مجتمع

مساعدات قوات سوريا الديموقراطية على خلفية الزلزال حيوية في ظل تأخر وصول الدعم في سوريا

وليد أبو الخير

عضو في مجلس منبج العسكري التابع لقوات سوريا الديموقراطية يقدم في 7 شباط/فبراير المشروبات الساخنة للسوريين الذين نزحوا جراء الزلزال الذي وقع في اليوم السابق. [المجلس العسكري النسائي لمدينة منبج وريفها]

عضو في مجلس منبج العسكري التابع لقوات سوريا الديموقراطية يقدم في 7 شباط/فبراير المشروبات الساخنة للسوريين الذين نزحوا جراء الزلزال الذي وقع في اليوم السابق. [المجلس العسكري النسائي لمدينة منبج وريفها]

سارعت قوات سوريا الديموقراطية إلى تقديم المساعدات العاجلة في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق من سوريا في مطلع الشهر الجاري، مستندة إلى نظام أثبت فعاليته خلال الأزمات.

وضرب الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة تركيا وسوريا في 6 شباط/فبراير، متسببا بتشريد الملايين من الناس.

وحدد مسؤولون حصيلة القتلى جراء الزلزال بـ 41156 في تركيا و3688 في سوريا، لكن قال محللون إن هذه الحصيلة سترتفع مع قيام العمال بإزالة الأنقاض وإنهاء عمليات الإنقاذ.

وفي حين أثبتت الحكومة السورية في الأيام الأولى الحاسمة التي تلت الكارثة أنها إحدى أكبر العقبات أمام تأمين وصول المساعدة الدولية الحيوية إلى سوريا، سدت قوات سوريا الديموقراطية الفراغ في مناطق شمالي سوريا وخارجها.

متطوعو الهلال الأحمر الكردي يوزعون المساعدات على المدنيين في أحد الملاجئ بعد الزلزال الذي ضرب سوريا في 6 شباط/فبراير. [الهلال الأحمر الكردي]

متطوعو الهلال الأحمر الكردي يوزعون المساعدات على المدنيين في أحد الملاجئ بعد الزلزال الذي ضرب سوريا في 6 شباط/فبراير. [الهلال الأحمر الكردي]

عناصر من الهلال الأحمر الكردي يتفقدون في 7 شباط/فبراير الملاجئ المؤقتة التي أقيمت لإيواء السوريين الذين فقدوا منازلهم في الزلزال. [الهلال الأحمر الكردي]

عناصر من الهلال الأحمر الكردي يتفقدون في 7 شباط/فبراير الملاجئ المؤقتة التي أقيمت لإيواء السوريين الذين فقدوا منازلهم في الزلزال. [الهلال الأحمر الكردي]

مبنى مؤلف من 4 طوابق في مدينة كوباني دُمر جراء الزلزال الذي ضرب سوريا في 6 شباط/فبراير. [الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا]

مبنى مؤلف من 4 طوابق في مدينة كوباني دُمر جراء الزلزال الذي ضرب سوريا في 6 شباط/فبراير. [الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا]

وقال الضابط في قوات سوريا الديموقراطية فرهاد خوجة إن جميع وحدات هذه القوات تحارب على جبهتين.

وأوضح أن "الأولى هي المهمة الأساسية أي مواجهة وملاحقة ما تبقى من عناصر تنظيم ʼالدولة الإسلاميةʻ (داعش)".

أما الثانية والأكثر إلحاحا، فهي وفقا له مساعدة المدنيين في مواجهة آثار الزلزال في جميع مناطق تواجد قوات سوريا الديموقراطية.

يُذكر أن عناصر قوات سوريا الديموقراطية يدعمون الفرق الإغاثية والطبية ويؤمنون الإمدادات كوقود التدفئة والطعام.

وأضاف خوجة أن تقديم المساعدات العاجلة تم بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي، علما أنه من المتوقع وصول جزء كبير منها قريبا لتوزيعه على السكان المتضررين.

وأشار خوجة إلى أن الإدارة الذاتية قدمت المساعدات بدعم من قوات سوريا الديموقراطية، ليس فقط في المناطق الواقعة تحت سيطرتها "بل جهزت كمية كبيرة من المحروقات لإرسالها إلى مختلف المناطق السورية المتضررة أيا كانت الجهة التي تسيطر عليها".

وتابع أن هذه البادرة تؤكد أن "العمل الإنساني في وقت الأزمات والكوارث لا حدود له ويدحض بالتالي التصريحات التي تطلق، خصوصا من قبل النظام السوري، بأن المساعدات لا تصل [إلى سوريا] بسبب العقوبات".

وأوضح أن الدفعة الأولى من المساعدات تكونت من عشرات الشاحنات المحملة بالإعانات الغذائية والطبية، إضافة إلى مائة صهريج من الوقود.

تنسيق مع الهلال الأحمر الكردي

وبدوره، قال الممرض في الهلال الأحمر الكردي هفال عباس للمشارق، إن منظومة الإغاثة في حالات الكوارث التي أقامتها قوات سوريا الديموقراطية "أثبتت فعاليتها بعد حصول الزلزال الذي ضرب مناطق شمال وشرق سوريا".

وذكر أنه خلال الدقائق الأولى التي تلت الكارثة، بذلت جهود مكثفة للتنسيق بين مختلف قطاعات الإدارة الذاتية والهلال الأحمر الكردي لبدء عمليات الإنقاذ والإغاثة.

وأوضح عباس أنه "جرى تأمين المتطلبات الأساسية والعاجلة على أن تبدأ عملية توزيع المساعدات بصورة منظمة ودقيقة لدى وصول أي مساعدات من قبل قوات التحالف الدولي بقيادة القوات الأميركية".

ولفت إلى أن "الهلال الأحمر الكردي يركز حاليا على الوضع الصحي لدى قاطني مراكز الإيواء خصوصا كبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة".

وقال إنه لتسريع هذه العملية، ينصب التركيز على إنشاء عيادات متنقلة في العديد من المناطق إضافة إلى مراكز إيواء بالقرب من عيادات ثابتة في مناطق أخرى.

وأشار إلى أن الاستجابة السريعة للزلزال كانت ضرورية، خاصة في ظل الأحوال الجوية السيئة التي سادت المنطقة، ما قد يتسبب في انتشار سريع للإنفلونزا.

ومن جهته، أكد العامل في منظمة كوباني للإغاثة والتنمية محمد حسو للمشارق، أن أولوية العمل الإغاثي كانت بإنقاذ المدنيين من المباني المتداعية والمتصدعة.

وأوضح أن ذلك تم من خلال التنسيق بين الإدارة المدنية والهلال الأحمر الكردي وجميع المنظمات غير الحكومية والمتطوعين في المنطقة.

وذكر "ربما كان التحدي الأكبر احتواء الأهالي الهاربين من أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في حلب الذين تضررت منازلهم بشكل كبير جدا"، مضيفا أنه تم نقلهم إلى المخيمات الموجودة أصلا والخاصة بنازحي منطقة عفرين.

وذكر حسو أن الإدارة المدنية شكلت فرقا متخصصة لتفقد المباني المتضررة وإجلاء السكان.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500