تجسد منظومة الدفاع الصاروخي آرو، التي طورتها الولايات المتحدة بالاشتراك مع إسرائيل، 30 عاما من التعاون بين البلدين.
وتشكل سلسلة الصواريخ، التي تضم الصواريخ آرو 2 و3 و4، المستوى طويل المدى في منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية المتعددة المستويات.
وهي تكمل مقلاع داود، وهي منظومة متوسطة-إلى-طويلة المدى تم تطويرها لتحل محل منظومة الصواريخ الأميركية باتريوت، وكلا من منظومة القبة الحديدية ومنظومة الشعاع الحديدي قصيرة المدى.
ومع منظومة الدفاع الجوي متعددة الطبقات هذه، تستطيع إسرائيل مواجهة مجموعة كبيرة من التهديدات التي تنشأ من صواريخ إيران البالستية وصواريخها من طراز كروز ومركباتها الجوية غير المأهولة أو مسيراتها.
ومنظومة الشعاع الحديدي، وهي منظومة أسلحة ليزرية عالية الطاقة، مصممة للقضاء على مجموعة منوعة من الأهداف القادمة، بما في ذلك النظم الجوية غير المأهولة والصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون، وذلك باستخدام سلاح موجه بمائة كيلو واط أو أكثر من الطاقة، بحسب ما ذكرت مجلة ناشيونال ديفنس نيوز.
وستكمل هذه المنظومة منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية المصممة لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية وتدميرها، وذلك للتعامل مع التهديدات الحديثة.
واشتركت الولايات المتحدة وإسرائيل في تطوير نسخا مختلفة من الصاروخ طراز آرو المضاد للصواريخ البالستية في إطار اتفاق أبرم عام 1986، وبدأ التطوير المشترك بالفعل في عام 1988، وذلك وفقا لتقرير نشرته وكالة الأبحاث بالكونغرس الأميركي في شهر آذار/مارس.
وكشف التقرير أنه منذ ذلك الحين، موّلت الولايات المتحدة أقل بقليل من نصف التكاليف السنوية لعملية تطوير الصاروخ آرو، في حين وفرت إسرائيل باقي التمويل.
وحتى الآن، ساهمت الولايات المتحدة بأكثر من 4.5 مليار دولار أميركي في تطوير الصاروخ آرو.
تاريخ من الشراكة
وكانت أولى تجارب الطيران للنموذج الأولي لصاروخ آرو 1، المصمم لمواجهة الصواريخ البالستية قصيرة المدى، قد أجريت في العام 1990، وأكمل الصاروخ تجربته السابعة والأخيرة في العام 1994، وفقا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
وتبع ذلك الصاروخ آرو 2، الذي صمم لتدمير الصواريخ البالستية متوسطة المدى، وقد كانت بطارية واحدة فقط قادرة على حماية مساحات شاسعة من الأراضي الإسرائيلية.
وطورت إسرائيل أولى بطارياتها من الصاروخ آرو 2 في تشرين الأول/أكتوبر 2002.
ولاحقا، استخدم الصاروخ في عمليات قتالية للمرة الأولى في آذار/مارس 2017 حين اعترضت القوات الإسرائيلية صاروخا سوريا أرض-جو أطلق على طائرة إسرائيلية في طريق عودتها لقاعدتها بعد عملية في الأراضي السورية.
وفي عام 2008، قررت إسرائيل البدء في تطوير الصاروخ آرو 3 لمواجهة الصواريخ البالستية متوسطة المدى، ووافقت الولايات المتحدة على المشاركة في تمويل تطويره.
وأصبح الصاروخ آرو 3 الذي يعتبر نسخة محدثّة من الصاروخ آرو 2 من حيث السرعة والمدى والارتفاع، جاهزا للعمليات في كانون الثاني/يناير 2017. واستبدل الرأس الحربي المتفجر للصاروخ آرو 2 بتكنولوجيا الضرب للتدمير، ما زاد من مداه بنحو 1500 ميل (2414 كم).
وفي حزيران/يونيو 2019، وقعت الولايات المتحدة وإسرائيل على اتفاق للإنتاج المشترك للصاروخ آرو 3.
ومنذ العام 2008، أنفقت الولايات المتحدة نحو 1.4 مليار دولار أميركي على الصاروخ آرو 3.
تعاون متواصل
هذا ويتواصل التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل في إنتاج الصاروخ آرو مع تطوير النسخة آرو 4.
فقد أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية في شباط/فبراير 2021 أن البلدين شرعا في تطوير الصاروخ ليحل محل النسخة آرو 2 على مدار العقود المقبلة.
وفي حينه، قال جيكوب غاليفات، مدير عام بشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، في بيان للوزارة إن "منظومة آرو الصاروخية، التي كانت واحدة من أولى المنظومات في العالم التي تعترض الصواريخ البالستية، سيتم ترقيتها بقدرة كبيرة من إنتاج شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، وذلك في شكل الصاروخ الاعتراضي آرو 4".
هذا ومن المتوقع أن يتعامل الصاروخ آرو 4 مع مجموعة واسعة من التهديدات المتطورة، بما في ذلك الصاروخ كروز الذي تفوق سرعته سرعة الصوت والقادر على المناورة والأسلحة من نوع المركبات الانزلاقية، وأيضا الصواريخ البالستية المزودة بمركبات إعادة دخول متعددة أو مركبات إعادة دخول متعددة قابلة للاستهداف بشكل مستقل.
بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، بيني غانتز، إنه "إلى جانب تطوير القدرات الهجومية الحيوية، فإن المؤسسة الدفاعية تعمل باستمرار على الدفاع عن سماء إسرائيل ضد التهديدات البالستية عبر التطوير المستمر لمجموعة [الدفاع الصاروخي] متعددة المستويات".
وأضاف أن "تطوير الصاروخ آرو 4 بالاشتراك مع الشركاء الأميركيين سيسفر عن قفزة تكنولوجية وعملاتية إلى الأمام".