قالت القيادة المركزية للجيش الأميركي يوم الأحد إن القوات الأميركية اعتقلت السبت، 21 كانون الثاني/يناير، 3 من عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) خلال مداهمة نفذت بمروحية على الأرض في شرقي سوريا.
ووصف الثلاثة بأنهم ميسر ومسؤول لوجستي و"مساعد" في التنظيم المتطرف.
وجاءت العملية الأخيرة التي استهدفت زعماء وعناصر داعش في شرق سوريا الخاضع لسيطرة للأكراد عقب غارة نفذت قبل الفجر في 11 كانون الأول/ديسمبر بمروحية وقامت خلالها القوات الأميركية بقتل [مسؤولين] اثنين من داعش، وغارات ناجحة أخرى ضد عناصر التنظيم.
وجاء ذلك أيضا في ظل سعي القوات الأميركية والكردية للقضاء على عنف داعش في المخيمات التي يديرها الأكراد، وذلك عبر مطالبة الدول التي لها مواطنين في تلك المخيمات المكتظة بإعادتهم إلى بلادهم.
وفي 14 كانون الثاني/يناير، أعيدت 142 عائلة عراقية إلى بلدها من مخيم الهول في محافظة الحسكة شمالي شرقي سوريا، في ثامن عملية من نوعها.
وبمرافقة دوريات أمنية، توجهت القوافل إلى محطتها النهائية في مركز الجدعة لإعادة التأهيل في جنوب الموصل.
ومن المتوقع أن يخضع العراقيون الـ 580، ومعظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، لبرنامج تأهيلي يستمر لمدة تتراوح بين شهرين و3 أشهر قبل أن يعاد دمجهم في مدنهم الأصلية.
ويأتي وصولهم بعد تعليق دام شهرين لبرنامج العودة الطوعية للنازحين العراقيين من مخيم الهول، والذي انطلق منتصف العام 2021.
وفي هذا السياق، أعلنت وزيرة الهجرة العراقية إيفان جبرو في 29 كانون الأول/ديسمبر التوقف المؤقت للبرنامج لأسباب لوجستية، بينها التدقيق الأمني وتوفير الدعم وخدمات الرعاية المطلوبة لضمان إعادة الاندماج المجتمعي للأسر العائدة.
وقالت إن إعادة العراقيين ستستأنف في بداية العام 2023 تحت إشراف جهاز الأمن الوطني.
يُذكر أن الجهاز مسؤول عن إجراء التدقيق الأمني للعائدين والتأكد من عدم ارتباطهم بداعش.
تفكيك مصادر الإرهاب
وبعد العمليات الأخيرة لإعادة النازحين، شدد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي على استمرار الجهود لإيجاد حل نهائي لمسألة العائلات العراقية في الهول.
وأشار إلى أن العراق "يعمل على تفكيك منابع الإرهاب تمهيدا لإغلاق مخيم الهول وفق رؤية وطنية وصولا لأمن مستدام للعراق والمنطقة بعد تأهيل تلك العوائل نفسيا ومجتمعيا".
ويخطط العراق لاستعادة حوالي 8 آلاف أسرة عراقية لا تزال موجودة في مخيم الهول تدريجيا، وذلك بالتنسيق مع قوات سوريا الديموقراطية وبدعم من التحالف الدولي.
ويكمن الهدف في إنهاء أزمة المخيم الذي يأوي أيضا الآلاف من عائلات مقاتلي داعش من السوريين وجنسيات مختلفة.
هذا وأشاد قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل إريك كوريلا بـ"الدور البنّاء والشجاع" للحكومة العراقية في عملية إعادة النازحين لوطنهم.
وأكد "سنسعى مع شركائنا في قوات سوريا الديمقراطية إلى تقليص عدد ساكني مخيم الهول وبالتالي تجنب جهود داعش نحو استغلال الظروف والمعاناة الإنسانية للنازحين داخل المخيم في عمليات التجنيد".
واعتبر أن إعادة سكان المخيم وتأهيلهم ودمجهم "أمر بالغ الأهمية للعراق وللمنطقة ولتحقيق هزيمة دائمة لداعش".
وضع حد للمشكلة
وبدوره، ذكر معاون محافظ نينوى علي عمر كبعو للمشارق أنه "كلما بقي هؤلاء النازحون في المخيم لوقت أطول كلما تصاعدت المخاوف من احتمال تأثرهم بالأفكار الإرهابية واستقطابهم من قبل تنظيم داعش".
وأضاف "على هذا الأساس وبدافع إنساني ذهبت الحكومة باتجاه التعامل مع ذلك الملف الشائك بقدر كبير من المسؤولية وبشكل قانوني بهدف منع المخيم من التحول إلى مكان لتخريج عتاة الإرهابيين".
ونوّه كبعو بأن العائدين من الهول هم فقط من العراقيين الذين فروا من داعش أثناء سيطرة التنظيم على الموصل وعدة مدن عراقية عام 2014.
وقال إنهم لا يشملون المتعاونين مع التنظيم أو من قاتلوا في معارك الباغوز السوري عام 2019 قبل سحقهم في آخر معاقلهم هناك ونقل زوجاتهم وأطفالهم لمخيم الهول.
وحتى اليوم، غادرت نحو 1085 أسرة عراقية الهول عائدة لأرض الوطن.
هذا وأعادت السلطات العراقية بالتعاون مع منظمات دولية ومتطوعين تأهيل نحو 656 أسرة من العائلات العائدة وأعادت دمجهم بنجاح مع مجتمعاتها المحلية الأصلية.