عدن - حذر مسؤولون يمنيون من أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يعمل على تشكيل قوة بحرية جديدة ستكون وفقا لهم مكلفة بتهريب الأسلحة وتقويض الاستقرار في اليمن ودول الخليج.
وتتزامن الأخبار الواردة عن الجهود التي يبذلها الحرس الثوري حديثا للتجنيد، مع تمرير قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2624 في 28 شباط/فبراير والذي يعيد فرض حظر توريد الأسلحة إلى الحوثيين.
وجاء ذلك بعد أن هاجم الحوثيون الإمارات والسعودية في وقت سابق من العام الجاري، وأعلنوا مؤخرا مسؤوليتهم عن هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ استهدفت بتاريخ 19 آذار/مارس عددا من المواقع السعودية "الحيوية والمهمة"، بينها منشآت أرامكو.
وقال نائب وزير العدل اليمني فيصل المجيدي للمشارق، إن الاعتقالات السابقة التي جرت خلال عمليات تهريب أسلحة إيرانية كشفت أن العديد من المهربين كانوا صيادين جندهم الحوثيون.
ونبه إلى أنه مع زيادة الضغط على الحرس الثوري والحوثيين، ستعمل هذه الجماعات بجدية أكبر للالتفاف على القيود المفروضة عليها "عبر تكثيف تجنيد المرتزقة والصيادين".
وأشار خبراء في تقارير رفعت إلى مجلس الأمن الدولي إلى امتلاك الحرس الثوري الإيراني شبكات تهريب متعددة، لا سيما الشبكات البحرية.
وأوضحوا أن "هذه الشبكات تحتاج لحماية وتدعيم لصفوفها بعد قرار الحظر الأخير، وهذا سيجعل [إيران] تضاعف من نشاط تجنيد الميليشيات وتسليحها لشن الهجمات وحماية شبكات التهريب القائمة".
وأكد المجيدي أن الحرس الثوري والحوثيين يسعون لتحقيق أهدافهم "عبر كل الوسائل"، بما في ذلك تجنيد الصيادين، مستغلين ظروفهم المعيشية الصعبة.
الصيادون عرضة للخطر
من جانبه، ذكر مدير مركز أبعاد للأبحاث والدراسات عبدالسلام محمد، أن الصيادين هم أول المستهدفين في جهود التجنيد التي يبذلها الحرس الثوري وأتباعه من جماعة الحوثي.
وقال "مما لا شك فيه أن فئة الصيادين هي الفئة الأكثر استهدافا بسبب ظروفهم المعيشية الصعبة وطبيعة عملهم في بيئة بحرية".
ولفت إلى أن الصيادين اليمنيين يعملون بالقرب من طرق التهريب البحرية، وقد تم سابقا القبض على العديد منهم بتهمة التهريب.
وأوضح محمد أن الوسيلة الأفضل لتهريب الأسلحة والمخدرات من السفن الإيرانية في عرض البحر "هي قوارب الصيادين الصغيرة، الذين يتم تجنيدهم وتدريبهم وتأهيلهم للتعامل مع نقل الممنوعات".
وكشف أن هذه القوارب قادرة على إيصال كل شيء إلى مناطق محددة على الساحل اليمني، من الحشيش إلى الأسلحة.
وتابع أن الصيادين يمتازون بمعرفة تلك المناطق "ولديهم سفن صغيرة معروفة لدى السكان، ولا يشتبه بهم بفعل مهنتهم".
وأردف أن هذه العوامل جعلت الإيرانيين يبحثون عن الصيادين سعيا لتجنيدهم.
إيران تعتمد على المرتزقة
وقال محمد إن إيران تعتبر دول الخليج واليمن ضمن دائرة نفوذها، "لذلك فهي ستدعم كل الميليشيات [في هذه المناطق] التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها".
وذكر أن الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان تنخرط في أنشطة إجرامية وأخرى مزعزعة للأمن، وتسهل اختراق إيران للدول ذات السيادة ضمن محاولتها "تفكيكها من الداخل".
وبدوره، ذكر المحلل السياسي فيصل أحمد أنه لكي تواصل إيران تنفيذ أجندتها بإحداث اضطراب إقليمي، فهي تحتاج إلى شبكات من المرتزقة تقوم بهذا العمل.
وأضاف أن حاجتها تلك دفعتها نحو تجنيد الصيادين وإنشاء شبكات حماية وشبكات تهريب وزرع ألغام بحرية.
وأشار إلى أن الحوثيين هاجموا في مناسبات عدة سفن تجارية في البحر الأحمر، مستخدمين متفجرات وألغام بحرية، وذلك تماشيا مع تهديدات بعرقلة تصدير نفط الخليج سبق لقادة إيرانيين أن أطلقوها.
وأعلن الحوثيون أيضا مسؤوليتهم عن شن هجمات عبر الحدود استهدفت المدنيين والبنية التحتية المدنية في السعودية والإمارات.