عدن -- تعهدت وزارتا الداخلية والدفاع في اليمن بتكثيف المعركة ضد الإرهاب والتطرف عقب هجوم لتنظيم القاعدة على نقطة تفتيش في محافظة أبين يوم الثلاثاء، 6 أيلول/سبتمبر.
وكان عناصر تابعون لتنظيم القاعدة قد هاجموا فجر الثلاثاء نقطة أمنية تابعة لقوات الحزام الأمني بالقرب من مديرية أحور بمحافظة أبين، ما أسفر عن مقتل 21 جنديا من هذه القوات التي تدعمها دولة الإمارات العربية المتحدة وإصابة 7 آخرين، حسبما ذكرت مصادر أمنية.
وأعلنت وزارة الداخلية عن مقتل 8 من عناصر القاعدة الذين نفذوا الهجوم على النقطة الأمنية بمنطقة مقاطين الواقعة بين حصن سعيد ومدينة أحور باستخدام الأسلحة الرشاشة.
وتمكنت قوات الحزام الأمني أيضا من الاستيلاء على عربتين تابعتين للإرهابيين.
ونعت وزارة الداخلية أفراد قوات الحزام الأمني الذين قتلوا، وطالبت قوات الأمن باليقظة والتوحد في مواجهة المتطرفين وتكثيف الجهود لضبط عناصر القاعدة ومن يأويهم.
وحثت الوزارة كذلك المواطنين على إبلاغ الشرطة عن كل التحركات المشبوهة.
من جانبه، أكد العميد عبده مجلي الناطق باسم الجيش اليمني أن الجهاز الأمني اليمني، قادر بدعم من الشعب على دحر تنظيم القاعدة والتنظيمات الأخرى التي تسعى لزعزعة استقرار البلاد.
بدوره، وصف العميد عبد اللطيف السيد من قوات الحزام الأمني في أبين الهجوم بالمحاولة "الغادرة" لإسقاط قوات الحزام الأمني.
وأضاف "لكن قواتنا دحرت العناصر الإرهابية وأصبحت جثثهم أشلاء وتمت السيطرة على الوضع. كما سيتم ملاحقة العناصر الإرهابية إلى جبال المراقشة طبقا لخطة للرد السريع".
'أبين تنبذ الإرهاب'
وبادرت جهات حكومية ومسؤولون بإدانة الهجوم، بينهم محافظ أبين أبو بكر حسين الذي زار الجرحى.
وأكد أن "أبين بكل أطيافها تنبذ الإرهاب وقادرة على مطاردة الإرهابيين وإنهاء شرورهم التي تهدد المجتمع".
من جانبها، قالت وزارة حقوق الإنسان في بيان إن "الأعمال الإرهابية الموجهة ضد رجال الأمن تهدف لزعزعة الأمن والاستقرار"، داعية للمزيد من الدعم العام لقوات الأمن.
واستنكر وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان نبيل عبد الحفيظ هذا "الهجوم الإرهابي الجبان والغادر بحق أفراد الأمن في أحور".
وأضاف أن "الإرهابيين يدركون ضعفهم، ولذلك هاجموا أفراد النقطة الأمنية بعملية غادرة لأنهم غير قادرون على المواجهة المباشرة".
وحث المواطنين على التعاون مع قوات الأمن عبر الإبلاغ عن الأنشطة الإرهابية "لتجنيب المجتمع عملياتهم".
من جانبه، قال المحلل السياسي فيصل أحمد أن هذه العملية جاءت ردا على عملية المداهمة التي نفذتها قوات الحزام الأمني يوم 28 آب/أغسطس على مواقع لعناصر القاعدة في أبين حيث عثرت على أحزمة وعبوات ناسفة ومواد أخرى.
وأكد مركز الإعلام التابع لقوات الحزام الأمني أن الإرهابيين كانوا يخططون لشن هجمات على قوات الحزام والقوات الجنوبية.
وقال "إلا أنه عند مداهمة أوكارهم، فر الإرهابيون من مواقعهم باتجاه قرن سيود ورمال الطرية تاركين خلفهم أدوات الجريمة والإرهاب".
المعركة ضد المتطرفين
وأكد أحمد أن "قوات الحزام الأمني والجيش في معركة مستمرة مع قوى الإرهاب، سواء من تنظيم القاعدة أو داعش، في محافظة أبين التي يعتبرها الإرهابيون موطنهم".
وتابع أن "قوات الحزام الأمني وقوات الجيش أطلقت مؤخرا عملية سهام الشرق التي انتشرت في إطارها في النقطة الأمنية المستهدفة في أبين يوم 25 آب/أغسطس".
بدوره، قال مدير مركز أبعاد للأبحاث والدراسات، الباحث عبد السلام محمد، إن هجوم القاعدة يوم الثلاثاء ضد الجنود كان متوقعا.
واتهم الحوثيين المدعومين من إيران بتقويض أمن المحافظة واستقرارها، بما في ذلك عبر إطلاق سراح الكثير من قياديي القاعدة من السجون، ما مكّن القاعدة وداعش من اختراق المحافظات الجنوبية.
وأشار محمد إلى أن "ما حصل في شبوة وهجوم الثلاثاء على قوات الحزام الأمني أدى لاستياء القبائل، ومن ثم يستغل الحوثيون والقاعدة وداعش مشاعر السخط والاستياء هذه للانتقام في مناطق القبائل".
واختتم محمد حديثه أنه بعد العملية الإرهابية مباشرة، "استهدفت ميليشيا الحوثي قياديا بارزا في يافع" وهذا يدل على أن "الحوثيين وإيران قد اتجهوا نحو الجنوب".
موظف الأمم المتحدة المختطف
هذا وأوردت مجموعة سايت للاستخبارات أن الهجوم في أبين يأتي بعدما بث تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب يوم السبت شريط فيديو يظهر موظفا تابعا للأمم المتحدة كان قد اختطف في محافظة أبين قبل أكثر من ستة أشهر.
وكانت الناطقة باسم الأمم المتحدة إيري كانيكو قد قالت في ذلك الوقت إن خمسة موظفين تابعين للأمم المتحدة اختطفوا في محافظة أبين في شهر شباط/فبراير أثناء العودة إلى عدن بعد القيام بمهمة ميدانية.
وفي الرسالة المصورة التي بثت يوم السبت، والتي يبدو أنها سجلت يوم 9 آب/أغسطس، يحث أكام صوفيول أنام، الذي حددت مجموعة سايت هويته بأنه مواطن بنغلاديشي، "كلا من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية أن يبادروا ... ويلبوا مطالب المختطفين"، دون أن يحدد ما هي هذه المطالب.
وهاجم هذا التنظيم، الذي تكون بعد اندماج فرعي القاعدة في اليمن والسعودية، كلا من الأهداف الحوثية والحكومية في اليمن، إلى جانب الأجانب أيضا. كما اُتهم التنظيم بالتخطيط لشن أعمال عنف خارج منطقة الشرق الأوسط.
يذكر أن وقف إطلاق النيران الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في اليمن أدى إلى خفض مستوى القتال بصورة كبيرة منذ بداية الهدنة في نيسان/أبريل، لكن أعمال العنف ما تزال تندلع.
ففي الأسبوع الماضي، قتل عشرة جنود يمنيين في هجوم للحوثيين بالقرب منتعز التي تحاصرها الجماعة التي تدعمها إيران منذ عام 2015..
وقالت الحكومة إن الهجوم الذي أسفر عن إصابة عدد من الجنود كان يهدف لقطع طريق رئيسة تؤدي إلى المدينة الواقعة في جنوب غرب اليمن والتي يسكنها نحو 2 مليون نسمة.
ويوم الخميس، نظم الحوثيون استعراضا عسكريا في مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر، ما أثار التوبيخ من الأمم المتحدة.