دبي -- أدى انفجار وقع في جنوب اليمن يوم الخميس، 10 آب/أغسطس، إلى مقتل 4 مقاتلين تابعين لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، بينهم قائد كان قد نجا سابقا من محاولات اغتيال نفذها تنظيم القاعدة.
وذكر مسؤول أمني أن العبوة انفجرت أثناء مرور موكبهم بالقرب من مديرية مودية في محافظة أبين.
وكان الموكب متوجها إلى بقعة ساخنة شهدت مواجهات دورية مع مقاتلي القاعدة.
ولم تتبن أية جهة على الفور المسؤولية عن الانفجار الذي أودى بحياة عبد اللطيف السيد القائد المعين حديثا لقوات الحزام الأمني في محافظة أبين.
وأكد المجلس الانتقالي الجنوبي مقتل السيد في بيان.
وذكر المصدر أن السيد الذي قاد عدة هجمات واسعة ضد المتطرفين كان قد نجا من عدة محاولات اغتيال أمرت بها القاعدة في الماضي.
وحمل الهجوم بصمات تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، حسبما نقلت قناة الجزيرة.
وقبل أيام قليلة من الانفجار القاتل، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي إطلاق حملة أمنية واسعة النطاق لملاحقة عناصر القاعدة في مديرية مودية.
وأوردت محطة سكاي نيوز آرابيا يوم الأحد أنه ألقي القبض خلال العملية على زعيم بالقاعدة يعرف بلقب "أبو القعقاع". وجاء هذا الاعتقال بعد يومين من تعيين السيد قائدا لقوات الحزام الأمني في أبين.
يُذكر أن قوات الحزام الأمني، الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي والتي أوكلت إليها مهمة حماية المناطق اليمنية الجنوبية، هي مدربة ومجهزة من قبل الإمارات. وقد لعبت دورا أساسيا في الحرب ضد المتطرفين.
القاعدة في اليمن
ويأتي تفجير يوم الخميس بعد أكثر من أسبوع على مقتل 5 جنود بهجوم نفذ في وادي عمران بمحافظة أبين.
وفي حزيران/يونيو، قتل مقاتلون يشتبه بانتمائهم إلى القاعدة جنديين اثنين في نقطة عسكرية بمحافظة شبوة الجنوبية في اليمن.
واستخدم تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب الحرب الدائرة منذ سنوات بين القوات اليمنية والحوثيين المدعومين من إيران لتعزيز نفوذه.
وفي هذا السياق، قال باحثون يمنيون للمشارق في حزيران/يونيو إن هناك مؤشرات على سعي تنظيم القاعدة إلى نقل مقر قوته الأساسي إلى اليمن في ظل تجميع صفوفه في أعقاب مقتل زعيمه السابق أيمن الظواهري في أفغانستان.
وجاء في تقرير صدر عن مجلس الأمن الدولي في تموز/يوليو 2022 أن تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب لا يزال يملك القدرة على تنفيذ هجمات إرهابية.
وبحسب التقرير الذي رفع إلى مجلس الأمن من قبل اللجنة المعنية بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وتنظيم القاعدة، فعلى الرغم من النكسات التي تعرض لها، لا يزال تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب يشكل تهديدا مستمرا في شبه جزيرة العرب.
وتابع التقرير أن هذا التهديد بات يتمدد في ظل طموحات التنظيم لتنفيذ هجمات دولية، لافتا إلى تعاون بين التنظيم والحوثيين.
ولكن القوات الأمنية في جنوبي اليمن تواصل عملياتها ضد القاعدة، ما يكبد التنظيم خسائر كبيرة.
وقتل العديد من كبار قياديي تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب بهجمات نفذت مؤخرا ضد متطرفين في اليمن، ومن بينهم حمد بن حمود التميمي الذي قتل في غارة جوية استهدفت منزلا في محافظة مأرب في أواخر شهر شباط/فبراير.
وجاء الهجوم بعد شهر من مقتل قيادي بارز بتنظيم القاعدة كان مسؤولا عن تصنيع المتفجرات، إلى جانب اثنين من رفاقه في غارة جوية نفذت بتاريخ 30 كانون الثاني/يناير بمحافظة مأرب.