بيروت -- تضامنت الدول العربية والخليجية مع ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا في 6 شباط/فبراير، مرسلة المساعدات الإغاثية والطبية إلى البلدين.
فبعد ساعات من حصول الزلزال، وصلت أول دفعة من المساعدات الإغاثية الطبية من المستشفى السعودي-الألماني في دبي، إضافة إلى طائرة إماراتية محملة بـ 10 أطنان من المساعدات الغذائية.
واندرجت هذه المساعدات ضمن مساعدات بقيمة مائة مليون دولار تعهد بتقديمها رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على أن يتم توزيعها بالتساوي على كل من سوريا وتركيا.
وكانت الإمارات قد تعهدت بالفعل بتقديم نحو 13 مليون و600 ألف دولار لسوريا.
ويوم الجمعة، 10 شباط/فبراير، قال طيران الإمارات إنه سيتعاون مع المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي لتسليم ما يصل إلى مائة طن من المساعدات إلى الناجين من الهزة الأرضية عبر جسر جوي، حسبما ذكرت صحيفة ذي ناشونال.
وأقلعت أول رحلتين محملتين بالمساعدات يوم الجمعة، وعلى متنهما بطانيات حرارية وخيام عائلية ومستلزمات طبية ومساعدات إيوائية.
وقال مسؤول في وزارة النقل السورية يوم الأحد لوكالة الصحافة الفرنسية إن 16 طائرة إماراتية وصلت إلى سوريا منذ حصول الزلزال.
تلبية الحاجات الملحة
وفي هذا الإطار، أعلنت قطر يوم الأحد عن إرسال 10 ألف منزل متنقل لتركيا وسوريا، وهي منازل استخدمت أثناء مباريات كرة القدم للعام 2022، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقد استخدمت هذه المنازل لبضعة أسابيع أثناء استضافة قطر للمباريات، وستأوي السوريين الذين فقدوا منازل إثر الهزة.
ونقلت وكالة الأنباء القطرية يوم الأحد أن صندوق قطر للتنمية يدعم الخوذ البيضاء في عمليات البحث والإنقاذ في شمالي غربي سوريا.
ويشمل هذا الدعم مستلزمات لوجستية ملحة وسيساعد في إصلاح سيارات الإسعاف التي تعمل على مدار الساعة.
هذا و"سيساعد [صندوق قطر للتنمية] أيضا في "تلبية الطلب الملح على الوقود لتشغيل المركبات الثقيلة التي تعتبر أساسية في عمليات الإنقاذ".
وبدأت السعودية يوم الأربعاء بتشغيل جسر جوي لتوفير الإغاثة وتقديم الدعم الطبي والإغاثي والغذائي واللوجستي لسوريا وتركيا عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وأطلق المركز حملة تبرعات عبر منصة "ساهم" لمساعدة ضحايا الزلزال وقد جمعت 17.5 مليون دولار، بحسب صحيفة عرب نيوز.
كذلك، أرسل الأردن طائرة محملة بالمعدات الطبية واللوجستية مع فريق مؤلف من 99 عامل إنقاذ و5 أطباء من الخدمات الطبية الملكية.
فيما أرسل العراق طائرتين محملتين بأطنان من المستلزمات الطبية والإسعافات الأولية والخيام والبطانيات والأفرشة والمواد الغذائية، إلى جانب 35 متخصصا بعمليات الإنقاذ من الدفاع المدني مع معداتهم.
أما مصر، فأرسلت 5 طائرات إغاثية عسكرية محملة بالمستلزمات الطبية دعما لتركيا وسوريا.
وبدوره، أرسل لبنان 70 عنصرا من الصليب الأحمر والدفاع المدني وفريقا من هندسة الجيش للمساعدة بالبحث عن ناجين، وفتح أجواءه وموانئه لتسهيل تسليم المساعدات إلى سوريا.
وعملت عدة حملات شبابية لبنانية على جمع معدات طبية ومواد غذائية وبطانيات وثياب شتوية وأدوية لنقلها إلى ضحايا الزلزال في سوريا.
ضرورة وصول فرق الإنقاذ
وفي هذا السياق، قال الصحافي السوري بشبكة نهر ميديا عهد الصليبي للمشارق إن المساعدات في الشمال السوري ضرورية وملحة ذلك أن هذه المنطقة الأكثر تضررا، ولا سيما جنديرس بريف إدلب وسرمدة وسلقين.
ولفت إلى أن تأخر دخول المساعدات الدولية دفع بـ 120 منظمة موجودة في مناطق سيطرة الإدارة الكردية شرقي سوريا لإطلاق حملة لجمع تبرعات من أثاث ولباس وطعام لنقلها إلى مناطق المعارضة.
وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن للمشارق أن "فرق إنقاذ من دول عربية وخليجية وصلت لسوريا وتعمل بمناطق النظام كحلب واللاذقية وغيرها".
وقال "تمكن فريق طبي مصري من دخول مناطق المعارضة بالشمال السوري".
ومن جهته، أوضح الناشط السوري محمد العايد للمشارق أن "حجم الدمار والمآسي الإنسانية بشمال سوريا كإدلب وحارم وسلقين وجنديرس مرعب".
وتابع "لا تزال جثث الأطفال تحت الأنقاض ولم يصل أي فريق إنقاذ عربي لرفعها لأن الشمال السوري محاصر من النظام وروسيا وإيران".
وشدد العايد على ضرورة "فتح المعابر من كل الجهات لتصل فرق الإنقاذ".
وأكد أن "الأمر يتعلق بسوريا والسوريين أينما كانوا بسوريا".
وذكر "كل تأخير يعني ضحايا أكثر".