أن تقوم نساء داعش بهذا الدور اللإنساني في استغلال الأطفال، إذ استقدموا أساسا إلى مناطق سيطرة داعش "للتكاثر والترفيه عن المقاتلين".

وتابع في حديثه للمشارق أن النساء والزواج المزعوم منهن "كانا إحدى الأدوات الأساسية التي استقطب بها التنظيم الشباب من حول العالم".

وحذر من أن مخيم الهول يعتبر "قنبلة موقوتة قد تنفجر بأي وقت بسبب الأعداد الكبيرة للمحتجزين داخله، والأمر يخص جميع الدول التي لها مواطنين فيه".

وأوضح أن الأمر في نهاية المطاف سيؤثر على كل الدول كون الفكر المتطرف لتنظيم داعش يطال الجميع دون استثناء.