قالت عناصر نسائية من الأسايش إن افتتاح مركز جديد لحفظ أمن وحماية النساء في مناطق شرقي سوريا الخاضعة لسيطرة الأكراد سيساعد في تعزيز الأمن العام وردع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وتم افتتاح المركز العام لأسايش المرأة، وهي قوى الأمن الداخلي الكردية، في 11 تشرين الأول/أكتوبر في دير الزور، وسيشرف المركز على الفروع في المحافظة.
ويهدف المركز لحماية النساء في دير الزور ومنطقة الجزيرة، وهي كبرى المناطق المستقلة الثلاث في شرقي سوريا التي يسيطر عليها الأكراد. وتقوم بمهام الشرطة فيها قوات الأسايش، وتشكل النساء نحو 30 في المائة من القوة.
وقالت فدوى العراقي وهي إحدى المنتسبات الجديدات في المركز "ستعتبر هذه المراكز كحاجز ردع لحماية نساء وفتيات المنطقة".
وتابعت "سيفكر من سيسيئ لهن ألف مرة خوفا من عواقب فعلته".
وأضافت أنه في الماضي، قدمت بعض النساء شكاوى، قبل التراجع عنها خوفا من القيود المجتمعية.
ومن المتوقع أن يخفف المركز من هذا الخوف على نطاق واسع، إذ سيؤمن للنساء مزيدا من الدعم والحماية.
وقالت العراقي إن فرق العمل في المركز العام وفروعه ستتواصل مع النساء والفتيات من خلال اجتماعات وندوات وزيارات للمدارس لمساعدتهن في التحديات التي يواجهنها.
وأشارت إلى أن بعض المنتسبات يحملن شهادات جامعية بالعلوم الاجتماعية وعلم النفس، لافتة إلى أهمية هذه المؤهلات "خاصة وأن الكثير من المشاكل أو الشكاوى الخاصة بالمرأة يلزمها دقة كبيرة خلال فترة معالجتها أو التعاطي معها".
فرق مؤلفة من نساء فقط
وبدورها، قالت روشان كوباني، وهي إحدى عناصر قوات الأسايش إن "المرأة في منطقة شمال وشرق سوريا عموما وبمنطقة دير الزور خصوصا قدمت التضحيات الكبيرة خلال السنوات الماضية".
وأضافت أن العديد منهن شاركن في عمليات قتالية خلال الحرب ضد داعش، قائلة إنه "كان للمرأة دور كبير في عملية الصمود المجتمعي".
وأكدت أن الاهتمام بالفرق النسائية "يعتبر تكريما للمرأة واعترافا صريحا بقدرتها على فرض الأمن والأمان أسوة برجال الأسايش".
وأضافت أن المنتسبات يخضعن لتدريب عسكري وقتالي، إضافة إلى دروس في القانون وطرق التعامل مع المدنيين خلال تنفيذ المهمات الأمنية.
ولفتت إلى المشاركة النسائية الكبيرة جدا في جميع قطعات قوى الأسايش، "بما في ذلك فرق الدوريات الدائمة والنجدة والخدمات اللوجستية".
وقالت كوباني إن "هذا المركز الجديد يعتبر إضافة كبيرة لقوى الأمن بحيث باتت هذه القوى [النسائية] تغطي قدرا كبيرا من الأعمال المناطة بها تلك القوى".
'تعبير عن الاحترام'
وفي هذا الإطار، قال الناشط أيهم العلي، وهو من دير الزور، إن دير الزور لها خصوصيات اجتماعية قد تعرقل عمل رجال الأمن.
وأضاف أن مثل هذه الحالات تشمل تفتيش النساء والتدقيق بالأوراق الثبوتية وعمليات التفتيش غيرها من العمليات الأمنية.
وذكر أن "وجود الفرق النسائية هو تعبير عن الاحترام لهذه الخصوصية وبالتالي احتراما لعشائر وقبائل المنطقة".
وتابع أن تقديم المرأة للشكاوى سيكون أسهل مع امرأة أخرى، مشيرا إلى أن العملية سيكون لها مردود إيجابي على العلاقة بين القوى الأمنية والمدنيين.
وقال إنه من المتوقع أن يوفر المركز العام "عددا كبيرا من الوظائف لسيدات وفتيات المنطقة"، كونه سيحتاج "للعديد من التخصصات لإدارته وليس المقاتلات فقط".
وأضاف العلي أن المركز الجديد يعتبر "قفزة كبيرة في تقدم المنطقة وتطورها، وسيكون له مردود كبير للمدنيين مستقبلا".