حقوق الإنسان

اتهام إيران بحرمان السجناء عمدا من الرعاية الصحية

فريق عمل المشارق ووكالة الصحافة الفرنسية

نساء إيرانيات معتقلات يجلسن في زنزانتهن بسجن إيفين ذي السمعة السيئة شمالي طهران، في هذه الصورة التي تعود إلى 13 حزيران/يونيو 2006. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]

نساء إيرانيات معتقلات يجلسن في زنزانتهن بسجن إيفين ذي السمعة السيئة شمالي طهران، في هذه الصورة التي تعود إلى 13 حزيران/يونيو 2006. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]

باريس -- اتهمت منظمة العفو الدولية الحقوقية يوم الثلاثاء، 12 نيسان/أبريل، إيران بمنع حصول السجناء على الرعاية الطبية المنقذة للحياة عمدا، قائلة إنها أكدت 96 حالة منذ العام 2010 لوفاة معتقلين بسبب نقص العلاج.

ويأتي التقرير بعد ورود عدة حالات لأشخاص بارزين خلال العام الجاري وحده، لسجناء توفوا قيد الاحتجاز بسبب ما اعتبره ناشطون امتناعا إيرانيا عن معالجة أمراض هؤلاء بالشكل المناسب.

ومن بين هذه الحالات، الشاعر والمخرج الإيراني باكتاش أبتين الذي توفي في كانون الثاني/يناير بعد إصابته بفيروس كوفيد-19، وشكرالله جبلي الذي كان يحمل الجنسيتين الأسترالية والإيرانية وتوفي في آذار/مارس بعد سلسلة من المشاكل الصحية.

وقالت المنظمة إن مثل هذه الوفيات التي يعود سببها إلى امتناع متعمد عن تأمين الرعاية الصحية ترقى إلى مستوى الإعدام غير القانوني.

صورة التقطت في 2 أيلول/سبتمبر 2014 بطهران، تظهر تماثيل برونزية في ساحة سجن القصر السابق حيث كان يتم اعتقال السجناء السياسيين، والذي حوّل إلى متحف في 2012. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة التقطت في 2 أيلول/سبتمبر 2014 بطهران، تظهر تماثيل برونزية في ساحة سجن القصر السابق حيث كان يتم اعتقال السجناء السياسيين، والذي حوّل إلى متحف في 2012. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]

وأوضحت أن السلطات رفضت إجراء أية تحقيقات مستقلة وشفافة في قضية هذه الوفيات، وهو ما يتماشى مع الأنماط الراسخة في إيران بشأن الإفلات الممنهج من العقاب.

وذكرت المنظمة أن السلطات امتنعت أيضا عن ضمان ملاحقة ومعاقبة من يشتبه بتحملهم مسؤولية جنائية.

وفي هذا السياق، قالت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية ديانا الطحاوي إن "تجاهل السلطات الإيرانية المروع للحياة البشرية قد حوّل سجون إيران فعليا إلى غرفة انتظار للموت للسجناء المرضى، حيث تصبح حالات قابلة للعلاج مميتة بشكل مأساوي”.

وأضافت أن “حالات الوفاة في الحجز الناتجة عن الحرمان المتعمد من الرعاية الصحية ترقى إلى درجة الحرمان التعسفي من الحياة، وهو انتهاك خطير لحقوق الإنسان بموجب القانون الدولي".

رفض توفير الرعاية الصحية

وقالت منظمة العفو الدولية إنها كانت قد أكدت حالات وفاة قيد الاحتجاز لـ 92 رجلا و4 نساء في 30 سجنا بـ 18 محافظة في مختلف أنحاء إيران وفي ظروف مشابهة منذ كانون الثاني/يناير 2010، ولكنها لفتت إلى أن هذه الحالات هي "مجرد أمثلة ولا تشمل كل الحالات".

حيث أنه من المرجح أن يكون عدد الحالات الفعلي أعلى.

وتستثني هذه القائمة حالات الوفاة قيد الاحتجاز التي تنطوي على تقارير ذات مصداقية عن التعذيب الجسدي أو استخدام الأسلحة النارية، وهو ما تناولته منظمة العفو الدولية في أيلول/سبتمبر.

وفي تقريرها الصادر الأسبوع الجاري، قالت المنظمة الحقوقية إنها وثقت كيف حرم المسؤولون في السجن بصورة منتظمة السجناء من الحصول على الرعاية الصحية الملائمة، بما في ذلك الفحوصات التشخيصية والفحوصات الدورية وعناية ما بعد العمليات الجراحية.

وذكرت أن "ذلك يؤدي إلى تفاقم مشاكلهم الصحية، وإلحاق المزيد من الألم والمعاناة بحق السجناء المرضى. ويؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى وفاتهم المبكرة أو يساهم في حدوثها".

وقالت إن 64 من أصل 96 سجينا ماتوا في السجن وليس في المستشفيات. وفي غالبية الحالات، كان السجناء الذين توفوا من الشباب أو كانت أعمارهم متوسطة.

وأشارت إلى أنه فيما لا يقل عن 6 حالات، تم نقل سجناء كانوا في حالة حرجة إلى الحبس الانفرادي أو إلى أجنحة العقاب أو إلى أقسام الحجر الصحي. وتوفي 4 بمفردهم في السجن، في حين أنه تم السماح في نهاية المطاف بنقل 2 إلى المستشفى، ولكن كان الأوان قد فات.

وحصلت نسبة كبيرة من الوفيات في سجون بشمالي غربي إيران تضم العديد من السجناء من الأقليات الكردية والأذربيجانية، وفي جنوبي شرقي إيران حيث ينتمي السجناء بغالبيتهم إلى أقلية البلوش الإيرانية.

وفي العديد من الحالات، اتهم الطاقم الطبي بعيادة السجن والمسؤولون فيه السجناء الذين يتعرضون لحالات طبية طارئة بـ"التظاهر" بأعراضهم أو بـ"المبالغة بها".

وقالت منظمة العفو الدولية إن أبتين توفي جراء فيروس كوفيد-19 بعد نحو 6 أسابيع من ظهور الأعراض الأولية عليه في سجن إيفين سيء السمعة في طهران.

وذكرت أن "السلطات تسببت أو ساهمت في وفاته عبر حرمانه عمدا من الحصول في الوقت الملائم على العلاج الطبي المتخصص في مرفق مجهز للتعامل مع حالات كوفيد-19" بعد إصابته بالفيروس في كانون الأول/ديسمبر.

ʼظلال الموتʻ

وتوفي جبلي الذي كان قد سجن إثر نزاع مالي بعد تعرضه "لأكثر من عامين من التعذيب وسوء المعاملة عبر حرمانه من الحصول على الرعاية الصحية المتخصصة الملائمة".

وقالت منظمة العفو إنه توفي في المستشفى حيث كان قد نقل بعد أن وجده سجناء آخرون فاقدا وعيه وفاقدا السيطرة على حركة الأمعاء والمثانة.

وتابعت أن "أزمة الإفلات الممنهج من العقاب السائدة في إيران عززت قدرة مسؤولي السجون على مواصلة حرمان السجناء من الرعاية الصحية الحيوية".

وأشارت إلى أنه إضافة إلى الرفض الممنهج للتحقيق، تروج السلطات لروايات تشيد بجودة الخدمات الصحية المقدمة للسجناء بوصفها على أنها "نموذجية" أو “لا مثيل لها" في كافة أنحاء العالم.

وقالت المنظمة إن ذلك يشير إلى "عدم وجود نية لتغيير المسار".

وذكرت الطحاوي أن "شبح الموت سيظل يلقي بظلاله على سجناء إيران المرضى حتى يتم إجراء تحقيقات فعالة وشاملة وشفافة وحيادية ومستقلة لتحديد الظروف المحيطة بحالات الوفاة في الحجز وتحميل المسؤولية للجهات المتورطة في حدوث الوفيات".

وفي أيلول/سبتمبر، نشرت منظمة العفو الدولية لائحة بأسماء من ماتوا قيد الاحتجاز في السجون الإيرانية خلال السنوات الـ 11 الماضية.

وجاء التقرير عقب إقرار من مدير سجون إيران بأن "سلوكا غير مقبول" جرى في سجن إيفين سيء السمعة بطهران، وذلك بعد أن تم نشر مقاطع فيديو في الخارج ظهرت فيها أعمال عنف مزعومة بحق معتقلين.

وأشارت معلومات إلى أن التسجيلات التي أظهرت حراس السجن وهم يضربون ويسيئون معاملة المعتقلين، حصل عليها قراصنة بعد وصولهم إلى كاميرات المراقبة في السجن.

وأثار إقرار حاج محمدي آنذاك ردة فعل عنيفة عبر الإنترنت.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500