صنعاء - اعترف الحوثيون (أنصار الله) المدعومون من إيران يوم الأحد، 6 حزيران/يونيو، بأنهم استهدفوا قاعدة عسكرية في مدينة مأرب بشمال اليمن، وذلك بعد يوم من إعلان الحكومة اليمنية عن هجوم أسفر عن مقتل 14 مدنيا في محطة وقود بالقرب من القاعدة.
وأصدر الزعيم السياسي الحوثي محمد علي الحوثي مناشدة نادرة بإجراء تحقيق مستقل في الهجوم، وذلك عبر تغريدة على موقع تويتر.
ومن غير المعتاد أن يعترف الحوثيون بمحاولة ضرب هدف بالقرب من مكان مات فيه مدنيون.
ويوم السبت، أوردت وسائل إعلام حكومية أن ضربة أسفرت عن مقتل 14 مدنيا في محطة وقود في مدينة مأرب، وهي آخر معقل للحكومة في الشمال، وألقت باللائمة على الحوثيين في الهجوم.
ووفق وسائل الإعلام المحلية، كانت هناك عشرات السيارات التي كانت تنتظر للتزود بالوقود عندما شن هجوم "بصاروخ باليستي وطائرة مسيرة مفخخة"، مما أدى إلى اندلاع حريق أسفر عن مقتل 14 مدنيا بمن فيهم فتاة صغيرة، وإصابة 5 آخرين بينهم طفل.
وقد أكد مسعف في مأرب هذه الحصيلة.
وبحسب اثنين من الأهالي، تقع محطة الوقود على بعد نحو كيلومتر من القاعدة، وغالبا ما يذهب إليها الجنود مع أسرهم لإعادة تزويد سياراتهم بالوقود. وتقع المحطة بالقرب من سوق مفتوحة ومخيم للنازحين.
هذا ودان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني الهجوم على موقع تويتر، واصفا إياه بأنه "جريمة إرهابية نكراء ترقى لجرائم الحرب".
وقال الحوثي إن جماعته "ستكون ملزمة بدفع التعويضات" إذا وجد التحقيق أنها مذنبة بقتل المدنيين الـ 14.
هجمات على المدنيين
يُذكر أن محافظة مأرب كانت مستقرة نسبيا منذ أن استولى الحوثيون على صنعاء في انقلاب نفذ عام 2014، وكانت قد أصبحت ملاذا آمنا لمئات الآلاف من النازحين الذين فروا من القتال على الخطوط الأمامية.
ولكن شن الحوثيون هجوما في شباط/فبراير للاستيلاء على مأرب وحقول النفط المحيطة بها، وهي آخر منطقة أساسية تخضع للحكومة في الشمال.
وقد أدى تصعيد الأعمال العدائية إلى نزوح الآلاف في مأرب هذا العام، مما أدى إلى تفاقم ما وصفته الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وفي 20 أيار/مايو، أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على 2 من زعماء الحوثيين اللذين يقودان هجوم مأرب، وهما رئيس الأركان العامة محمد عبد الكريم الغمري والقيادي يوسف المدني.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن الغمري مسؤول عن التخطيط لهجمات تؤثر على المدنيين اليمنيين، وإنه تولى مسؤولية تنفيذ هجوم مأرب.
وبصفته أبرز قيادي ضمن هيكل القيادة العسكرية الحوثية، فإن الغمري مسؤول بصورة مباشرة عن الإشراف على العمليات التي دمرت البنية التحتية المدنية في اليمن والسعودية والإمارات.
وهو يقود عمليات شراء ونشر الأسلحة المختلفة، بما في ذلك العبوات الناسفة والذخائر والطائرات المسيرة، وقد أشرف على الهجمات الحوثية ضد أهداف سعودية.
وأضافت الخزانة أن "معلومات تشير إلى أن الغمري تلقى تدريبه العسكري في معسكرات ميليشيا الحوثي التي يديرها حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني".
عُمان في جهد دبلوماسي
هذا وجاء الهجوم على محطة الوقود في مأرب في ظل تكثيف الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى وقف لإطلاق النيران.
وقد وصل إلى صنعاء يوم السبت وفد عماني برفقة شخصيات حوثية بارزة، بمن فيهم الناطق باسم الجماعة محمد عبدالسلام.
وقالت مصادر حوثية إن الوفد يحاول إقناع الجماعة التي تدعمها إيران بقبول وقف إطلاق النيران والانضمام لجهود السلام.
يذكر أن التحالف العربي يسيطر على المجال الجوي اليمني وكان قد منع عبدالسلام وغيره من الشخصيات الحوثية من العودة إلى صنعاء منذ العام 2016.
ويؤشر وصول الوفد الذي كان سيتطلب موافقة من الرياض، على خطوة للأمام في المفاوضات.
وكان الحوثيون قد طالبوا مرارا وتكرارا بإعادة فتح مطار صنعاء قبل أي اتفاق بشأن وقف إطلاق النيران.
وقال مصدر حوثي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه من المقرر أن يلتقي الوفد بالزعيم الحوثي عبدالملك الحوثي وإطلاعه على المباحثات التي عقدت في مسقط.
وكانت محكمة مأرب العسكرية قد أصدرت مذكرة توقيف بحق الحوثي و174 قياديا حوثيا آخر على خلفية تهم عدة، منها تنفيذ انقلاب ضد الحكومة والمشاركة في تكوين ميليشيا الحوثي.
يذكر أن عُمان قد لعبت بصورة منتظمة دور الوسيط في الصراعات الإقليمية واستضافت مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن غريفيث والمبعوث الأميركي تيم ليندركينغ في الأسابيع الأخيرة.
وفي 31 أيار/مايو، حث غريفيث الأطراف المتحاربة على "سد الفجوة" للتوصل إلى وقف لإطلاق النيران.
وقال "يوجد قدر استثنائي من الإجماع الدبلوماسي... وتوجد طاقة دبلوماسية حقيقية الآن، وهو أمر لم يكن متوفرا دائما".
المحطه تقع بالقرب
الرد1 تعليق