تكنولوجيا

قائد أميركي رفيع يعتبر المسيرات قوة مغيرة لقواعد اللعبة على صعيد الأمن العالمي

فريق عمل المشارق

مشغل مركبة مسيرة تحت الماء تابعة للبحرية الأميركية ينتشل مركبة مسيرة تحت الماء طراز أم.كي 18 مود 2 بعد اختبار تشغيلي في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2015. [البحرية الأميركية]

مشغل مركبة مسيرة تحت الماء تابعة للبحرية الأميركية ينتشل مركبة مسيرة تحت الماء طراز أم.كي 18 مود 2 بعد اختبار تشغيلي في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2015. [البحرية الأميركية]

المنامة -- سلط قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل "إيريك" كوريلا في وقت سابق من الشهر الجاري الضوء على الدور المتزايد للمسيرات في ضمان أمن الشرق الأوسط والمناطق الأخرى.

وقال كوريلا متحدثا بالبحرين بتاريخ 19 تشرين الثاني/نوفمبر إن قوة مهام بقيادة الولايات المتحدة ستنشر أكثر من مائة سفينة غير مأهولة في مياه منطقة الخليج خلال العام المقبل لمواجهة التهديدات البحرية.

وقد أدلى بتصريحاته خلال مؤتمر حوار المنامة الـ 18 الذي نظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بين 18 و20 تشرين الثاني/نوفمبر.

وذكر كوريلا "لدينا القدرة الفنية اليوم لتعزيز التوعية سريعا في المجال البحري وإنشاء شبكة متكاملة ومبنية على الذكاء الاصطناعي لتحسين أمن البحار وحماية التجارة العالمية".

المسيرة أكس-47ب التابعة للبحرية الأميركية تزود بالوقود بواسطة ناقلة أوميغا كي-707 أثناء تواجدها في منطقة الاختبار بالأطلسي في خليج تشيزبيك بتاريخ 22 نيسان/أبريل 2015. [البحرية الأميركية]

المسيرة أكس-47ب التابعة للبحرية الأميركية تزود بالوقود بواسطة ناقلة أوميغا كي-707 أثناء تواجدها في منطقة الاختبار بالأطلسي في خليج تشيزبيك بتاريخ 22 نيسان/أبريل 2015. [البحرية الأميركية]

وتابع "العام المقبل وفي مثل هذا الوقت، ستنشر قوة المهام 59 أسطولا يضم أكثر من مائة سفينة غير مأهولة فوق سطح البحر وتحته، من شأنها أن تعمل سويا وتتواصل مع بعضها البعض وتوفر التوعية في المجال البحري".

وأضاف أن "نسبة لا تقل عن 80 في المائة من تلك السفن غير المأهولة ستأتي من القوات الشريكة لنا"، لافتا إلى أن "عدد الدول الشريكة يستمر بالارتفاع".

وتم في أيلول/سبتمبر 2021 إنشاء قوة المهام 59 في البحرين،وهي مقر الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية، بهدف دمج الأنظمة المسيرة والذكاء الاصطناعي في عمليات الشرق الأوسط عقب سلسلة من الهجمات التي نفذت بالطائرات المسيرة والتي ألقيت اللائمة فيها على إيران.

وقالت القيادة المركزية للبحرية الأميركية إن هذه القوة تشمل مسيرات جوية وبحرية وأخرى تعمل تحت الماء، وتعتمد على شراكات وتحالفات إقليمية.

وقد أوكلت إليها مهمة تطوير ودمج الأنظمة المسيرة والذكاء الاصطناعي كطريقة لتعزيز التوعية في المجال البحري وزيادة إمكانيات الردع.

ʼبحرا وبرا وجواʻ

وأضاف كوريلا أن قوة المهام 39 المبتكرة والمتمركزة برا، "ستقوم باختبار المفهوم والتقنية لتأمين أسطول من المسيرات البرية التي ستسمح لنا باستخدام مركباتنا البرية المأهولة بفعالية أكبر".

وتابع أنه في هذه الأثناء، تتحرك قوة المهام 99 ومقرها قطر، في المجال الجوي وتضم أسطولا من المسيرات الجوية التي "ستخلق مشاكل لأعدائنا وسترصد وتبطل التهديدات التي قد تطال أنظمتنا وشركاءنا".

وأشار إلى أن "أجهزة الاستشعار الموجودة في هذه الأنظمة المسيرة ستقوم بجمع المعلومات بشكل متواصل، مما يسمح لنا بمراقبة البحار والأرض والجو في كافة الأوقات بالصوت والصورة".

وأضاف أن "هذه الأنظمة المسيرة ستعمل مجتمعة على الشبكة المتداخلة نفسها، فستغطي برنامج ذكاء اصطناعي برزم من البيانات، على أن يقوم هذا البرنامج بفرز تلك البيانات وتحليلها وإرسال المعلومات الحساسة إلى المحللين في الوقت الحقيقي".

وتابع أن "هؤلاء المحللين يشاركون المعلومات مع القوات الشريكة، علما أن هذه الأخيرة تتشارك الصورة العامة نفسها للتهديدات والمعلومات نفسها".

وقال كوريلا في البحرين "مع تقدم تكنولوجيا المسيرات، قد تشكل مسيرات أعدائنا أكبر تهديد تكنولوجي للأمن الإقليمي".

وشدد قائلا "ستركز شراكتنا التجريبية هنا في الشرق الأوسط على قدرات وتقنيات وأساليب جديدة لإفشال عمل هذه الأنظمة".

وذكر "والأهم هو أن شركاءنا الدوليين والإقليميين هم معنا في هذا المسار، ولا سيما البحرين. وقد تعاونت قوة المهام 59 مع البحرين خلال العام الماضي وأنشأنا مركزا هنا إلى جانب المركز الواقع في العقبة بالأردن".

ولفت إلى أن البحرين شاركت الشهر الماضي في مناورات بحرية في الخليج، حيث عملت 7 سفن مأهولة من السعودية والبحرين والمملكة المتحدة والولايات المتحدة مع أنظمة غير مأهولة.

وأكد "يشكل هذا واحدا من أمثلة عديدة تسلط الضوء على فكرة أن قواتنا تصنع المستقبل اليوم وهي تفعل ذلك سويا".

وأضاف "لا يعد الابتكار بالنسبة لنا مجرد ذكاء اصطناعي وتعلم آلي وطاقة موجهة، كما أنه لا ينحصر بتوظيف التكنولوجيا الجديدة".

وأوضح "تتمثل ثقافة الابتكار لدينا في العمل مع شركاء بالمنطقة على عمليات ومقاربات جديدة حول الأمن والإجراءات المبتكرة، مع أفكار ومفاهيم جديدة... وتقنيات جديدة".

وقال "يسمح لنا الابتكار بأن نمركز قواتنا بصورة أفض ونقيم البيئة بشكل أفضل ونردع الجهات التي توجه التهديدات ونلحق بها الهزيمة بفعالية أكبر".

وأضاف "لهذا السبب نحتاج إلى أن يقوم كل الشركاء في المنطقة بالابتكار معنا. فنستطيع تحقيق أمور أكثر بكثير معا وعبر الابتكار لتعزيز استقرار المنطقة".

مواجهة التهديدات الإقليمية

وفي هذا السياق، قال مسؤولون آخرون كبار في الجيش الأميركي في مؤتمر المنامة السنوي للحوار إن الولايات المتحدة تعزز البنية الدفاعية في الشرق الأوسط في ظل سعيها لردع "التهديدات الوشيكة" في المنطقة.

وذكر منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط بريت ماكغورك في 20 تشرين الثاني/نوفمبر أن "الولايات المتحدة تعمل حاليا بصورة نشطة على إنشاء وتمكين هندسة دفاعية جوية وبحرية متكاملة في هذه المنطقة".

وأضاف "يتم اليوم تنفيذ أمر تم الحديث عنه مطولا، وذلك عبر شراكات مبتكرة وتقنيات جديدة".

وتابع أن القوات الأميركية "رصدت وردعت تهديدات وشيكة" شكلتها إيران، مؤكدا تقارير صدرت سابقا عن تخطيط الجمهورية الإسلامية لشن هجوم ضد السعودية.

وشرح أن "ذلك الهجوم لم يحصل على الأرجح بفضل التعاون الأمني الوطيد والمتواصل بين السعودية والولايات المتحدة".

هذا ووجهت الولايات المتحدة واسرائيل اللوم في 16 تشرين الثاني/نوفمبر لإيران، بعد استهداف ما بدا أنه هجوم بطائرة مسيرة لناقلة كانت تشغلها شركة إسرائيلية وكانت تحمل زيت وقود قبالة ساحل عُمان.

وقال كوريلا آنذاك إن "هذا الهجوم بطائرة مسيرة ضد سفينة مدنية في هذا المضيق البحري الحساس يعكس مرة أخرى الطبيعة المزعزعة للاستقرار التي يتخذها النشاط الإيراني الخبيث في المنطقة".

ويعد هذا الهجوم الأخير في سلسلة من الاضطرابات التي شهدتها مياه الخليج والتي هي مسار رئيس لإمدادات الطاقة العالمية.

هذا وأُغرقت بلدان المنطقة التي تنتشر فيها الميليشيات المدعومة من إيران بالطائرات المسيرة التي تصنعها وتزودها إيران.

ويقوم متخصصون من حزب الله اللبناني بتدريب عناصر لواء فاطميون على كيفية تشغيل الطائرات المسيرة في منطقة البادية السورية (الصحراء الشرقية) بالقرب من تدمر، بحسب ما أوردته تقارير صدرت مؤخرا.

وفي اليمن، استخدمت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران الطائرات المسيرة في مناسبات عدة لضرب منشآت في السعودية والإمارات.

أما في العراق، فاستخدمت الميليشيات المدعومة من إيران الطائرات المسيرة الإيرانية على مدى سنوات لضرب قواعد عسكرية وأهداف أجنبية في الخليج العربي.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500