عدن - تعهد محافظ شبوة جنوبي اليمن بمواجهة "قوات الإرهاب" بعد الهجوم الدامي الذي نفذه تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب يوم الأربعاء، 22 حزيران/يونيو، على نقطة تفتيش قرب عتق.
ووقع الهجوم قرب مركز المحافظة الذي يعد بوابة شبوة، وأسفر عن مقتل 5 جنود يمنيين وإصابة 7 آخرين.
وفي هجوم منفصل وقع في محافظة أبين المجاورة، نصب عناصر من تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب كمينا لقوات الأمن أثناء تنفيذها دورية في مديرية أحور فقتلوا 3 في مكان الحادث وعمدوا لاحقا إلى إعدام جنديين اثنين بعد أسرهما.
وأثناء تفقده النقطة الأمنية قرب عتق يوم الأربعاء، تعهد محافظ شبوة عوض بن الوزير العولقي بتوجيه رد حاسم وبتقديم الجناة للعدالة.
وشدد على أن "الأعمال الإرهابية الجبانة لن تثني الأجهزة الأمنية عن أداء مهامها في مكافحة الإرهاب، والتصدي للتطرف والعنف والإخلال بجهود فرض الأمن والاستقرار".
وخلال اتصال هاتفي بالمحافظ ومدير الأمن في المحافظة، طالب عبدالله العليمي وهو عضو في مجلس القيادة الرئاسي المشكل حديثا، أبناء محافظة شبوة بالالتفاف حول السلطات المحلية والأجهزة الأمنية.
وشجعهم على رص الصفوف للحفاظ على الإنجازات والمكتسبات الوطنية ودعم استتباب الأمن والاستقرار والتنمية في المحافظة، داعيا في الوقت عينه الأجهزة الأمنية إلى تعزيز التنسيق الأمني وتبادل المعلومات.
وأكد العليمي أن "هذه الأعمال الإرهابية لن تزيد أبناء شبوه إلا صمودا وتماسكا".
’عمل إرهابي جبان‘
من جانبه، وصف وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان نبيل عبدالحفيظ، الهجوم على نقطة التفتيش بشبوة بأنه "عمل إرهابي جبان"، مشيرا إلى أن الجناة عاجزون عن مواجهة الجيش مباشرة.
وأضاف أن "الإرهابيين استغلوا الوضع الأمني الحرج الذي تعيشه بلادنا في ظل الصراع المسلح بين قوى الجيش الوطني والحوثيين".
ولفت إلى أن "الجماعات الإرهابية تتحرك كجزء من التنظيمات الإرهابية الخارجية مثل القاعدة وتنظيم ’الدولة الإسلامية‘ (داعش) والتي أثبتت الوقائع أن لها صلات بميليشيا الحوثي".
وطالب الأجهزة الأمنية برفع مستوى اليقظة لضمان عدم تكرار مثل هذه الهجمات الإرهابية التي "تؤلم كل أبناء الشعب اليمني".
وكانت وسائل إعلام محلية قد أفادت في وقت سابق من الشهر الجاري عن انتشار مقاتلي القاعدة في شبه جزيرة العرب في مديريتي بيحان وعسيلان في شبوة، وفي يافع بمحافظة لحج.
وبدوره، ذكر المحلل السياسي فيصل أحمد أن الانتشار الأخير للقاعدة في شبه جزيرة العرب وهجماتها تبدو كمحاولة للسيطرة على حقول النفط والغاز في شبوة.
وأفادت مصادر محلية في شبوة أن مئات العناصر المتطرفين شاركوا مؤخرا بعشرات الآليات العسكرية في عرض عسكري في مديريتي بيحان وعسيلان بالقرب من حقول النفط، وفق ما أفاد موقع المساء برس اليمنية.
تصعيد الهجمات
وذكر موقع ريليف ويب أنه في أوائل حزيران/يونيو، قام مسلحون يفترض أنهم من القاعدة في شبه جزيرة العرب باختطاف وإعدام ضابط لوجستي لقوات الحزام الأمني في محافظة أبين.
وفي أواخر شهر أيار/مايو، قتل 5 جنود وأصيب آخرون في هجومين منفصلين استهدفا قوات دفاع شبوة.
وذكرت مصادر أن الهجوم الأول وقع في منطقة جول الريدة بمديرية ميفعة، في حين وقع الهجوم الثاني على الطريق العام في منطقة السوداء غربي عتق.
وفي حديث للمشارق، قال مدير مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية عبدالسلام محمد، إن العمليات الإرهابية عادت في بعض مناطق اليمن بعد أن أطلق الحوثيون سراح العديد من عناصر داعش والقاعدة في شبه جزيرة العرب من السجن.
وأوضح أن هذا الأمر يندرج ضمن استراتيجية ايران الهادفة إلى زعزعة أمن هذه المناطق وإضعافها، مضيفا أنه للأسف "أصبحت طهران مركزا عالميا لتوجيه الجماعات الإرهابية".
وأكد محمد أنه لا يستبعد احتمال أن تكون هجمات أبين وشبوة جزءا من استراتيجية الحوثيين لاستهداف المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، مستغلين بذلك الهدنة الحالية.