قالت منظمة حقوقية يوم الإثنين، 7 تشرين الثاني/نوفمبر، إن السلطات الإيرانية شنقت رجلا أدين بجرائم مرتبطة بالمخدرات مع أنه كان قد قتل أصلا في مواجهة مع ضباط السجن قبيل تنفيذ حكم بالإعدام كان مقررا بحقه.
ووفقا لمنظمة حقوق الإنسان في إيران، كان من المقرر إعدام السجين نعمة الله براهوي مع رجل آخر أدين أيضا بجرائم تتعلق بالمخدرات يوم الأحد في سجن زاهدان المركزي بمحافظة سيستان وبلوشستان جنوبي شرقي إيران.
وكان الرجلان ينتميان إلى أقلية البلوش.
ونقلت منظمة حقوق الإنسان في إيران عن مصادر محلية قولها إن براهوي قتل خلال مواجهة مع ضباط قبل تنفيذ حكم الإعدام المقرر بحقه، وقد عمدت السلطات إلى شنقه رغم ذلك لتجنب أن تلحق أي تبعات قانونية بحراس السجن.
وأفاد موقع هال فاش الإخباري المختص بمتابعة الأحداث في سيستان وبلوشستان وتلك التي تطال الأقلية السنية في إيران، بأن براهوي قتل قبل تنفيذ حكم الإعدام المقرر.
وأضاف أنه تم إيقاظ المحكوم عليه في الساعات الأولى من صباح الأحد وأبلغ أنه سيعدم.
وذكر موقع هال فاش أن براهوي أخذ على حين غرة فقاوم الحراس وقتل عندما ضربه ضباط السجن في رقبته "بأداة حادة".
وكان لبراهوي 3 بنات، ولكن لم يسمح لعائلته بزيارته طيلة السنوات التي قضاها في السجن.
ولم يصدر أي تأكيد عن السلطات الإيرانية كما لم تشر وسائل الإعلام المحلية إلى عملية الإعدام كما جرت العادة مع معظم حالات الإعدام في البلاد.
وأشارت منظمة حقوق الإنسان في إيران إلى أن إن السجين الآخر المدعو أمان الله عليزهي اعتقل في زاهدان قبل عامين وحكم عليه بالإعدام بتهم تتعلق بالمخدرات.
وقالت المنظمة الحقوقية إنه أعدم سرا دون إبلاغ أسرته أو محاميه.
سجل حافل بعمليات لإعدام
ووفقا لمنظمة العفو الدولية، كان عدد عمليات الإعدام المسجلة في إيران خلال العام الماضي وبلغ 314 على الأقل، أعلى من أي دولة أخرى في جميع أنحاء العالم.
ولكن لا تتوفر مثل هذه البيانات بالنسبة للصين، حيث تعتقد هيئة مراقبة حقوق الإنسان أن عمليات الإعدام السنوية تصل إلى الآلاف.
وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران إن 462 شخصا أعدموا خلال العام الجاري في إيران حتى الآن، إذ أفادت منظمتان غير حكوميتين في نيسان/أبريل أن معدل الإعدام في إيران ارتفع بنسبة 25 في المائة في عام 2021، وازداد بعد انتخاب رئيس القضاء السابق إبراهيم رئيسي لمنصب الرئاسة.
وذكر ممثلون عن مجتمع البلوش المقيم في سيستان وبلوشستان، أنه يتم إعدام أعداد كبيرة من أبنائهم وهم يعانون من التمييز بشكل عام.
وفي بيان صدر في 27 تموز/يوليو، قالت منظمة العفو الدولية ومركز عبد الرحمن بورومند لحقوق الإنسان في إيران، إن إيران تنفذ عمليات الإعدام بـ"وتيرة مروعة" وعلى نطاق واسع، الأمر الذي يشكل "اعتداء مقيتا" على الحق في الحياة.
وقالت المجموعتان إن 251 حالة شنق تأكدت بين كانون الثاني/يناير ونهاية شهر حزيران/يونيو، مع أن العدد الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك.
وفي نيسان/أبريل الماضي، اتهمت منظمة العفو الدولية إيران بحرمان السجناء عمدا من الرعاية الطبية المنقذة للحياة، قائلة إنها أكدت وفاة 96 معتقلا منذ العام 2010 بسبب عدم تلقيهم العلاج.
وجاء التقرير في أعقاب عدة حالات بارزة لسجناء ماتوا في الحجز بسبب ما وصفه ناشطون بأنه امتناع إيران عن معالجة مرضاها بالشكل الملائم.
وسجلت نسبة كبيرة من الوفيات في سجون في شمالي غربي إيران تضم العديد من السجناء من الأقليات الكردية والآذرية، وفي جنوبي شرقي إيران حيث ينتمي معظم السجناء إلى الأقلية البلوشية.
ومؤخرا، شكلت سيستان وبلوشستان نقطة ساخنة رئيسية، إذ قتل أكثر من مائة شخص على أيدي قوات الأمن في المحافظة منذ 30 أيلول/سبتمبر، وفقا لمنظمة حقوق الإنسان في إيران.