الولايات المتحدة تبني أنظمة دفاعية في الشرق الأوسط لردع التهديدات

المنامة -- صرح مسؤولون عسكريون كبار لمؤتمر حوار المنامة السنوي في البحرين إن الولايات المتحدة ستعزز البنية التحتية الدفاعية في منطقة الشرق الأوسط فيما تسعى لردع "التهديدات الوشيكة" في المنطقة.

وقال منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكجيرك يوم الأحد، 20 تشرين الثاني/نوفمبر، إن "الولايات المتحدة تقوم الآن بنشاط ببناء وتمكين هيكلية دفاعية جوية وبحرية متكاملة في هذه المنطقة".

وأضاف أنه "يتم الآن تنفيذ شيء ما كنا نتحدث عنه منذ فترة طويلة، وذلك عبر شراكات مبتكرة وتكنولوجيات جديدة".

وذكر أن القوات الأميركية "كشفت وردعت التهديدات الوشيكة" التي تشكلها إيران، مؤكدا التقارير الأولى حول أن الجمهورية الإسلامية تخطط لشن هجوم ضد منافستها في المنطقة المملكة العربية السعودية.

وأوضح أنه "ربما كان السبب وراء عدم وقوع هذا الهجوم هو التعاون الأمني الوثيق بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، وهو تعاون متواصل ومستمر".

ويوم 16 تشرين الثاني/نوفمبر، ألقت الولايات المتحدة وإسرائيل باللوم على إيران بعدما استهدفت ضربة يبدو أنها نفذت بطائرة مسيرة ناقلة نفط تشغلها شركة إسرائيلية تحمل زيت غاز قبالة ساحل عمان.

وفي ذلك الوقت، قال كوريلا إن "هذا الهجوم بطائرة مسيرة ضد سفينة مدنية في هذا المضيق البحري الحساس يعكس مرة أخرى الطبيعة المزعزعة للاستقرار التي يتخذها النشاط الإيراني الخبيث في المنطقة".

ويعد الهجوم هو الأخير في سلسلة من الهجمات المعطلة في مياه الخليج التي هي مسار رئيس لإمدادات الطاقة العالمية.

السفن غير المأهولة في مياه الخليج

ومتحدثا في البحرين يوم السبت، قال كوريلا إن قوة مهام بقيادة الولايات المتحدة ستنشر أكثر من 100 سفينة غير مأهولة في مياه منطقة الخليج في العام المقبل لردع التهديدات البحرية.

وأضاف كوريلا أنه "بحلول هذا الوقت من العام المقبل، ستجلب قوة المهام 59 أسطولا من أكثر من 100 سفينة سطحية ودون سطحية غير مأهولة تعمل معا وتتواصل معا وتوفر الوعي بالمجال البحري".

وتابع أن "ما لا يقل عن 80 في المائة من هذه السفن غير المأهولة سيأتي من قوات شركائنا"، مشيرا إلى أن "عدد البلدان الشريكة مستمر في الازدياد".

يذكر أن قوة المهام 59، التي دشنت في أيلول/سبتمبر 2021، أنشأت في البحرين حيث مقر الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية، لإدماج الأنظمة غير المأهولة والذكاء الاصطناعي في عمليات الشرق الأوسط عقب سلسلة من هجمات الطائرات المسيرة التي اتهمت إيران بتنفيذها.

وتدمج هذه القوة مسيرات جوية وبحرية ومسيرات تعمل تحت الماء، وتعتمد على شراكات إقليمية وشراكات من التحالف، حسبما ذكرت قيادة المنطقة المركزية بالبحرية الأميركية.

وقال قائد القيادة براد كوبر عند تدشينها، إن مهمتها هي تطوير وإدماج الأنظمة غير المأهولة والذكاء الاصطناعي كوسيلة لتعزيز الوعي بالمجال البحري وزيادة الردع.

وتابع كوريلا أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن قوة المهام 39، وهي قوة مهام مبتكرة تعمل انطلاقا من البر، "ستختبر المفهوم والتكنولوجيا فيما يتعلق بتكوين أسطول من المركبات البرية غير المأهولة التي تسمح لنا باستخدام مركباتنا البرية المأهولة بصورة أكثر فعالية".

وأضاف أن قوة المهام 99، التي يقع مقرها في قطر، تعمل في المجال الجوي، وذلك بأسطول من الطائرات غير المأهولة التي "ستشكل مشاكل لخصومنا وتكتشف وتهزم التهديدات ضد أنظمتنا وضد شركائنا".

وأوضح أن "أجهزة الاستشعار في تلك النظم غير المأهولة ستلتقط المعلومات بصورة متواصلة، ما يعطينا عيونا وآذانا في البحر وعلى الأرض وفي السماء في كل الأوقات".

وذكر أن "تلك النظم غير المأهولة مجتمعة ستعمل في نفس الشبكة المتداخلة وتغذي رزمة من البيانات في برنامج ذكاء اصطناعي يفرز كل شيء ويتفهمه وينقل المعلومات المهمة إلى المحللين في الزمن الحقيقي".

واستدرك أن "هؤلاء المحللين يشاركون هذه المعلومات مع قوات الشركاء، وكلها تتشارك في نفس صورة التهديدات ونفس المعلومات".

'فعل ذلك معا'

وقال كوريلا في البحرين إنه "مع تقدم تكنولوجيا المسيرات، فإن مسيرات الخصوم ربما تمثل اليوم أكبر تهديد تكنولوجي للأمن الإقليمي".

وأضاف أن "شراكتنا التجريبية هنا في منطقة الشرق الأوسط ستركز على القدرات الجديدة والتكنولوجيات الجديدة والتقنيات الجديدة لهزيمة تلك النظم".

وأكد أن "الأهم من ذلك هو أن شركائنا الدوليين والإقليميين هم في هذه الرحلة معنا، لا سيما البحرين". وقد شكلت قوة المهام 59 فريقا مع البحرين العام الماضي، وأنشأنا مركزا هنا، إلى جانب مركز آخر في العقبة بالأردن".

وأشار كوريلا إلى أن "البحرين شاركت الشهر الماضي في مناورة بحرية في الخليج حيث شكلت سفن مأهولة من المملكة العربية السعودية والبحرين والمملكة المتحدة والولايات المتحدة فريقا مع أنظمة غير مأهولة".

واختتم حديثه قائلا إن "هذا مجرد مثال من أمثلة عديدة تؤكد على أن قواتنا تحقق المستقبل الآن، وأنها تفعل ذلك سويا".