انتخابات

مطالبات لكتائب حزب الله المهزومة سياسيا بإعادة تقييم تحالفاتها

فارس العمران

عراقيون يمرون بالقرب من صورة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في مدينة الصدر ببغداد بتاريخ 17 تشرين الأول/أكتوبر، بعد فوز التيار الصدري بـ 73 من أصل 329 مقعدا في البرلمان في الانتخابات البرلمانية بتاريخ 10 تشرين الأول/أكتوبر. [أحمد الرباعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

عراقيون يمرون بالقرب من صورة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في مدينة الصدر ببغداد بتاريخ 17 تشرين الأول/أكتوبر، بعد فوز التيار الصدري بـ 73 من أصل 329 مقعدا في البرلمان في الانتخابات البرلمانية بتاريخ 10 تشرين الأول/أكتوبر. [أحمد الرباعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

قال محللون إن نتيجة الانتخابات العراقية الأخيرة، التيتعرضت فيها الأحزاب السياسية التي تمثل الجماعات المسلحة المدعومة من إيران لهزيمة مدوية، تقدم لتلك الجماعات فرصة لنزع سلاحها وإعادة تقييم تحالفاتها.

وعقب انتخابات 10 تشرين الأول/أكتوبر، التي فازت فيها الكتلة الصدرية بغالبية المقاعد النيابية (73 من أصل 329 مقعدا)، أعلن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر تعليق أنشطة الميليشيا التي يسيطر عليها.

وتأتي الخطوة ضمن جهود أوسع لحصر السلاح بيد الدولة، مع مناشدة المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني سابقا الجماعات المسلحة لنزع سلاحها واتخاذ إجراءات لدمج الميليشيات التابعة لها في صفوف القوات العراقية.

وقال محللون إنه في ظل هذا التوجه والأداء الضعيف لتكتلها السياسي في صناديق الاقتراع، من الأفضل بالنسبة لميليشيا كتائب حزب الله المتحالفة مع إيران أن تستفيد من الفرصة وتنزع سلاحها وتقترب أكثر من الصدر.

المتحدث باسم كتائب حزب الله أبو علي العسكري يتحدث خلال حملة انتخابية ببغداد في 3 أيلول/سبتمبر، قبيل الانتخابات البرلمانية حيث تعرضت الكتلة السياسية التابعة للميليشيا لهزيمة مدوية. [أحمد الرباعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

المتحدث باسم كتائب حزب الله أبو علي العسكري يتحدث خلال حملة انتخابية ببغداد في 3 أيلول/سبتمبر، قبيل الانتخابات البرلمانية حيث تعرضت الكتلة السياسية التابعة للميليشيا لهزيمة مدوية. [أحمد الرباعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يشارك في مناسبة دينية أقيمت في بغداد بتاريخ 17 تشرين الأول/أكتوبر، حيث أكد في كلمته على رفض تهديدات كتائب حزب الله وشدد على نزاهة الانتخابات. [الصورة لمكتب إعلام رئيس الوزراء]

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يشارك في مناسبة دينية أقيمت في بغداد بتاريخ 17 تشرين الأول/أكتوبر، حيث أكد في كلمته على رفض تهديدات كتائب حزب الله وشدد على نزاهة الانتخابات. [الصورة لمكتب إعلام رئيس الوزراء]

ولفتوا إلى أنه عبر الطعن بنتائج انتخابات حرة ونزيهة وإصدار تهديدات كما فعلت كتائب حزب الله في 17 تشرين الأول/أكتوبر من خلال رفض نتائج الانتخابات والتوعد بالتصعيد، يهدد وكلاء إيران بجر العراق إلى صراعات أهلية أكثر حدة.

تهديدات وتحذيرات

هذا ومني الجناح السياسي لكتائب حزب الله وبقية الأذرع السياسية للفصائل المسلحة، ومن بينها منظمة بدر وعصائب أهل الحق وكتائب جند الإمام، بخسارة كبيرة في الانتخابات.

فلم تحصد مجتمعة سوى 17 مقعدا، بحسب النتائج النهائية التي أعلنتها مفوضية الانتخابات المستقلة في 17 تشرين الأول/أكتوبر.

وبعد الانتخابات مباشرة، طالب الصدر الميليشيات بنزع سلاحها. ولتأكيد كلامه، أعلن تعليق أنشطة سرايا السلام وهي ميليشيا تابعة له.

وسابقا عقب انتخابات العام 2018، كان الصدر قد قلّص ميليشياته، فحلها في كل المدن باستثناء بغداد وكربلاء وسامراء بهدف تعزيز الحكومة العراقية الجديدة وقوات الأمن.

وسعى الصدر إلى النأي بنفسه عن المحور الإيراني ودعم جهود رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي لفرض سلطة الدولة ومحاربة النفوذ الضار للجماعات التابعة لإيران.

وذكر المحلل السياسي غانم العابد للمشارق أن الصدر أرسل بكلامه تحذيرا مباشرا لكتائب حزب الله والوكلاء الإيرانيين الآخرين مفاده أن سلاحهم غير مقبول.

وقال إن العراق لا يستطيع تحقيق الاستقرار والنهوض بوجود سلاح منفلت بيد ميليشيات تعتبر نفسها فوق القانون.

وأشار إلى أن ذلك "أثار مخاوف كتائب حزب الله والميليشيات التي اعتبرت الصعود السياسي للصدريين وكلام الصدر الخطر الأكبر الآن على نفوذها ووجودها".

وتابع "لذا بدأت بإطلاق التهديدات وتصعيد الخطاب التحريضي ضد الحكومة ومفوضية الانتخابات والتلويح بالسلاح والفوضى إذا لم تعاد العملية الانتخابية مجددا".

وأوضح أنها "حركت أتباعها وأنزلتهم للشارع للقيام بقطع الطرقات وشل حركة السير وإقامة تظاهرات واعتصامات قرب المنطقة الخضراء ببغداد في مسعى لتعطيل الحياة وممارسة المزيد من الضغوطات".

رفض في صناديق الاقتراع

وبدوره، رفض الكاظمي في كلمة له بتاريخ 17 تشرين الأول/أكتوبر الضغوطات وحملات "الابتزاز والكذب والتدليس" التي نظمتها الميليشيات والأحزاب الخاسرة.

وشدد على نزاهة الانتخابات، وقال إن الشعب العراقي اختار من يمثلهم في الحكومة.

وأكد العابد أن الشعب اختار من خلال صناديق الاقتراع إقصاء كتائب حزب الله والميليشيات التابعة لها من المشهد السياسي.

وذكر أنه عبّر بالطرق السلمية عن رفضه لهذه الجماعات المسلحة المسؤولة عن سلسلة الهجمات الصاروخية وجرائم اغتيال الناشطين وتدمير الاقتصاد الوطني لخدمة مصالح إيران.

وقال إن على الميليشيات القبول بنتائج الانتخابات والانصياع لمطالبات السيستاني والصدر بالتخلي عن أسلحتها والكف عن ممارسة جميع الأنشطة الاستفزازية والعدائية.

ونوّه بأن إصرارها على المضي في سلوكها الإرهابي ومحاولة جّر البلاد للحرب سيعرضها لـ"رد فعل عنيف" من الحكومة.

سلاح غير قانوني

ومن جهته، ذكر الخبير الاستراتيجي ربيع الجواري أن هزيمة الميليشيات السياسية في الانتخابات العراقية تشكل "ضربة مؤلمة" لإيران.

وقال إن كتائب حزب الله "لن تتوقف عن التصعيد وربما تذهب لتوظيف سلاحها في تأزيم الأوضاع الأمنية وتعطيل تشكيل الحكومة الجديدة"، لافتا إلى أعمالها الإرهابية السابقة التي أضرت بالعراقيين.

وأكد أن تهديداتها تدل على أنها "قوة مسلحة منفلتة غير مرغوب بها وهي لا تؤمن أصلا بالمشروع السياسي والعمل الديمقراطي وإنما تبحث فقط عن مصالحها وخدمة الأجندة الإيرانية".

وتابع أن "السلاح غير القانوني لهذه الميليشيا خطر كبير على مستقبل البلاد وعلى الاستقرار والسلام والازدهار الذي يسعى العراقيون إليه بعد هذه الانتخابات" التي وصفها بأنها "تتمتع بالنزاهة والمصداقية".

وأضاف "ولكن بإمكان الصدر فرض إرادته على كتائب حزب الله والميليشيات والحد من طموحاتها وأسلحتها المنفلتة".

وختم قائلا إنه يؤيد إعادة تسمية الكاظمي رئيسا للوزراء وإعطائه "الفرصة لإكمال مساعي فرض سلطة القانون ومجابهة وكلاء إيران".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500