أطلق صندوق الأمم المتحدة للأطفال (يونيسيف) نداء للحصول على دعم إضافي ليتمكن من تقديم المساعدة الإنسانية والخدمات لأكثر من 70 ألف شخص يقيمون في مخيم الهول للنازحين شمال شرق سوريا.
وقالت الوكالة أنها تعمل مع الشركاء والمانحين "لتزويد الأطفال في الهول بما يحتاجون إليه من مساعدة منقذة للحياة"، مناشدة الحصول على تسعة ملايين دولار لتتمكن من مواصلة تقديم الدعم للأطفال والعائلات في المخيم وتوسيع عملياتها.
وفي تقرير صدر منتصف شهر تموز/يوليو الماضي، قدرت اليونسيف أن أكثر من 90 في المائة من سكان المخيم الواقع في محافظة الحسكة هم من النساء والأطفال، وأغلب هؤلاء هم دون سن الـ 12.
وكشف التقرير أن نحو 20 ألفا من هؤلاء الأطفال سوريون، أما البقية، أي ما يعادل 29 ألفا، فهم يأتون من 62 دولة أخرى بينهم تسعة آلاف من العراق.
وأكدت اليونيسيف أن أطفال مخيم الهول الذي تديره قوات سوريا الديموقراطية يحتاجون إلى الرعاية العاجلة والحماية.
وقال ممثل اليونيسف في سوريا فران إكيزا: "لم يحظ آلاف الأولاد والبنات في مخيم الهول بفرصة أن يكونوا مجرد أطفالا".
وأضاف: "إنهم أطفال، ومن حقهم الحصول على كامل الرعاية والحماية والاهتمام والخدمات. فبعد سنوات من التعرّض للعنف، يشعرون أنه غير مرغوب بهم إذ أن مجتمعاتهم تعيرهم وحكوماتهم تتجنبهم".
وعلى الرغم من تراجع تدفق النازحين إلى المخيم، فإن الاحتياجات الإنسانية ما تزال كثيرة بينها الحصول على المياه الصالحة للشرب والخدمات الصحية.
وأضاف إيكيزا: "نعمل مع الشركاء والمانحين، لتزويد الأطفال بما يحتاجون إليه من المساعدة المنقذة للحياة".
وأكد أن هناك الكثير مما ينبغي عمله من أجل مواصلة تقديم الحماية والخدمات الأساسية للأطفال، "بما في ذلك إعادة دمجهم في المجتمعات المحلية والعودة الآمنة الى ديارهم".
رعاية مؤقتة للأطفال
وفي حديثها للمشارق، أوضحت مسؤولة قسم حماية الطفل في منظمة اليونيسيف شيرين مراد اسماعيل، أن عددا كبيرا من أطفال مخيم الهول هم بمفردهم وغير مصحوبين بأهلهم.
وقالت: "استضفناهم في دار رعاية مؤقتة، وبحثنا عن أهلهم في المخيم وخارجه"، وتم جمع شمل 214 طفلا مع عائلاتهم.
وأضافت أنه على الرغم من أن "الخدمات التي نقدمها وشركاؤنا" للأطفال قد حسنت أوضاعهم مقارنة عما كانت عليه عندما وصلوا إلى المخيم، فهم ما يزالون بحاجة إلى المزيد من الخدمات الطبية والغذائية.
وتابعت أن اليونيسف تعمل مع منظمات أخرى على توفير المياه الصالحة للشرب ومياه الاستخدام وتوزيعها، كما استحدثت مراحيض وحمامات.
وأشارت إلى أن المنظمة تؤمن لسكان المخيم الخدمات الصحية والغذائية والرعاية الأولية، إضافة إلى معالجة سوء التغذية والوقاية عبر عيادات صحية وفرق طبية جوالة، كما أنشأت مساحات صديقة للأطفال.
وأردفت اسماعيل أن الوكالة وزعت مؤخرا 45 ألف قطعة ثياب صيفية، مؤكدة أنها ستواصل جهدها هذا حتى يحصل كل طفل في المخيم على ما يحتاجه من ألبسة.
ولفتت إلى أن الوكالة تجري حملات تلقيح بشكل منتظم، وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
وقالت اسماعيل إن دعما نفسيا واجتماعيا يقدم للأطفال الذين عاشوا تحت حكم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، كما ينظم لأطفال المخيم أنشطة ترفيهية.
لكنها أكدت أن أسر مخيم الهول وأطفاله يواجهون تحديات عدة أبرزها القيود المفروضة على حركة من لا يمتلك منهم أوراقا ثبوتية، فهؤلاء محظور عليهم مغادرة المخيم.
حر شديد وظروف قاسية
وكشف رئيس قسم الإعلام في منظمة اليونيسيف سلام الجنابي للمشارق أنه قبل وصول الأطفال إلى المخيم، كان معظمهم "يعيشون في ظروف قاسية للغاية، وقلة منهم كانت تحصل على الخدمات الصحية".
لكن منذ وصولهم إلى المخيم في كانون الأول/ديسمبر 2018، تلقى عدد منهم معظم اللقاحات الأساسية لحمايتهم من أمراض الطفولة وما تزال حملات التلقيح مستمرة".
وأضاف أنهم خضعوا في أيار/مايو الماضي لفحص تغذية سريع أظهرت نتائجه "ارتفاع معدل سوء التغذية الحاد لدى الأطفال دون الخامسة من العمر"، مؤكدا أنهم ما يزالون معرضين للخطر بسبب ظروف الحياة السائدة في المخيم.
وأردف أنه مع ارتفاع درجات الحرارة في حزيران/ يونيو الفائت، "ازداد عدد الحالات المصابة بالإسهال المبلغ عنها، دون أن يسجل وقوع أي وفيات".
وتابع الجنابي أنه وفقا لمنظمة الصحة العالمية، "شهد أول شهرين من العام 2019 انخفاضا في عدد الوفيات المسجل لدى الأطفال والكبار".
وأوضح أن درجات الحرارة المرتفعة صيفا والظروف المعيشية العامة في المخيم "تزيد من الضغط على صحة الأطفال".
"لذلك، نتأكد من توفير المياه الصالحة للشرب يوميا للجميع عبر الصهاريج، وتخضع المياه للتنقية مجددا في وحدة تنقية خاصة بالمخيم"، حسبما قال.
وختم الجنابي قائلا إن مخيم الهول "ما يزال مكانا قاسيا جدا على الأطفال، حيث لا توجد مساحات آمنة ليلعب جميعهم فيها ويتعلموا".