قال محللون إن وجود الجنرال الروسي الذي يعرف بممارساته الوحشية ألكسندر تشايكو وأمثاله في مناصب قيادية عسكرية وسياسية في سوريا، سيعيق أي حل أو مسعى دبلوماسي قد تطمح روسيا إلى متابعته.
وأوضحوا للمشارق أن سبب ذلك هو الرفض القاطع للمجتمع الدولي بالتعامل مع مجرمي الحرب أو الجلوس معهم إلى أي طاولة مفاوضات.
وأكدوا أن وجود الجنرال تشايكو في سوريا سيعقد بالتأكيد الأمور إلى حد أكبر، نظرا لفشله في إدارة المفاوضات بين القوات الكردية وتركيا وبين الأكراد والنظام السوري.
وقاد تشايكو القوات الروسية في سوريا أقله من أيلول/سبتمبر 2019 حتى أيلول/سبتمبر 2020، وقد اكتسب سمعة سيئة على خلفية الجرائم التي ارتكبها بحق المدنيين السوريين.
وفي هذا السياق، قال الصحافي السوري محمد عبد الرحمن للمشارق إن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبإرساله الجنرال ألكسندر تشايكو مجددا إلى سوريا يزيد من الأوضاع تعقيدا".
وأوضح أن ثمة حاجة في هذا الوقت الحساس إلى دبلوماسية فعلية وسياسة هادئة "لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تبقى من المدن السورية والشعب السوري وإنهاء حمام الدم المستمر منذ أكثر من عقد".
ولكنه أشار إلى أن قرار بوتين بإعادة تشايكو إلى سوريا يجعل هذا الأمر بعيد المنال، لافتا إلى أن وجود هذا الشخص "المسؤول عن مقتل وتشريد عشرات الآلاف من السوريين لم يعد مقبولا في سوريا".
وتابع "وكأن بوتين يلوح به وبجرائمه تجاه من سيخالف رغباته السياسية والعسكرية".
انعدام الثقة بتشايكو
ومن جهته، أكد المسؤول في الأسايش (الأمن الداخلي الكردي) عدنان آزادي أن زيارات تشايكو إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية تهدف أساسا إلى "تحقيق انفراج في المفاوضات بين النظام السوري وقوات سوريا الديموقراطية".
وأوضح للمشارق أنها تهدف أيضا إلى إيجاد حل للتهديدات التركية.
ومع ذلك، قال إنه رغم جهود تشايكو لا يزال الوضع على حاله "لم يتم التقدم بأي من الملفين ولو خطوة واحدة".
وذكر أن المواقف التي أعلن عنها النظام السوري وتركيا تزداد تصلبا أكثر فأكثر، "وكأن المطلوب هو إنهاء وجود قوات سوريا الديموقراطية ومناطق الإدارة الذاتية لا أكثر".
وأضاف أن القيادة السياسية في مناطق الإدارة الكردية "لا تثق بالجنرال الروسي على الإطلاق"، ولكنها تواصل حضور الاجتماعات "حتى لا يقال إنها رفضت الحل".
وأشار إلى أن القيادة الكردية تسعى أيضا إلى منع المنطقة من الدخول في حروب مدمرة جديدة، سيما أنها لم تتعاف بعد من الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وقال آزادي إن تشايكو غير موثوق به في المقام الأول بسبب تاريخه الحافل بالتعامل الوحشي مع المدنيين السوريين، ومؤخرا مع الشعب الأوكراني.
وتابع أن إنجازاته العسكرية لا يمكن أن تعزى إلى المعلومات الاستخبارية التي بحوزته بل إلى المجازر التي ارتكبها، مشيرا إلى أن الشعب السوري في نهاية المطاف "لن يثق بمن أراق دماء السوريين".
وأكد أنه على الرغم من كل المجازر التي ارتكبها تنظيم داعش في المنطقة وكل الدمار الذي خلفته معارك طرده، "لم تقدم روسيا للمنطقة ولو صهريج ماء واحد".
ولفت إلى أنه "على عكس ذلك، دعمت قوات النظام السوري وميليشياته لإحكام الحصار مع استمرار عمليات القصف والقنص وملاحقة أي مدني يحاول الهروب" من الجحيم الذي هو فيه.
وأردف أنه طالما استمرت روسيا في دورها كالداعم الرئيسي للنظام السوري، فإن سياسة الحرب الروسية التي ينفذها تشايكو يمكن أن تترجم إلى سعي النظام السوري لاستعادة المناطق التي تحكمها الإدارة الكردية.
وحذر من إمكانية أن "تتعرض [هذه المناطق] للفظائع التي لا تزال العديد من المناطق السورية تتعرض لها".
لا مكان لمجرمي الحرب على طاولة المفاوضات
ومن جانبه، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاهرة محي الدين غانم، إن "العلاقات الدبلوماسية بين الدول وخصوصا أوقات الحروب والأزمات يجب أن تدار من رجال سياسة أو دبلوماسيين متمرسين مقربين من صناع القرار".
ولكنه أوضح للمشارق أن بوتين "لم يكتف فقط بجعل أحد جنرالاته السيء الصيت تشايكو مفاوضا في سوريا، بل أحاط نفسه أيضا بمجموعة شبيهة بتشايكو لاتخاذ القرارات في المناطق الساخنة في سوريا وأوكرانيا".
وشدد على أن "هذا ما سيعرقل أي جهود دبلوماسية قد يحاول بوتين القيام بها خلال الفترة المقبلة".
وقال إنه لذلك على الرئيس الروسي "إقناع المجتمع الدولي بحسن نواياه بإبعاد الأسماء المشبوهة من دائرته المقربة واستثنائهم من مجموعات التفاوض".
وحذر من أنه في حال عدم حدوث ذلك، "فإن الفشل سيكون أكيدا بأي مفاوضات قد تحصل".
شاهدنا اعمال الدوام وكيف ياكلون لحوم البشر وكيف يذبحون الناس وياكلون القلب البشري الى حد انتم عميان يا محبين المال
الرد2 تعليق
منبر اعلامي للامبرياليه الاميركيه والغرب العنصري لولا الروسي لاختفت سوريا عن الخريطه
الرد2 تعليق