أمن

مضايقة إيران المتزايدة للسفن في الخليج تدفع الحلفاء إلى إرسال تعزيزات

فريق عمل المشارق

قارب تابع لبحرية الحرس الثوري الإيراني يدور حول الناقلة ستينا إمبيرو التي تحمل علم بريطانيا والراسية قبالة ميناء بندر عباس الإيراني في 21 تموز/يوليو 2019. [حسن شيرفاني/وكالة أنباء ميزان/وكالة الصحافة الفرنسية]

قارب تابع لبحرية الحرس الثوري الإيراني يدور حول الناقلة ستينا إمبيرو التي تحمل علم بريطانيا والراسية قبالة ميناء بندر عباس الإيراني في 21 تموز/يوليو 2019. [حسن شيرفاني/وكالة أنباء ميزان/وكالة الصحافة الفرنسية]

عملت الولايات المتحدة بالتنسيق مع القوات الدولية والإقليمية المتواجدة في المنطقة على زيادة عمليات تدوير السفن والطائرات التي تجري دوريات في مضيق هرمز ومحيطه، وذلك بعد قيام إيران مؤخرا باحتجاز سفن تجارية بطريقة غير قانونية.

وذكر الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية ومقره البحرين في بيان أنه يعمل مع الحلفاء والشركاء على حماية المعبر الحيوي إلى الخليج.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للولايات المتحدة جون كيربي للصحافيين في 12 أيار/مايو "شهدنا أنشطة إيرانية متكررة من تهديدات ومصادرة أسلحة وهجمات على سفن تجارية تمارس حقوقها وحريتها المشروعة بالملاحة في المياه الدولية والممرات المائية الاستراتيجية في المنطقة".

وتابع "لن تسمح الولايات المتحدة لقوى أجنبية أو إقليمية بتهديد حرية الملاحة عبر الممرات المائية في الشرق الأوسط، ومن بينها مضيق هرمز".

صورة التقطت في 31 تشرين الأول/أكتوبر 2022 تظهر ناقلة نفط احتجزتها قوات البحرية الإيرانية في ميناء بندر عباس بالخليج جنوبي إيران. [وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة التقطت في 31 تشرين الأول/أكتوبر 2022 تظهر ناقلة نفط احتجزتها قوات البحرية الإيرانية في ميناء بندر عباس بالخليج جنوبي إيران. [وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية/وكالة الصحافة الفرنسية]

وبحث قادة تابعون للقيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية والقوات الفرنسية المنتشرة في المحيط الهندي عمليات التدوير والتكتيكات الجديدة بتاريخ 13 أيار/مايو.

إيران تحتجز سفينتين في أسبوع واحد

هذا وأوردت وكالة أسوشيتد برس أن ناقلتي نفط احتجزتهما إيران مؤخرا راسيتان قبالة أحد موانيها الرئيسية المطلة على مضيق هرمز.

وأظهرت صور أقمار صناعية خاصة بشركة بلانيت لابز بي بي سي الناقلتين أدفنتدج سويت ونيوفي وهما راسيتان بالقرب من قاعدة بحرية جنوبي بندر عباس في محافظة هرمزغان الإيرانية بتاريخ 6 أيار/مايو.

واحتجزت البحرية الإيرانية الناقلة أدفنتدج سويت التي تحمل علم جزر مارشال في 27 نيسان/أبريل أثناء عبورها خليج عُمان وعلى متنها نفط كويتي خام.

ولم يتضح سبب الاحتجاز، إلا أن مسؤولا أميركيا ذكر لموقع المونيتور أن تحرك إيران قد يكون مرتبطا بقضية سويس راجان، وهي ناقلة نفط أخرى تحمل علم جزر مارشال وتخضع بحسب المعلومات لتحقيق أميركي.

وأوضح الموقع الإعلامي أن الناقلة سويس راجان تخضع لتحقيق من قبل وزارة العدل الأميركية على خلفية مزاعم بشأن نقلها النفط الإيراني الخاضع للعقوبات في بحر الصين الجنوبي.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية ناقلة أخرى باسم نيوفي تحمل علم بنما واحتجزت من قبل الحرس الثوري الإيراني في مضيق هرمز بتاريخ 3 أيار/مايو.

وكانت الناقلة قد انطلقت من دبي متجهة إلى ميناء الفجيرة الإماراتي، عندما اعترضتها البحرية التابعة للحرس الثوري، حسبما ذكرت البحرية الأميركية.

وأوضحت أن "بحرية الحرس الثوري أجبرت الناقلة لاحقا على تغيير مسارها والتوجه نحو المياه الإقليمية الإيرانية قبالة ساحل بندر عباس".

وفي حين أنها لم تكن تحمل أية بضائع، إلا أن بيانات واردة عن شركة إس أند بي غلوبال ماركت إنتليدجنس واطلعت عليها وكالة أسوشيتد برس أظهرت أن الناقلة نيوفي استلمت في تموز/يوليو 2020 نفطا من سفينة كانت تعرف آنذاك باسم عُمان برايد.

وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على ناقلة النفط الخام عُمان برايد التي تحمل علم ليبيريا في آب/أغسطس 2021 على خلفية "تورطها في شبكة عالمية لتهريب النفط" ساعدت إيران على التحايل على العقوبات المفروضة على صادرات النفط.

وذكرت البحرية الأميركية في بيان صدر في 27 نيسان/أبريل أن "مضايقات إيران المستمرة للسفن والتدخل في حقوق الملاحة في المياه الإقليمية يشكلان تهديدا للأمن البحري والاقتصاد العالمي".

تاريخ حافل بالمضايقات

وتعد عمليات الاحتجاز الأخيرة الأحدث في تاريخ إيران الحافل بمضايقة السفن التجارية العالمية ومهاجمتها والتدخل في شؤونها.

وفي مثل هذه الحالات، تقوم إيران باحتجاز السفن وطواقمها لتحويلها إلى ورقة ضغط في المفاوضات مع الغرب.

وتعكس أمثلة عديدة سجلت مؤخرا أساليب التلاعب هذه.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أفرجت إيران عن ناقلتي نفط يونانيتين كانت قد احتجزتهما في الخليج بشهر أيار/مايو، واضعة بذلك حدا لمأزق دبلوماسي دام أشهر طويلة وأدى إلى توتر العلاقات بين أثينا وطهران.

وكانت كل من الناقلتين برودنت ووريور ودلتا بوسيدون تحمل نحو مليون برميل من النفط عندما احتجزتا بعد وقت قصير من تحذير أصدرته طهران ومفاده أنها ستتخذ "إجراء عقابيا" ضد أثينا على خلفية قيام الولايات المتحدة بمصادرة النفط الإيراني من على متن ناقلة نفط قبالة الساحل اليوناني.

وفي كانون الثاني/يناير 2021، احتجزت البحرية الإيرانية الناقلة الكورية الجنوبية هانكوك تشيمي أثناء عبورها مضيق هرمز. واحتجزت الناقلة في وقت كانت فيه إيران تسعى للإفراج عن أموال إيرانية مجمدة في بنوك كوريا الجنوبية.

وتم الإفراج عن السفينة بعد 4 أشهر.

وكذلك في 4 آب/أغسطس 2021، حاولت قوات اشتبه بأنها مدعومة من إيران اختطاف ناقلة النفط أسفلت برنسيس، فصعد عناصرها على متن السفينة وأمروا طاقمها بالإبحار إلى إيران. وغادر المشتبه بهم السفينة فور وصول السفن الأميركية والعمانية.

وفي وقت لاحق من العام نفسه، سيطرت القوات البحرية التابعة للحرس الثوري على ناقلة النفط سوثيز التي تحمل علم فيتنام وأفرغت حمولتها من النفط الخام في بندر عباس قبل الإفراج عنها وإعادتها إلى البحر بعد مرور أسبوعين، حسبما ذكرت الوكالة الإخبارية للمعهد البحري للولايات المتحدة.

وبعد هذه الحادثة، نشر موقع تانكر تراكرز المتخصص في تعقب الناقلات حول العالم سجل تعقب لسفينة سوثيز يعود إلى حزيران/يونيو 2021 حيث استلمت الناقلة 700 ألف برميل من الناقلة عُمان برايد.

وذكر الموقع أن الناقلة حاولت تفريغ النفط في الصين في آب/أغسطس، إلا أنه تم تغيير مسارها وأرسلت مجددا إلى إيران بسبب العقوبات.

وخلص إلى فكرة أن السفينة عادت إلى إيران لتفريغ النفط من أجل محاولة بيعه مجددا.

ʼسفن شبحʻ

وفي تموز/يوليو، اختفت ناقلة النفط غالف سكاي من البحر قبالة الإمارات، مع طاقمها الهندي.

وفي الشهر التالي، ظهرت مجددا في إيران حيث اشتبه لاحقا بأنها تعمل كـ "سفينة شبح"، إذ تساعد النظام على نقل النفط في خطوة تنتهك العقوبات، حسبما ذكرت محطة بي بي سي.

وأظهرت السجلات أن جهاز الإرسال والاستقبال كان قد أطفئ على مدى أسابيع بعد عملية الخطف المزعومة. وفي أواخر آب/أغسطس 2020 عندما أعيد تشغيله، كانت السفينة تبحر قبالة ساحل جنوبي إيران.

وأشارت بي بي سي إلى أنه تم بعد ذلك تغيير اسم غالف سكاي ليصبح اسمها ريما، كما تغير مالكها وأصبحت تابعة لشركة مشتق تجارت سانات التعدين ومقرها طهران.

يُذكر أن الخزانة الأميركية فرضت عقوبات في أيار/مايو 2020 على مدير الشركة أمير ديانات، وهو شريك قديم لمسؤولين كبار في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وذلك على خلفية مساعدة فيلق القدس على كسب العائدات وتهريب السلاح إلى الخارج.

وفي تموز/يوليو 2019، احتجز الحرس الثوري الناقلة ستينا إمبرو التي تحمل العلم البريطاني في مضيق هرمز مع طاقمها المؤلف من 23 فردا.

واحتجزت ناقلة النفط في ميناء بندر عباس الإيراني مدة شهرين، ولم يطلق سراحها إلا بعد ضغط دولي.

كذلك في نيسان/أبريل 2015، احتجزت إيران سفينة ميرسك تيغريس فيما كانت تبحر أيضا في مضيق هرمز، وذلك على خلفية نزاع قانوني قالت إيران إن ليس لديه أي تداعيات سياسية.

ورغم هذه المزاعم، أدت طريقة احتجاز بحرية الحرس الثوري للسفينة ومحاصرتها في ممر شحن دولي وإطلاق النار عبر هيكلها، إلى إثارة العديد من التساؤلات.

وأفرج عن السفينة التجارية بعد أسبوع من ذلك.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500