قال بعض المراقبين إن المساعدات التي أرسلتها إيران ووكيلها في لبنان حزب الله إلى ضحايا الزلزال في سوريا كانت انتقائية إلى حد كبير.
وأشاروا إلى أن المساعدات جاءت لدعم الهدف الكلي لإيران، وهو الاستفادة ماديا وعسكريا من البلد المدمر جراء الحرب، ذاكرين أنها أقرب إلى حملة دعائية مما هي مبادرة إنسانية.
وفي أعقاب زلزال 6 شباط/فبراير، أرسل حزب الله في 12 شباط/فبراير قافلة مؤلفة من 25 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى محافظة اللاذقية، علما أن هذه الأخيرة تعد معقلا لعائلة الرئيس السوري بشار الأسد.
وتم إرسال المساعدات إلى هذه المنطقة في إطار حملة مساعدات بعنوان "رحماء" لإغاثة الشعب السوري بمواجهة الكارثة التي حلت به.
ولكن لم يرسل حزب الله أية مساعدات إلى المناطق الخاضعة للمعارضة والتي تضررت إلى حد كبير.
وقال المسؤول الرفيع في حزب الله هاشم صفي الدين لمراسلين في بيروت "هذه اللحظة هي لحظة المؤازرة ولحظة الإعانة".
مناطق النظام أولا
وفي هذا السياق، قال النائب اللبناني السابق مصباح الأحدب للمشارق إنه "حينما تقع كارثة إنسانية، يتحرك المجتمع الدولي تعاطفا تماما كما يحصل اليوم مع كارثة زلزال تركيا وسوريا".
وأضاف لكن إيران وحزب الله أظهرا تحيزا بمساعداتهما لمناطق النظام وحلفائه.
وأوضح أنهما تصرفا استنادا إلى التعاون المستمر بينهما وبين النظام السوري، وليس استنادا إلى الاحتياجات الإنسانية التي تسبب بها الزلزال.
واعتبر أن حزب الله وإيران "يعملان وفق مصالحهما لإبقاء نظام الأسد، ما يفسر اقتصار تقديمهما المساعدات لمناطق النظام".
وبدوره، أكد مسؤول بحزب الله لموقع المدن الإخباري اللبناني أن حزب الله المدعوم من إيران لا يعترف بقانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا للعام 2019(قانون قيصر) والذي يهدف إلى محاسبة الأسد على جرائم الحرب التي ارتكبت ضد الشعب السوري.
وقال "نضرب بعرض الحائط قانون قيصر وأمام أعين الجميع لنساعد الشعب السوري الشقيق".
ولكن الأحدب رأى أن هذا التصريح لا معنى له، ذلك أن الولايات المتحدة علقت عقوبات قانون قيصر لفترة 180 يوما للسماح بإيصال المساعدات إلى كل المناطق المتضررة من الزلزال.
وبدوره، قال مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات حسان قطب إن النظام الإيراني وحزب الله لا يهتمان بمعاناة السوريين، ولا سيما من يعارضون سياساتهما وأيديولوجيتهما.
وذكر "تجاهلت ماكينة إيران وحزب الله دور النظام السوري بتدمير المدن والقرى السورية وتهجير أهلها وتشريدهم داخل سوريا وخارجها وتدمير البنية التحتية من مستشفيات لم تعد حاضرة لمواجهة تداعيات الزلزال".
حملة دعائية
كما اعتبر منسق التجمع من أجل السيادة الصحافي نوفل ضو أن المساعي التي قامت بها إيران وحزب الله والتي روجت لها على نطاق واسع لمساعدة المنكوبين السوريين بعد الزلزال هي "حملة دعائية" وليست "مبادرة إنسانية".
وأوضح للمشارق أن إيران وحزب الله لم يرسلا أية مساعدات للسوريين المتضررين في مناطق المعارضة، كونهما ساهما في تدمير تلك المناطق ولا سيما حلب وشمالي سوريا وفي قتل سكانها.
ومن جانبه، قال المتخصص بالشأن الإيراني في مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية فتحي السيد إن الزلزال كشف أن ما يهم إيران والحرس الثوري الإيراني هو تحقيق المكاسب العسكرية والسياسية والمادية.
وأضاف أن الحرس الثوري فضح عجزه عن اتخاذ أية خطوات حقيقية لمساعدة الشعب السوري.
وتابع أن "الحرس تصرف وكأن شيئا لم يحصل ولم يتم تحريك أية مجموعة منه لمساعدة المتضررين ولم يقم بمساعدة المتطوعين على إزالة الأنقاض لإنقاذ العالقين تحت الركام".
وذكر أن أتباع إيران في سوريا هم "مجرد مرتزقة يقاتلون مقابل المال".
وأوضح السيد أن الحرس الثوري قام بالسطو على المبالغ التي تم جمعها كمساعدات للشعب في الكوارث الطبيعية التي حصلت بإيران.
هذا وأكد مازن زكي مدير قسم الإعلام الجديد في مركز ابن الوليد للدراسات والأبحاث الميدانية أن المساعدات الايرانية التي أرسلت إلى منكوبي الزلزال كان مبالغا بها عندما تم الإعلان عنها في وسائل الإعلام السورية والإيرانية.
وأشار إلى أنها كانت "هزيلة جدا"، مضيفا أنه هذا الأمر ليس مفاجئا ذلك أنه يظهر عجز طهران عن تقديم المزيد من المساعدات بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة والمطبوعة بالفساد التي تمر بها.