عدن -- قالت مصادر في اليمن إن الألغام البحرية التي زرعها الحوثيون (أنصار الله) المدعومون من إيران في البحر الأحمر على طول الساحل الغربي لليمن، تهدد الملاحة الدولية كما تهدد حياة الصيادين المحليين ومصادر رزقهم.
وأفادت وسائل إعلام محلية أن قوات التحالف العربي دمرت يوم 25 كانون الثاني/يناير لغما بحريا كان الحوثيون قد زرعوه في البحر الأحمر.
وفي حديث لقناة العربية الإخبارية السعودية، أكد مصدر مع الفريق الهندسي التابع للتحالف العربي لم يذكر اسمه أن اللغم البحري مصنوع في إيران وهو من نوع "صدف" ومصمم بحيث ينفجر عند الارتطام بأي جسم.
وأضاف المصدر أن اللغم علق في شبكة صياد بالقرب من رصيف في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة.
ويوم 24 كانون الأول/ديسمبر، أعلن التحالف العربي أن فريقه الهندسي كان قد اكتشف أربعة ألغام زرعها الحوثيون.
ولفت التحالف إلى أن إجمالي ما دمره حتى الآن من ألغام بحرية بلغ 175 لغما زرعها الحوثيون بشكل عشوائي.
وتشكل هذ قضية مشكلة مستمرة في المياه الساحلية.
وكان الناطق باسم التحالف العربي، تركي المالكي، قد أشار العام الماضي إلى أن الألغام البحرية تشكل تهديدا حقيقيا لتدفق الملاحة البحرية والتجارة العالمية في مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر.
وقال إن التحالف العربي قد اكتشف العشرات من تلك الألغام ودمرها.
'أضخم حقل ألغام في العالم'
إلى هذا، قال نبيل عبد الحفيظ وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية للمشارق، إن الحوثيين أصبحوا أداة لتنفيذ أجندة النظام الإيراني.
واتهم الميليشيا بزراعة الألغام البحرية دعما لخطط إيران التوسعية، قائلا إن الحرس الثوري الإيراني ينشر أفرادا من قواته لزرع الألغام البحرية.
بدوره، أكد المهندس محمد ثامر، قائد الفريق الهندسي بقوات المقاومة الوطنية، أن الألغام التي تم العثور عليها حديثة التصميم.
يذكر أن قوات المقاومة الوطنية التي يقودها العميد طارق محمد عبدالله صالح، هي من قوات النخبة التي تقاتل الحوثيين إلى جانب الحكومة اليمنية والتحالف العربي.
وأضاف ثامر أن الحوثيين لا يمتلكون خبرات أو إمكانات لتصنيع نوعية الألغام البحرية التي تم العثور عليها في اليمن.
وأشار إلى أن الساحل الغربي لليمن قد تحول إلى أكبر "حقل ألغام في العالم"، وفقا لما نشره موقع جريدة الوطن السعودية.
وجاء في التقرير أن إيران هي من يزرع الألغام في المياه الإقليمية، بما فيها المنطقة قبالة ساحل محافظة حجة وحول الجزر.
وكشف ثامر عن العثور على ألغام بحرية في عدة مناطق بالساحل، منها ميناء الحيمة وساحل الغويرق والفازة وساحل المجيلس والجاح وساحل الدريهمي، من منطقة غليفقة حتى منطقة المنظر في مدينة الحديدة.
التأثير على قطاع صيد الأسماك
وجاء في تقرير قدمه فريق خبراء لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتاريخ 25 كانون الثاني/يناير، أنه يوجد "مجموعة متزايدة من الأدلة" على أن إيران "تهرب كميات كبيرة من الأسلحة ومكونات تصنيعها إلى الحوثيين".
وقال عبد السلام محمد مدير مركز أبعاد للدراسات، إن الاكتشافات الأخيرة للألغام البحرية تؤكد أن الحوثيين يستهدفون ممرات التجارة الدولية بدعم من إيران.
وأردف أن هذا الأمر يشكل تهديدا للأمن الإقليمي والعالمي، إضافة إلى تهديد أمن الشعب اليمني.
من جانبه، قال المحلل السياسي محمود الطاهر إنه لا شك أن الألغام البحرية دليل على تورط إيران إذ توجد مؤشرات على أن من زرعها هم خبراء لبنانيون وحوثيون تابعون للحرس الثوري الإيراني.
وأشار الطاهر إلى أن إيران تعتمد على أذرعها، ومنهم الحوثيون، لتنفيذ هجمات، ويتضمن ذلك زرع الألغام البحرية.
أما الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت، فقال إن الألغام البحرية تهدد أمن واحد من الممرات الدولية الرئيسة ومصالح دول المنطقة ودول أخرى، بما في ذلك المصالح الاقتصادية.
وأكد أن هذه الألغام تؤثر بشكل مباشر على قطاع الصيد.
وأوضح أن نحو نصف مليون صياد يعملون في المياه قبالة الساحل الغربي لليمن، وأنهم يعيلون بصيدهم نحو 1.7 مليون نسمة.
وتابع أن الألغام البحرية تعرضهم لخطر فقدان مصدر دخلهم الوحيد في ظل الأزمة الإنسانية التي يعاني منها اليمن، مشيرا إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كان قد حذر في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي من أن الأزمة يمكن أن تصبح "الأسوأ في العالم".