سياسة

سخط بشأن إنفاق الحوثيين على إحياء ذكرى سليماني في اليمن

نبيل عبد الله التميمي

صورة عملاقة للقائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في صنعاء بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لوفاته. [وسائل التواصل الاجتماعي]

صورة عملاقة للقائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في صنعاء بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لوفاته. [وسائل التواصل الاجتماعي]

عدن -- أثار احتفال الحوثيين بالذكرى السنوية الثالثة لوفاة القائد الإيراني قاسم سليماني يوم 3 كانون الثاني/يناير انتقادات حادة في اليمن، مع اعتبار الكثيرين للأمر علامة على تبعية الجماعة لإيران.

وسادت الشارع اليمني موجة سخط ضد الحوثيين بسبب بذخ الجماعة في الإنفاق على إحياء ذكرى وفاةالقائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وقبيل الذكرى السنوية، نصب الحوثيون في شوارع صنعاء صورا عملاقة لسليماني والقائد العراقي أبو مهدي المهندس الذي قتل إلى جانبه.

ونظمت الجماعة التي تدعمها إيران احتفالية خطابية ضخمة لإحياء ذكراه في المركز الثقافي بصنعاء.

صورة عملاقة للقائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في صنعاء بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لوفاته. [وسائل التواصل الاجتماعي]

صورة عملاقة للقائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في صنعاء بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لوفاته. [وسائل التواصل الاجتماعي]

لوحة إعلانية نصبها الحوثيون في صنعاء تظهر قائد فيلق القدس قاسم سليماني والقائد العراقي أبو مهدي للمهندس تشاهد في صنعاء. [وسائل التواصل الاجتماعي]

لوحة إعلانية نصبها الحوثيون في صنعاء تظهر قائد فيلق القدس قاسم سليماني والقائد العراقي أبو مهدي للمهندس تشاهد في صنعاء. [وسائل التواصل الاجتماعي]

وعلق نبيل عبد الحفيظ، وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان، للمشارق أن "احتفالية إحياء الذكرى الثالثة السليماني تعكس تبعية ميليشيات الحوثي المطلقة لإيران".

وأشار إلى أن سليماني، الذي لعب أيضا "دورا بشعا" في العراق وسوريا، لا يستحق العناء ولا النفقات التي تكبدها الحوثيون لإحياء ذكراه.

وأكد عبد الحفيظ أن القائد السابق لفيلق القدس "يعد أحد طواغيت هذا العصر وواحد ممن قادوا عمليات الاستخبارات وعمليات القتل المباشر في هذه الدول الثلاث".

واستدرك أن الاحتفال بذكراه يعد "احتفالية لمعلمهم الذي علمهم الإرهاب".

تبذير الأموال

بدوره، قال فيصل المجيدي، وكيل وزارة العدل، إن إحياء ذكرى وفاة سليماني بواسطة الحوثيين إنما هو "إحياء لذكرى الداعم والمباشر للهجمات التي تنفذها جماعة الحوثي ضد الشعب اليمني".

وأضاف أنه من السخرية بمكان أنه في الوقت الذي يحتفل الحوثيون فيه بالقائد السابق لفيلق القدس، "تحرق صور سليماني في إيران".

وذكر أنه من غير المقبول إن ينفق الحوثيون مليارات الريالات على أحياء مثل هذه المناسبات في وقت يواجه فيه الشعب اليمني معاناة إنسانية حادة.

وانتقد "الإنفاق الكبير" بواسطة الميليشيات الحوثية على مثل هذه الفعاليات وغيرها من المناسبات الإيرانية الطائفية "من نهب الموارد المالية والبنوك وأموال الدولة المختلفة من الإيرادات".

وفي هذه الأثناء، لم تدفع الجماعة بعد رواتب الموظفين الحكوميين في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.

وشكى التاجر في صنعاء، مطيع العمري، من كثرة فرض الإتاوات والمساهمات التي تطلبها الميليشيات الحوثية لإحياء مناسباتها المختلفة.

وقال في حديث للمشارق "أصبحنا في حالة ضيق شديدة".

وأضاف أن من يرفض دفع ما تفرضه الميليشيات يخاطر بفقدان تجارته ويتهم بالخيانة ويحال للمحاكمة أمام المحاكم التي يسيطر عليها الحوثيون.

وأشار العمري إلى أن "الحالة أصبحت لا تطاق في ظل مجاعة وفقر يعاني منه أكثر من ثلاثة أرباع الشعب اليمني، إضافة للمضايقات من عناصر ميليشيات الحوثي".

المجاعة والعنف

وبدأت ميليشيات الحوثي في 11 كانون الثاني/يناير محاكمة أربعة من مشاهير التواصل الاجتماعي اليمنيين بتهمة نشر إشاعات مغرضة بقصد تكدير الأمن العام.

وقال معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة، إن هؤلاء الأربعة، وهم أحمد حجر ومصطفى المومري وأحمد علاو وحمود المصباحي، يحاكمون بتهم كيدية ملفقة.

وأضاف أنه في حين تم إطلاق سراح علاو والمصباحي منذ ذلك الحين، فإن المحاكمة تؤكد إصرار ميليشيا الحوثي على استنساخ ممارسات النظام الإيراني من اختطاف المعارضين وإخفائهم قسرا وتلفيق التهم لهم.

بدوره، قال المواطن أحمد سعد، وهو أحد سكان صنعاء، أن جماعة الحوثي تحاكم هؤلاء الأربعة "لأنهم تحدثوا عن معاناة الناس من جوع شديد"، في وقت "أصبح الفقراء فيه يتسابقون على براميل القمامة للبحث عما يأكلون".

وأضاف "بالمقابل، مظاهر الاحتفالات والبذخ والصرف موجودة في إعلانات الشوارع ووسائل الإعلام التابعة للحوثي".

من جانبه، قال المحلل السياسي أحمد الصباحي إن "الممارسات التي تقوم بها ميليشيا الحوثي تجاه الحقوق والحريات والعنف والاضطهاد ضد المعارضين والمواطنين الذين يطالبون بحقوقهم وحرياتهم ورواتبهم هي في نفس المستوى الذي يمارسه النظام الإيراني ضد شعبه".

وأكد أن "الحوثيين لا يهمهم حقوق الناس ولا معيشتهم بقدر ما يهمهم الجانب العسكري والتحشيد وإسكات الأصوات المعارضة".

جهود نحو السلام

ورغم المعاناة الإنسانية المتزايدة يوم بعد يوم بسبب الحرب، إلا أن ميليشيات الحوثي تضع العراقيل أمام السلام، طبقا لما ذكره عبد الحفيظ وكيل وزارة حقوق الإنسان.

وأضاف أن "الحكومة اليمنية تقدم التنازلات ليس للحوثيين وإنما من أجل الشعب اليمني وإنهاء معاناة ثماني سنوات من الحرب".

وعلق الصباحي بقوله "حتى الآن، كل التنازلات قدمت من طرف واحد: وهو الحكومة الشرعية والتحالف العربي".

وأضاف أن "العالم يتواصل مع الحكومة الشرعية ويراهن عليها باعتبارها الطرف الأعقل وصاحب المسؤولية أمام الشعب".

وأكد الصباحي أنه للأسف لا يمكن المراهنة على الحوثيين لأنهم "ليسوا أصحاب مشروع سلام بل مشروع حرب".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500