الحسكة -- قال مسؤولون محليون إن مخيم الهول الواقع في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا شهد ارتفاعا ملحوظا هذا العام في عدد عمليات القتل والجرائم التي يرتكبها عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وقال المسؤول في المخيم جابر شيخ مصطفى يوم الأربعاء، 3 آذار/مارس، إن 31 عملية قتل على الأقل وقعت في المخيم منذ أوائل كانون الثاني/يناير.
وقال عدنان أزادي، وهو مسؤول في الفرع الأمني لقوات الأسايش للمشارق إن "عائلات تنظيم داعش في مخيم الهول تنشر الرعب بشكل ممنهج في المخيم من خلال أعمالها".
وأوضح أن قوات الأسايش التي تتبع قوات سوريا الديموقراطية، مسؤولة عن الأمن الداخلي في مناطق شمال سوريا الخاضعة لسيطرة الأكراد.
ولفت إلى أن هذه الجرائم تطال في الغالب كل من يخالف تعليمات تنظيم داعش وشرطة الحسبة الدينية التي أنشأتها نساء متشددات في المخيم.
وأوضح أن ذلك يشمل "عمليات الاغتيال والاعتداء الجسدي والتهديد وحرق الخيام".
وأكد أن "هذه الأعمال تطال كل من يخالف تعليمات التنظيم ونسائه في المخيم وكل من لا يتعاون معهن، سواء بإعطاء الأموال أو المساعدة في عمليات الهروب أو نقل المعلومات وغيرها".
وأشار إلى تصفية أحد عناصر داعش السابقين في منتصف شهر شباط/فبراير، وهو أمر يدل على "إصرار التنظيم على نهج القسوة والإجرام كأداة في محاولة منه لإخضاع" المنشقين.
ولفت أزادي إلى أن "قوات الأمن المكلفة بالانتشار وحفظ الأمن في المخيم تكثف من عمليات المراقبة والملاحقة لوقف هذه الأعمال".
وتابع أن "الملاحظ أنه كلما تم تشديد القبضة الأمنية وكشف محاولات الهروب من المخيم والقبض على الفاعلين والمهربين، يشهد المخيم ارتفاعا في عدد الجرائم المرتكبة".
انتشار أعمال القتل
وبدوره، قال أزاد دوديكي وهو مسؤول في الهلال الأحمر الكردي، إن المهاجمات استخدمن "مسدسات كاتمة للصوت" ونفذن "عمليات طعن بآلات حادة".
وأضاف أن العشرات تعرضن لإصابات وأن النيران أضرمت في الخيام، فيما عانت بعض المقيمين في الخيام من الحرق والاختناق جراء الدخان المتصاعد.
ولفت إلى أن قوات الأمن في الهول تحاول وقف هذه الهجمات من خلال أعمال المداهمة التي تقوم بها لبعض الأقسام المشبوهة في المخيم، حيث يتم ضبط آلات حادة ومواد حارقة طوال الوقت.
وتابع دوديكي أن هذه الهجمات شملت حتى عناصر الأسايش المكلفين بحفظ أمن المخيم، مبينا أن الخطر يحدق بهم طوال الوقت "كونهم على احتكاك مباشر ودائم مع سكان المخيم".
وأكد أن الزيادة الأخيرة في الهجمات أخافت المنظمات الإنسانية التي تعمل في المخيم والتي قامت بتدابير احترازية للحفاظ على حياة العاملين به.
وأوضح أن ذلك أدى إلى "تراجع مستوى ونوعية وكمية مساعداتها وخدماتها المقدمة للمدنيين، ما يعني أن تنظيم داعش يقف وراء حرمان عشرات آلاف اللاجئين" من الطبابة والغذاء والتعليم.
وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن منظمة أطباء بلا حدود أعلنت يوم 2 آذار/مارس أنها ستوقف عملياتها مؤقتا في المخيم بعد مقتل أحد أفراد فريقها المحلي بالرصاص في خيمته يوم 24 شباط/فبراير.
وقال مدير الطوارئ بالمنظمة ويل تيرنر إن "الناس يتعرضون للقتل بوحشية، وغالبا ما يحدث ذلك في المخيمات التي يسكنون فيها. وهذه ليست بيئة آمنة، وبالتأكيد ليست مكانا مناسبا لتربية الأطفال. يجب أن يتوقف هذا الكابوس".
مؤشر يأس
بدوره، قال الناشط الإعلامي والاجتماعي عمار صالح إن "نساء داعش بدأن مؤخرا باتباع أسلوب جديد لتأمين الأموال وسط التدقيق الكبير الذي تخضع له [التحويلات المالية] التي تصل إلى المخيم".
وأضاف أنهن يدفعن أطفالهن للسرقة "من الخيام أو العاملين الطبيين والأمنيين"، وهو أسلوب عمل انكشف بعد ضبط أحد الأطفال وهو يسرق هاتفا وأموالا من داخل سيارة خاصة بأحد العاملين بالمخيم.
وأوضح أن داعش لها تاريخ في هذه النوعية من السلوكيات، مشيرا إلى أنه خلال سيطرة التنظيم على بعض المناطق في سوريا والعراق، كان يرد على تشديد الطوق العسكري عليه بتكثيف عمليات الإعدام والتعذيب.
ولفت صالح إلى أن هذه الرسالة موجهة لمن يخالفون تعليمات داعش، "ما يعكس خوفا ظاهرا للتنظيم من أن زمام الأمور بداخل المخيم ينفلت من بين يديه وأنه يفقد قدرته على فرض السيطرة والانتشار".
وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية أن 6 ممن تعرضن للقتل قتلن بآلات حادة، "في حين أن البقية تعرضن لإطلاق النيران عليهن. ونعتقد أن خلايا تنظيم داعش النائمة تقف وراء عمليات القتل هذه".