أمن

تزايد عزلة إيران الدولية مع دعم مسيراتها الغزو الروسي

فريق عمل المشارق ووكالة الصحافة الفرنسية

المسيرة الإيرانية شاهد-129 أثناء عرضها في طهران يوم 11 شباط/فبراير 2016. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]

المسيرة الإيرانية شاهد-129 أثناء عرضها في طهران يوم 11 شباط/فبراير 2016. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]

قال مراقبون إن إيران تستمر بإفساد علاقاتها مع المجتمع الدولي عبر دعمها العسكري لروسيا التي شنت في الأيام الأخيرة هجمات في أوكرانيا باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع.

وأعلنت أوكرانيا الأحد، 25 أيلول/سبتمبر، أن مدينة أوديسا الساحلية جنوبي البلاد تعرضت لهجوم ليلي استخدمت فيه 3 طائرات مسيرة إيرانية الصنع.

وقالت قيادة العمليات الجنوبية بالجيش الأوكراني في منشور على فيسبوك إن "أوديسا تعرضت للهجوم مرة أخرى من قبل مسيرات انتحارية تابعة للعدو".

وأضافت أن "العدو قصف المبنى الإداري في مركز المدينة 3 مرات. وقد تم إسقاط مسيرة واحدة من قبل قوات الدفاع الجوي".

وتابعت أنه لم يتم تسجيل أية إصابات.

وفي وقت لاحق، قالت الناطقة باسم قيادة العمليات الجنوبية ناتاليا غومنيوك لوكالة الصحافة الفرنسية إن "هذه كانت طائرات مسيرة إيرانية".

ويوم الجمعة، أسفر هجوم روسي استخدمت فيه طائرة مسيرة إيرانية الصنع عن مقتل مدني في أوديسا.

ويوم الجمعة أيضا، تم إسقاط 4 مسيرات إيرانية في جنوب البلاد، وفقا للقوات المسلحة الأوكرانية.

وذكر الجيش الأوكراني في بيان أن "أوديسا تعرضت للهجوم بمسيرات انتحارية من البحر".

وأضاف أن "مسيرتين دمرتا مبنى إداريا في منطقة الميناء وتقوم أجهزة الإنقاذ الآن بإخماد النيران. وقتل مدني واحد، في حين استهدفت وأسقطت قوات الدفاع الجوي مسيرة من طراز شاهد-136 فوق البحر".

والأسبوع الماضي، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه تم إسقاط 7 مسيرات إيرانية الصنع في الأيام الأخيرة فوق مدن من الجبهة الشرقية إلى الساحل الجنوبي، حسبما أوردته صحيفة نيويورك تايمز.

يذكر أن المسيرات الانتحارية التي تعرف أيضا باسم الذخيرة المتنقلة، تحلق مباشرة باتجاه الهدف وتدمره بشكل مستقل.

ويصعب رصد هذه المسيرات بالرادارات.

وتعد "المسيرة الانتحارية" شاهد-136 التي يزعم أن مداها يبلغ 2500 كيلومتر، من أخطر المسيرات في الأسطول الإيراني.

عواقب بالنسبة لإيران

وقالت كييف يوم الجمعة إنها ستخفض الوجود الدبلوماسي الإيراني في أوكرانيا جراء إمدادها روسيا بالطائرات المسيرة.

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية إنه "تم استدعاء القائم المؤقت بالأعمال للجمهورية الإسلامية الإيرانية" بشأن هذه المسألة التي "توجه ضربة خطيرة للعلاقات الأوكرانية-الإيرانية".

وأضافت الوزارة في بيان أنه قيل للمبعوث إن إمداد روسيا بالأسلحة الإيرانية "يتعارض بصورة مباشرة مع موقف الحياد واحترام سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها".

وتابعت أنه "ردا على مثل هذا العمل غير الودي، قرر الجانب الأوكراني حرمان سفير إيران في أوكرانيا من أوراق الاعتماد، كما قرر تقليص عدد أفراد السلك الدبلوماسي في السفارة الإيرانية في كييف بصورة كبيرة".

وقبل أن تشن روسيا حربها على أوكرانيا حتى، بدأت علاقات إيران مع أوكرانيا تشهد توترا عقب "حادث" إطلاق صورايخ في كانون الثاني/يناير 2022 على طائرة مدنية من جانب الحرس الثوري الإيراني.

فاستهدفت الرحلة 752 وهي طائرة تابعة للخطوط الجوية الأوكرانية، بصاروخين اثنين وتحطمت بعد إقلاعها من مطار طهران في 8 كانون الثاني/يناير 2020 بلحظات.

وبعد أيام، اعترفت إيران أن الحرس الثوري قد أسقط بالخطأ الطائرة التي كانت متجهة إلى أوكرانيا، ما تسبب بمقتل كل من على متنها وعددهم 176 شخصا.

ونتجت بالفعل عن قرار إيران بإمداد روسيا بالمسيرات، عواقب بالنسبة للجمهورية الإسلامية.

وكشف البيت الأبيض في تموز/يوليو أن روسيا كانت تسعى للحصول على مئات المسيرات الإيرانية، بما في ذلك مسيرات قادرة على حمل الأسلحة، لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا وذلك وفق "جدول زمني معجل".

وفرضت الولايات المتحدة يوم 8 أيلول/سبتمبر عقوبات على شركة خدمات نقل جوي إيرانية ساعدت في شحن المسيرات إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا.

وفرضت كذلك عقوبات على 3 شركات وشخص واحد على خلفية تورطهم في عمليات الأبحاث وتطوير وإنتاج وشراء المسيرات ومن بينها مسيرات شاهد وقطعها لحساب الحرس الثوري وقوة الفضاء والقوات البحرية التابعتين له.

وأدرجت كذلك على اللائحة السوداء شركة سافيران إيربورت سرفيسز التي يقع مقرها في طهران على خلفية دورها في إمداد روسيا بالطائرات المسيرة. وكانت الشركة قد نسقت رحلات عسكرية روسية بين إيران وروسيا، ومن بينها الرحلات التي نقلت فيها المسيرات والعناصر والمعدات ذات الصلة.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500