أمن

السعودية والولايات المتحدة تعملان عن كثب لتطوير تكتيكات مبتكرة ضد المسيرات

فريق عمل المشارق

مركبة جوية غير مأهولة من طراز أيروفل فلكسروتور تقلع من زورق الاستجابة السريع لخفر السواحل الأميركي، إيملين تونيل، عبر الخليج العربي في 7 كانون الأول/ديسمبر 2022. أطلقت قوة المهام 59 التابعة للأسطول الأميركي الخامس طائرات مسيرة خلال مناورة الأفق الرقمي التي استمرت ثلاثة أسابيع وركزت على دمج جديد لمنصات الذكاء الاصطناعي والمنصات غير المأهولة. [البحرية الأميركية]

مركبة جوية غير مأهولة من طراز أيروفل فلكسروتور تقلع من زورق الاستجابة السريع لخفر السواحل الأميركي، إيملين تونيل، عبر الخليج العربي في 7 كانون الأول/ديسمبر 2022. أطلقت قوة المهام 59 التابعة للأسطول الأميركي الخامس طائرات مسيرة خلال مناورة الأفق الرقمي التي استمرت ثلاثة أسابيع وركزت على دمج جديد لمنصات الذكاء الاصطناعي والمنصات غير المأهولة. [البحرية الأميركية]

تتحرك جيوش الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي بسرعة لتطوير وصقل التكتيكات لمواجهة الطائرات غير المأهولة والمعروفة على نطاق واسع باسم الطائرات المسيرة، التي باتت تقوض الأمن في منطقة الخليج.

وخلال الأشهر الأخيرة، تدربت الجيوش الأميركية والإقليمية معا في مناسبات عديدة صقلت في كل واحدة منها مهاراتها وقابليتها للتشغيل البيني لمواجهة تهديد الطائرات المسيرة المسلحة الذي يتطور بسرعة.

وكان قد تم ربط العديد من هجمات المسيرات التي نفذها وكلاء وحلفاء إيران في الشرق الأوسط وأوكرانيا تم ربطها جنائيا بإيران، على الرغم من أن الجمهورية الإسلامية حاولت إخفاء دورها في تصنيع الطائرات المسيرة وتصديرها.

ويربط الحطام من مسرح هجمات المسيرات، وبينها هجمات أيلول/سبتمبر 2019 على منشآت النفط في بقيق وخريص، إيران بهذه الحوادث.

سفينتان سطحيتان غير مأهولتين هما سيلدرون إكسبلورير ودافيل راي تي-38، تعملان في خليج العقبة أثناء مناورة الدرع الرقمي في 21 أيلول/سبتمبر. [حقوق الصورة للبحرية الأميركية]

سفينتان سطحيتان غير مأهولتين هما سيلدرون إكسبلورير ودافيل راي تي-38، تعملان في خليج العقبة أثناء مناورة الدرع الرقمي في 21 أيلول/سبتمبر. [حقوق الصورة للبحرية الأميركية]

عسكريون إماراتيون مشاركون في مناورة عزم النسر 23 العسكري المشتركة بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي يقفون لالتقاط صورة في مركز الحرب الجوية بقاعدة الملك عبد العزيز الجوية بالمملكة العربية السعودية. [وزارة الدفاع الإماراتية]

عسكريون إماراتيون مشاركون في مناورة عزم النسر 23 العسكري المشتركة بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي يقفون لالتقاط صورة في مركز الحرب الجوية بقاعدة الملك عبد العزيز الجوية بالمملكة العربية السعودية. [وزارة الدفاع الإماراتية]

ونظرا لكون استخدام المسيرات من أنواع مختلفة في الهجمات بات أكثر شيوعا في جميع أنحاء المنطقة، فقد توسع التدريب العسكري متعدد الأطراف ليشمل تكتيكات مكافحة تلك المسيرات.

ففي منتصف آذار/مارس، أكملت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية أول مناورة مشتركة لمكافحة الطائرات بدون طيار في مركز اختبار عسكري جديد في الرياض، وفقا للقيادة المركزية للجيش الأميركي.

وكانت مناورة "الرمال الحمراء" هي الأولى من نوعها التي ينفذها الجيشان.

وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل "إريك" كوريلا في 23 آذار/مارس، إن مناورات مكافحة الطائرات المسيرة تضمنت تدريبات بالذخيرة الحية.

ودرس المشاركون التهديدات المعقدة، مثل تلك التي تشكلها الطائرات المسيرة، وحددوا نقاط الضعف في مجالات أخرى لمساعدتهم على مواجهة أنشطة هذه المسيرات بشكل أفضل.

كما أن مناورة عزم النسر 23، التي انطلقت في 28 أيار/مايو في المملكة العربية السعودية بمشاركة الولايات المتحدة والسعودية ودول شريكة أخرى في مجلس التعاون الخليجي، تعطي أيضا دورا بارزا لمواجهة الطائرات المسيرة.

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن مناورة عزم النسر هي تدريب مشترك شامل يغطي جميع المجالات، ويعمل على تحسين قابلية التشغيل البيني على الأرض والجو والبحر والفضاء والفضاء السيبراني بما يعزز القدرة على الاستجابة للطوارئ.

وأضاف البيان أن المناورة طويلة الأمد تعزز الاستعداد الجماعي للولايات المتحدة والسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وتسهم في الاستقرار الإقليمي.

وتم تصميم المناورة لتطوير واستخدام فريق مهام مشترك قادر على الاستجابة للتهديدات الإقليمية المعقدة عبر تطوير نهج إقليمي للدفاع الجوي والصاروخي المتكامل.

وتشتمل مناورة عزم النسر 23 على العديد من الأصول والمهام العسكرية، بما في ذلك حدث إطلاق نار مباشر يتضمن أسلحة دفاع جوية أرضية وطائرة تحلق مباشرة ضد أنظمة جوية مسيرة.

ثقافة الابتكار

في إشارة إلى الأهمية التي توليها للتكنولوجيا الناشئة، عينت القيادة المركزية الأميركية في تشرين الأول/أكتوبر أول رئيس تنفيذي للتكنولوجيا في تاريخها هو شويلر مور، وقاد من حينه عملية الابتكار في جميع مستويات القيادة.

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن مور يعمل على تسريع تنفيذ التكنولوجيات والأفكار الجديدة وتشجيع الإبداع عبر جميع المستويات، بما في ذلك تجارب مكافحة الطائرات بدون طيار.

وفي مؤشر آخر على تركيزه على هذه التكنولوجيا، أجرى الأسطول الخامس للبحرية الأميركية في كانون الأول/ديسمبر أول حدث من نوعه للذكاء الاصطناعي المسير في البحرين تحت اسم الأفق الرقمي، شارك فيه 17 شريكا في الصناعة.

وتضمن الحدث 15 نظاما متقدما، عمل 10 منها في منطقة الشرق الأوسط للمرة الأولى.

وقاد فريق المهام 59 التابع للبحرية الأميركية شركاء الصناعة خلال التطورات المرحلية على البر والبحر لتعزيز جهود الأسطول التي من شأنها تعزيز الوعي البحري الإقليمي.

وتم إنشاء فريق المهام 59 كأول فريق مهام من نوعه تابع للبحرية الأميركية في أيلول/سبتمبر 2021، بهدف تحقيق الدمج السريع للأنظمة غير المأهولة الجديدة والذكاء الاصطناعي في العمليات البحرية الأميركية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

ومنذ إطلاقه، قام فريق المهام بتشغيل مجموعة من الأنظمة غير المأهولة الجديدة من المراكز الإقليمية في البحرين والعقبة بالأردن، من بينها سفينة السطح غير المأهولة مانتاس دافيل راي تي-38.

ويتدرب بانتظام ويعمل مع شركاء بحريين لتسريع دمج أحدث التقنيات المسيرة في العمليات اليومية.

وقال قائد فريق المهام 59، النقيب مايكل براسور، "كانت وتيرة الابتكار خلال تدريب الأفق الرقمي لا تُصدق".

"لقد تجاوزنا الحدود التكنولوجية واكتشفنا قدرات جديدة لتعزيز الوعي بالمجال البحري وتقوية قدرتنا على الرؤية فوق الماء وتحته".

وبراسور هو خبير في الروبوتات البحرية، ويتألف طاقم عمله من مشغلين ذوي خبرة خصوصا بشؤون المنطقة، بينهم مديرون للأنظمة غير المأهولة والمناورات غير المأهولة وتكامل فريق المهام والسيبرانية والذكاء الاصطناعي والفضاء.

وخلال مناورة الأفق الرقمي، استفاد فريق المهام 59 من الذكاء الاصطناعي لإنشاء واجهة مستخدم على شاشة واحدة تعرض البيانات من عدة أنظمة غير مأهولة في مركز عمليات الروبوتات التابع لها.

وأطلقت فريق المهام أيضا أول طائرة مسيرة من زورق الاستجابة السريع لخفر السواحل الأميركي، إيملين تونيل، وعززت قدرة فريق المهام 59 على إنشاء خيوط شبكية للأنظمة غير المأهولة لنقل الصور إلى مراكز القيادة على البر وفي البحر.

وعلى مدار العام الماضي، قام فريق المهام 59 بتشغيل سفن سطحية مسيرة في المياه الإقليمية لأكثر من 25 ألف ساعة، أي ما يعادل 12 عاما من الاختبار من الساعة التاسعة صباحا حتى الخامسة مساء، خمسة أيام في الأسبوع.

إلى هذا، يركز فريق المهام 39 التابع للجيش الأميركي والذي يعتبر قوة ابتكار أرضية أنشيء في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، على مواجهة تهديد الطائرات المسيرة الصغيرة وتطوير حلول مبتكرة للتحديات الأمنية.

وقال كوريلا إن فريق المهام 99 المتمركز في قطر يعمل في المجال الجوي بأسطول من الطائرات غير المأهولة التي "ستكتشف التهديدات التي تتعرض لها أنظمتنا وشركائنا وتقضي عليها".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500