قال مسؤولون في مخيم الهول إن قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) تواصل جهودها لحفظ الأمن في المخيم الواقع في محافظة الحسكة، وسط مؤشرات على حدوث تراجع كبير في أعمال العنف ومحاولات الفرار.
وفي هذا السياق، ذكر عدنان أزادي المسؤول في قوات الأسايش للمشارق، أن قوى الأمن "مستمرة بتقديم كل ما يمكن تقديمه من جهد للحفاظ على أمن المخيم وحمايته من أي هجمات ومنع أي محاولات للهروب أو حصول أعمال إجرامية".
وأشار إلى "تراجع الأعمال الإجرامية" في الأشهر الثلاثة الماضية رغم مقتل فتاتين من الجنسية المصرية في ما يبدو أنه فعل نتح عن خلاف عائلي، ومقتل مواطن عراقي يمتلك مكتبا للحوالات المصرفية.
وأشار إلى أن قوات الأمن أحبطت مؤخرا محاولة اغتيال بمسدس كاتم للصوت وأوقفت الفاعل.
وذكر أزادي أن هناك أيضا تراجع في محاولات الهروب من المخيم.
وأوضح أنه "لم تحصل إلا 3 محاولات، حيث يحاول المتسللون استغلال سوء الأحوال الجوية وانتشار الضباب الكثيف وأيضا استغلال التوترات الأمنية التي تحصل من حين لآخر وانشغال عناصر الأمن بتأمين الحماية في المخيم".
ولفت إلى أن أكبر محاولة هروب تم إحباطها مؤخرا كانت لعدد من النساء والأطفال. وتم رصدها مبكرا وسُمح للمجموعة بالوصول إلى الأسوار الخارجية حتى لا يتم تعريض سكان المخيم لأي خطر.
وتابع أن قوات الأمن ألقت القبض على الفارين، مبينا أنه في حادث منفصل تم إلقاء القبض على امرأتين حاولتا الهروب عند النفق الذي حاولتا الهروب من خلاله.
إجراءات أمنية مشددة بالمخيم
وقال أزادي إنه عقب الحملات الأخيرة التي نفذت لتخليص المخيم من المحرضين على العنف، عملت إدارة المخيم على تشديد الإجراءات الأمنية.
وأوضح أن الإجراءات الأمنية الجديدة تتضمن "تقسيم المخيم إلى العديد من القطاعات المسيجة لتخفيف الازدحام وفصل من لا يزالون يؤمنون بالفكر الداعشي عن غيرهم".
وأضاف أن قوات الأمن أزالت مؤخرا في هذه الأقسام من المخيم الكثير من الجدران التي يقوم السكان ببنائها لحجب الرؤية وعرقلة أعمال المراقبة.
وبدورها، قالت نرمين عثمان العاملة في قسم الإغاثة بالهلال الأحمر الكردي في مخيم الهول للمشارق إن "استقرار الحالة الأمنية داخل مخيم الهول أتى بنتائج إضافية ربما لم تكن متوقعة".
وأضافت أن "الكثير من قاطني المخيم وبعد أن ذاقوا طعم الأمن والأمان أصبحوا يرفضون رفضا قاطعا أي تعاط مع عناصر داعش. وصلت الأمور إلى رفض أي اختلاط معهم".
ومن جهته، قال المحامي السوري بشير البسام إن قوات الأمن التي تقوم بمهمة حماية وإدارة مخيم الهول تتعرض لضغوط كبيرة لإنجاح مهمتها.
وأضاف أن عدد سكان المخيم يقدر بـ 50 ألف رجل وامرأة وطفل، بالإضافة إلى عناصر داعش المحتجزين في سجن الحسكة.
وذكر أن "هذه مهمة شاقة جدا قد لا تستطيع بعض الدول القيام بها، لكن قوات الأمن وبدعم من قوات التحالف الدولي تقوم بالمهمة على أكمل وجه".
وتابع أن الحل الأمثل هو أن يتم العمل داخل المخيم على "فرز من تابوا فعلا" ونبذوا الفكر المتطرف بالكامل.
وأشار إلى أن "هناك تقارير عن وجود فئة كبيرة من سكان المخيم الذين نبذوا الفكر المتطرف فعلا وعن العمل لإعادتهم لبلدانهم".
ووفق البسام، فمن المهم أيضا إنشاء "محكمة دولية خاصة بالمخيم" وضمان تقديم كل متهم بارتكاب جريمة للعدالة في دولته.