واشنطن -- رفضت الولايات المتحدة يوم الأربعاء، 3 تشرين الثاني/نوفمبر، رواية إيران بشأن حادثة حصلت مؤخرا في بحر عُمان اتهمت فيها الجمهورية الإسلامية البحرية الأميركية بالاستيلاء على سفينة كانت تحمل النفط الإيراني، واصفة إياها بـ"الادعاء الباطل".
وادعى الحرس الثوري الإيراني الأسبوع الماضي بأنه أحبط محاولة نفذتها البحرية الأميركية للاستيلاء على سفينة كانت تحمل النفط الإيراني.
وفي بيان نشر على موقعه الإلكتروني سباه نيوز (وهي الوسيلة الإعلامية الأساسية للحرس الثوري)، قال الحرس الثوري إن القوات الأميركية استولت على الناقلة المحملة بالنفط و"نقلت شحنتها إلى ناقلة أخرى".
وزعم الحرس الثوري أن القوات البحرية التابعة له قامت بعد ذلك باحتجاز الناقلة الثانية، وأنها أحبطت محاولة أخرى من البحرية الأميركية لاستعادة الناقلة، بحسب ما جاء في البيان.
ولكن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية رفضوا هذه الرواية تماما، قائلين إن الإيرانيين هم الذين استولوا على الناقلة، وكانت هناك ناقلة واحدة تحمل علم فيتنام، قبل أخذها إلى المياه الإيرانية.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي خلال إحاطة صحفية يوم الأربعاء، "رأيت الادعاءات الإيرانية. هي عارية كليا عن الصحة".
وأضاف "لم تكن هناك أية مساع من قبل أصول البحرية الأميركية للاستيلاء على أية سفينة".
وفي الواقع، ذكرت وزارة الخارجية الفيتنامية للصحافيين يوم الخميس أنها "ستعمل بشكل وثيق مع السلطات المختصة الإيرانية لحل المسألة".
وقال كيربي في 24 تشرين الأول/أكتوبر إن "أصول البحرية الأميركية كانت تترصد القوات الإيرانية لدى قيامها بالصعود بصورة غير قانونية على متن سفينة تجارية ومصادرتها في المياه الدولية بخليج عُمان".
وتابع أن الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية "أرسل سفينتين وأصولا جوية لمراقبة الوضع عن كثب"، مضيفا أن القوات الأميركية لم تحاول في أية لحظة استعادة الناقلة أو التدخل في الوضع.
يُذكر أن الأسطول الخامس مسؤول عن منطقة عمليات تغطي نحو 6.5 مليون كيلومتر مربع من المياه وتشمل الخليج العربي والبحر الأحمر وخليج عُمان وأجزاء من المحيط الهندي.
وقال كيربي إن القوات الأميركية "تصرفت وفقًا للقانون"، رافضا رواية الحرس الثوري للأحداث وواصفا إياها بـ"الادعاء الباطل".
'انتهاك صارخ للقانون الدولي'
وقال كيربي إن "الادعاء مثير للسخرية. هو عار عن الصحة، وأضيف أن أفعال إيران، أي تلك التي حصلت فعلا، مع صعودها على متن سفينة تجارية بشكل غير قانوني ومصادرتها، تشكلانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي."
وتابع أن "هذا يقوض حرية الملاحة والتدفق الحر للتجارة".
وأكد أن "عملية الاستيلاء الوحيدة التي تمت نفذتها إيران".
وأوضح أن القوات الأميركية "تراقب حركة المرور البحرية في تلك المنطقة كل يوم"، لافتا إلى أنه يتطرق فقط إلى حادثة 24 تشرين الأول/أكتوبر "لأن الإيرانيين كذبوا بشأنها".
كذلك، رفض أيضا مسؤول أميركي آخر طلب عدم الكشف عن هويته رواية طهران، قائلا إن الإيرانيين سيطروا بنفسهم على الناقلة.
وذكر المسؤول أن السفينتين الأميركيتين كانتا، مع الدعم الجوي، تراقبان فقط العملية التي كان ينفذها الحرس الثوري.
وأوضح "طُلب منا الترصد وعدم التدخل".
هذا وأظهرت أشرطة فيديو جوية نشرتها وكالة فارس الإخبارية الإيرانية السفن الأميركية وقوارب إيرانية سريعة أصغر حجما بكثير تتابع الناقلة وتطوقها.
وجاءت الحادثة في أعقاب سلسلة هجمات استهدفت سفنا تجارية في الممرات البحرية التي تصب بالخليج العربي، حيث يتم إنتاج وشحن جزء كبير من النفط العالمي.