سياسة

الخطوات العراقية-السعودية لفتح منفذ جميمة تثير غضب وكلاء إيران

فارس العمران

طريق يؤدي إلى منفذ جميمة الحدودي مع السعودية، يظهر في هذه الصورة التي التقطت من الجانب العراقي للحدود ونشرت على الإنترنت في 16 حزيران/يونيو 2021. [صفحة محافظة المثنى على فيسبوك]

طريق يؤدي إلى منفذ جميمة الحدودي مع السعودية، يظهر في هذه الصورة التي التقطت من الجانب العراقي للحدود ونشرت على الإنترنت في 16 حزيران/يونيو 2021. [صفحة محافظة المثنى على فيسبوك]

قال مسؤولون إن العراق يمضي قدما في جهوده لفتح منفذ جميمة مع السعودية، على الرغم من محاولة الميليشيات المدعومة من إيران عرقلة هذه الخطوة.

ويتوقع أن يعود فتح المنفذ بفوائد اقتصادية على البلدين، ويأتي وسط تحسن في العلاقات بين الجارتين.

وقال مسؤولون عراقيون للمشارق إن المسائل الإدارية والفنية لا تزال قيد الاستكمال قبيل فتح المنفذ الذي يربط محافظة المثنى العراقية بمحافظة رفحاء السعودية.

ولكنهم أكدوا أن العراق جاد في سعيه لفتح المنفذ بأسرع وقت ممكن، بعد قيامه بإعادة فتح معبر عرعر قبل عامين مع جارته الجنوبية، وذلك بعد مرور 3 عقود على إغلاقه.

مسؤولون عراقيون يزورون منفذ جميمة الحدودي مع السعودية في 15 أيلول/سبتمبر لمتابعة خطط افتتاحه. [صفحة محافظة المثنى على فيسبوك]

مسؤولون عراقيون يزورون منفذ جميمة الحدودي مع السعودية في 15 أيلول/سبتمبر لمتابعة خطط افتتاحه. [صفحة محافظة المثنى على فيسبوك]

ضابط أمن عراقي يوجه حركة سير الشاحنات عند منفذ عرعر الحدودي مع السعودية في 4 كانون الأول/ديسمبر 2020. [صفحة هيئة الجمارك العراقية على فيسبوك]

ضابط أمن عراقي يوجه حركة سير الشاحنات عند منفذ عرعر الحدودي مع السعودية في 4 كانون الأول/ديسمبر 2020. [صفحة هيئة الجمارك العراقية على فيسبوك]

وأكد المستشار الاقتصادي لمحافظ المثنى حيدر محمد الوهامي، أن هناك عدد من الفوائد الاقتصادية التي سيوفرها افتتاح منفذ جميمة.

وأوضح أن المنفذ سيشكل بوابة رئيسة للتبادل التجاري بين البلدين، ما من شأنه خلق فرص عمل لآلاف المواطنين في محافظة المثنى والمحافظات المجاورة.

وذكر أنه "رافد ضروري" لإنعاش المدن الواقعة على طريق قوافل التجارة من خلال إنشاء مشاريع تنموية لتعزيز الاقتصادات المحلية وفتح فرص الاستثمارات، بالإضافة إلى تنشيط حركة السياحة والسفر.

خطط تسير قدما

وكان العراق قد أعلن في آذار/مارس 2021 عن وضع خطة لإنجاز العمل بالمنفذ الحدودي وتشغيله باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة وبمشاركة كل الوزارات والهيئات المعنية.

وجاء ذلك في أعقاب قيام لجنة خاصة من مكتب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بزيارة المنفذ والتباحث مع مسؤولين في محافظة المثنى بشأن تنفيذ الخطة.

وخلال تلك الزيارة، قال رئيس اللجنة الخاصة صفاء محمد إن الحكومة حريصة على فتح المنفذ الحدودي بأقرب وقت ممكن لتنمية اقتصاد المثنى التي تعتبر أفقر المحافظات العراقية.

وذكر محافظ المثنى أحمد منفي جودة لوسائل إعلامية أنه تم تشكيل لجنة وزارية تضم أعضاء من الحكومة المحلية ومن هيئة المنافذ الحدودية وجهاز المخابرات الوطني.

وكلفت هذه اللجنة بإعداد دراسة جدوى اقتصادية وفنية لفتح المنفذ الحدودي، مع تخصيص هيئة المنافذ 500 دونم من الأراضي لهذا المشروع.

وأضاف الوهامي أن اللجنة الوزارية أخذت على عاتقها إطلاق المشروع وتجهيز المنفذ بالبنية التحتية والخدمات كالماء والكهرباء والطرقات.

وتابع أنه في هذه الأثناء، تتواصل الجهود والاتصالات على الصعيد الدبلوماسي عبر وزارتي الخارجية العراقية والسعودية.

مزايا اقتصادية

ويوفر المنفذ مزايا كثيرة من بينها السرعة في نقل البضائع بين العراق والسعودية، كونه لا يبعد سوى 250 كيلومترا عن مدينة السماوة مركز محافظة المثنى، حسبما قال قائممقام البلدة علي مخلف.

ويبعد المنفذ 92 كيلومترا فقط عن بلدة نقرة السلمان الواقعة في الصحراء السماوة.

وأشار إلى أن الطريق المختصرة تعني كلفة نقل أقل وسهولة أيضا في تفويج الحجاج والمسافرين، مضيفا أنه بفضل هذا الطريق "لا يستغرق الوصول برا للمدينة المنورة من المنفذ سوى 5 ساعات فقط".

وتأتي مساعي افتتاح المنفذ الحدودي في سياق تقارب عراقي-سعودي بدأ عام 2015 عندما أعادت المملكة فتح سفارتها في بغداد بعد انقطاع دام 25 عاما.

وتلا ذلك إجراء زيارات متبادلة لوفود من البلدين وتشكيل مجلس أعمال مشترك وعقد مباحثات للتنسيق والتعاون تكللت باتفاقيات اقتصادية متنوعة.

وسجل حجم التبادل التجاري عبر منفذ عرعر عام 2020 ارتفاعا عن العام الذي سبقه بنسبة 15 في المائة ليصل إلى أكثر من مليار دولار‬.

التزام بالأمن

وذكر مراقبون أن إيران تنظر إلى التقارب العراقي-السعودي على أنه تهديد، وتدفع وكلاءها بصورة مستمرة لتهديد العلاقات المتنامية بين الجارتين من أجل إضعاف الاقتصاد العراقي وتقوية اقتصادها المنهك بسبب العقوبات.

وفي أيلول/سبتمبر الماضي، قالت مصادر لصحيفة الشرق الأوسط إنه تم رصد انتشار آليات تحمل مسلحين مرتبطين بالميليشيات العراقية المدعومة من إيران في الصحراء السماوة وقيامهم بإنشاء ثكنات ومقرات عسكرية لهم هناك.

وجاء هذا النشاط غير الاعتيادي وسط تقارير تحدثت عن تفاهم عراقي-سعودي بشأن منفذ جميمة الحدودي، وقد اعتبر خطوة تحذيرية ومحاولة لمنع افتتاحه.

وقوبلت هذه الممارسات بتأكيد حرس الحدود العراقي والجيش وقيادة شرطة المثنى التزامها بحماية المناطق المحيطة بالمنفذ الحدودي والطريق المؤدي إليه من مدينة السماوة.

وقالت تلك القوى إن عمليات عسكرية تجري بشكل دوري لفرض السيطرة على الصحراء وتأمين الشريط الحدودي مع السعودية.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500