محكمة خاضعة للحوثيين تحاول قمع حرية تعبير منشئي محتوى يوتيوب في اليمن

مثل 3 منشئي محتوى يمنيين على موقع يوتيوب يوم الأربعاء، 11 كانون الثاني/يناير، أمام محكمة خاضعة للحوثيين بعد أن اتهموا بنشر معلومات مضللة والتحريض على "الفوضى"، وذلك في خطوة وصفها مراقبون بأنها اعتداء على حريتهم في التعبير.

وألقي القبض على الرجال المؤثرين الثلاثة وهم أحمد حجر ومصطفى المومري وأحمد علاو، في صنعاء بشهر كانون الأول/ديسمبر بعد نشرهم مقاطع فيديو تنتقد الحوثيين.

ولدى الرجال الثلاثة مجتمعين مئات الآلاف من المتابعين على منصة التواصل الاجتماعي الشهيرة.

ويحظى المومري بأكثر من مليوني متابع على موقع يوتيوب في حين أن لدى علاو وحجر أكثر من 800 ألف و243 ألف متابع على التوالي.

وبحسب وثائق المحكمة، وجهت إليهم تهم "نشر المعلومات المضللة" و"الإضرار بالمصلحة العامة"، إضافة إلى "تحريض الناس على نشر الفوضى".

ولم يتضح بعد موعد صدور الحكم النهائي.

ولطالما شدد المسؤولون الحكوميون اليمنيون على أن المحاكم التي يسيطر عليها الحوثيون لا تملك سلطة قانونية، كون الميليشيا المدعومة من إيران استولت على مؤسسات الدولة من الحكومة بعد انقلاب نفذته في أيلول/سبتمبر 2014 في صنعاء.

ولهذا السبب، قال وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية نبيل عبدالحفيظ إنأي قرار يصدر عنها هو باطل".

ʼنهب الشعبʻ

وكان حجر البالغ من العمر 43 عاما، أول من اعتقل بعد أن اتهم الحوثيين بـ "نهب الشعب اليمني" في فيديو شاهده نصف مليون متابع.

وذكرت قناة الجزيرة يوم الأربعاء أن آخر تحميل على قناته على يوتيوب في 22 كانون الأول/ديسمبر، كان مقطع فيديو مدته 10 دقائق انتقد فيه الفساد في مناطق سيطرة الحوثيين شمالي اليمن.

ونقلت الجزيرة أنه "في اليوم نفسه، اقتيد حجر إلى حافلة في وضح النهار في شارع مزدحم. وقال شهود إنه خطف على أيدي مسلحين يعتقد أنهم من المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على المدينة".

وأكد أحد أقارب حجر لوكالة الصحافة الفرنسية اعتقاله قائلا إنه "اختطف من الشارع في 22 كانون الأول/ديسمبر".

وزارته عائلته في مركز احتجازه ووجدته في "حالة مزرية"، على حد قول قريبه الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته خوفا من الانتقام.

وأضاف "لم يكن الرجل نفسه".

الحوثيون يقيدون الحريات

هذا ولطالما استهدف الحوثيون الحريات الفردية في المناطق التي يسيطرون عليها، بما في ذلك حرية التعبير وحركة النساء.

وقد قامت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات بتوثيق 1444 انتهاكا ارتكبتها كتيبة زينبيات بين كانون الأول/ديسمبر 2017 وتشرين الأول/أكتوبر 2022، علما أن هذه الكتيبة تشكل الجناح العسكري النسائي للحوثيين.

وفي تقرير صدر في 10 تشرين الثاني/نزفمبر، عرضت الشبكة بالتفصيل العديد من الحالات التي تعرضت فيها النساء للاعتداء وانتهاك حقوقهن.

وأوضحت أن الحالات تشمل الاعتقال التعسفي والاعتداء الجنسي والضرب والتعذيب وتسهيل الاغتصاب في مراكز الاعتقال السرية ومحاكمة ناشطات والاعتداء على المشاركات في الاعتصامات في بعض المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون.

واتهم الحوثيون أيضا بتعمد استهداف الصحافيين والمؤسسات الإعلامية لكمّ أفواه الشهود على جرائمهم ضد المدنيين.