أمن

إيران تستبدل سفينة التجسس المنكوبة في البحر الأحمر مع تركيز جديد على ناقلات النفط

نبيل عبد الله التميمي

صورة لأحد عناصر حرس السواحل اليمني وهو يقف خلف مدفع رشاش أثناء مرور زورق صيد يمني خلال دورية في خليج عدن، التقطت يوم 20 تشرين الأول/أكتوبر 2008. [خالد فزاع/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة لأحد عناصر حرس السواحل اليمني وهو يقف خلف مدفع رشاش أثناء مرور زورق صيد يمني خلال دورية في خليج عدن، التقطت يوم 20 تشرين الأول/أكتوبر 2008. [خالد فزاع/وكالة الصحافة الفرنسية]

عدن -- قال محللون يمنيون إن النظام الإيراني استبدل الشهر الماضي سفينة تجسس في البحر الأحمر تضررت في نيسان/أبريل، ويواصل تنفيذ مهام استخبارية ولوجستية مع تركيز متجدد على الناقلات الدولية.

ففي 6 آب/أغسطس الجاري، أفادت شبكة سي إن إن نقلا عن اثنين من المسؤولين الأميركيين أن إيران سحبت السفينة المنكوبة سافيز واستبدلتها بالسفينة بهشاد المشابهة لها.

وعلى الرغم من إدراج سافيز على أنها سفينة شحن، إلا أن الحرس الثوري الإيراني كان يستخدمها لجمع المعلومات الاستخبارية في مضيق باب المندبولمساعدة الحوثيين حلفاء إيران في اليمن، حسبما أكد مسؤولون.

وكانت السفينة قد تضررت في هجوم بلغم لاصق، يُعتقد أن إسرائيل نفذته في أوائل نيسان/أبريل الماضي.

في تموز/يوليو الفائت، استبدلت القوات الإيرانية سفينة سافيز التي يشتبه بأنها تنفذ مهمة استخبارية في مضيق باب المندب بالسفينة بهشاد. [iranintl.com]

في تموز/يوليو الفائت، استبدلت القوات الإيرانية سفينة سافيز التي يشتبه بأنها تنفذ مهمة استخبارية في مضيق باب المندب بالسفينة بهشاد. [iranintl.com]

وبهشاد هي سفينة إيرانية مسجلة كسفينة بضائع عامة، وغادرت ميناء بندر عباس في أوائل شهر تموز/يوليو ووصلت إلى وجهتها في المضيق بعد تسعة أيام، وفقا لصور أقمار صناعية وفرتها شركة إيميجسات إنترناشيونال لشبكة سي إن إن.

وبعد أيام قليلة، عادت السفينة سافيز إلى إيران، تاركة وراءها سجلا في تنفيذ دوريات بالمياه الإيرانية الجنوبية بدأ عام 2016.

وقال مدير مركز أبعاد للأبحاث والدراسات عبد السلام محمد إن إيران أوكلت للسفينة بهشاد مهام مراقبة المضيق، وخصوصا سفن النفط التابعة للامارات والسعودية والدول الأخرى التي تصنفها إيران كدول معادية لها أو حليفة للولايات المتحدة الاميركية.

وأضاف أنه بإمكانها أيضا تنفيذ عمليات عسكرية ضد هذه الناقلات إذا استدعت الحاجة ذلك.

وتابع أن السفينة بشهاد ستنفذ المهام التي كانت موكلة للسفينة سافيز، بما في ذلك القيام بعمليات لوجستية لجماعة الحوثي المدعومة من إيران وتقديم معلومات عن الأراضي اليمنية وصناعة القوارب التي تعمل دون ربان.

وأشار محمد إلى أن مركز أبعاد أعد دراسة بشان مهام سافير أصدرها في كانون الثاني/يناير 2019، ووجد فيها أنها تلعب دورا تكتيكيا في تهريب الأسلحة للحوثيين.

وتحدثت الدراسة عن احتمال وجود عناصر القيادة والسيطرة التابعة للقوات المسلحة الإيرانية على متن السفينة، ما يمكنها من القيام بأعمال عدائية أو تهريب الأسلحة للحوثيين.

تهديد مستمر

من جانبه، قال المحلل السياسي فيصل أحمد إن استبدال إيران لسافيز بالسفينة بهشاد أصبح ضرورة بعد تعرض الأولى لهجوم، "وذلك للقيام بأدوار تخدم أجندة إيران في المنطقة وممارسة أقصى الضغوط على الدول المجاورة المصدرة للنفط".

وذكر أنه من المتوقع ان تكون بهشاد مزودة بتقنيات أعلى من التي كانت تتمتع بها سافيز، "لأداء أدوارها بشكل أفضل وخدمة الحوثيين والتحكم بالاتصالات وتسهيل تهريب الأسلحة والتقنيات المتطورة المتعلقة بالصواريخ والمسيرات للحوثيين".

ولفت إلى أن قادة إيرانيين هددوا في الماضي بمنع صادرات النفط من الدول المجاورة بعد العقوبات الأميركية على بلادهم.

وفي السياق نفسه، قال الباحث الاستراتيجي وضاح اليمن عبد القادر "يبدو أن إيران... ترى أنها تمارس حقا شرعيا في حضور بعض قطعها البحرية في البحرين الأحمر والعربي والمياه الإقليمية الدولية".

وأردف أن استبدال إيران السفينة سافيز بالسفينة بهشاد والتحديث الذي تقوم به لقطعها البحرية وقيام الحرس الثوري الإيراني بتهريب الأسلحة للحوثيين واستهداف بعض السفن في المياه الإقليمية الدولية، كلها أمور تحصل "على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي وسيكون لها تبعات كثيرة".

وأكد أن مثل هذه الممارسات تعقد الأمور أكثر في الشرق الأوسط، لا سيما مع وجود إيران في سوريا والعراق ولبنان واليمن عبر وكلائها المسلحين.

وفي الشهر الماضي، هاجمت طائرة مسيرة إيرانية قبالة سواحل عمان ناقلة ترفع العلم الليبيري ومرتبطة بملياردير شحن إسرائيلي، ما أسفر عن مقتل شخصين كانا على متنها.

وكانت الولايات المتحدة قد قدمت أدلة تدين بوضوح إيران في الهجوم على الناقلة ميرسر ستريت.

وفي 4 آب/أغسطس، صعد مسلحون إيرانيون على متن السفينة أسفلت برنسس واستولوا عليها لبضع ساعات قبالة سواحل الإمارات.

ووصف البيت الأبيض الممارسات البحرية الإيرانية بأنها "سلوك عدواني".

حيث قالت الناطقة الرسمية باسم البيت الأبيض جين بساكي للصحافيين في 5 آب/أغسطس إن "هذه الممارسات تهدد أيضا حرية الملاحة عبر الممرات المائية الحيوية، الأمر الذي يشكل خطرا على مجموعة كبيرة من البلدان في جميع أنحاء العالم".

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

عاشت إيران

الرد