دبلوماسية

تعيين مبعوث أميركي جديد ينعش الآمال في إيجاد حل سلمي للصراع اليمني

نبيل عبد الله التميمي

امرأة يمنية نزحت بسبب النزاع تحمل ابنها البالغ من العمر عامين والذي يزن خمسة كيلوغرامات فقط، خارج مأوى في محافظة الحديدة في 15 شباط/فبراير. [خالد زياد/وكالة الصحافة الفرنسية]

امرأة يمنية نزحت بسبب النزاع تحمل ابنها البالغ من العمر عامين والذي يزن خمسة كيلوغرامات فقط، خارج مأوى في محافظة الحديدة في 15 شباط/فبراير. [خالد زياد/وكالة الصحافة الفرنسية]

عدن -- أدى تعيين الولايات المتحدة مؤخرا لمبعوث خاص إلى اليمن إلى بعث الأمل في التوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الصراع المستمر منذ ست سنوات، والذي وضع الحكومة اليمنية في مواجهة مع الحوثيين المدعومين من إيران (أنصار الله).

وسيكلف المبعوث الخاص تيم ليندركينغ، المعين في 4 شباط/فبراير، بالتفاوض مع الجانبين وإيجاد حل سلمي لإنهاء الحرب التي أدت إلى انزلاق اليمن إلى أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث.

وفي غضون أيام، شارك ليندركينغ في مناقشات مع زعماء دول الخليج ووزارة الخارجية البريطانية حول الجهود المشتركة لإنهاء الصراع في اليمن.

ورحبت وزارة الخارجية اليمنية بهذا التعيين، كما رحب به المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، الذي وصفه بأنه "خطوة إيجابية نحو تعزيز المشاركة الدولية والدبلوماسية".

المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ يظهر على شاشتين خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف في وزارة الخارجية بواشنطن يوم 16 شباط/فبراير، بينما يقف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس على المنصة. [أندرو هارنيك/ بول/وكالة الصحافة الفرنسية]

المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ يظهر على شاشتين خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف في وزارة الخارجية بواشنطن يوم 16 شباط/فبراير، بينما يقف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس على المنصة. [أندرو هارنيك/ بول/وكالة الصحافة الفرنسية]

وأعلن مجلس التعاون الخليجي أنه ينظر إلى تعيين ليندركينغ على أنه إضافة إيجابية للجهود الرامية إلى حل الصراع في اليمن.

وقال المحلل السياسي وديع عطا إنه بهذه الخطوة، تكون الحكومة الأميركية قد أظهرت أنها تريد المشاركة مباشرة في التحرك لحل الأزمة في اليمن.

وتابع أن "هذا الأمر حدث جديد ومهم ومؤثر في مسار الحرب"، مضيفا أن هذه الخطوة مرحب بها بشكل خاص إذ أصبح من الواضح أن الأطراف المتحاربة غير قادرة على إنهاء الصراع بأنفسهم.

مخاوف بشأن التقدم نحو مأرب

ومع ذلك، تواصل الجماعة المدعومة من إيران بتأزيم الوضع.

وأعربت الأمم المتحدة والولايات المتحدة يوم الثلاثاء، 16 شباط/فبراير عن قلقهما من تقدم الحوثيين باتجاه مأرب، آخر معاقل الحكومة في شمالي البلاد.

واستأنف الحوثيون هذا الشهر هجومهم للاستيلاء على مدينة مأرب الغنية بالنفط، وذلك بعد التوقف لفترة وجيزة في تشرين/أكتوبر الماضي.

وستكون خسارة المدينة ضربة كبيرة للحكومة اليمنية، لكنها تهدد أيضا بكارثة قد تصيب المدنيين، بما في ذلك مئات الآلاف من النازحين الذين يحتمون في مخيمات مهجورة في المنطقة.

وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك إن "الهجوم على المدينة سيعرض مليوني مدني للخطر، مع احتمال إجبار مئات الآلاف على الفرار وعواقب إنسانية لا يمكن تخيلها".

وأضاف "حان الوقت الآن للتهدئة وليس لزيادة بؤس الشعب اليمني".

ويقدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن مليون يمني قد لجأوا إلى مأرب منذ بداية الحرب هربا من عنف الحوثيين.

وحث ليندركينغ الحوثيين على "وقف هجومهم".

وقال إن "إنهاء هذه الحرب من خلال حل سياسي دائم هو السبيل الوحيد لوضع نهاية مباشرة للأزمة الإنسانية التي عصفت بالشعب اليمني".

’خريطة موضوعية للسلام‘

وقال مدير إدارة الإعلام في حزب المؤتمر الشعبي العام باليمن عبد الحفيظ النهاري "أعتقد أن وجود مبعوث خاص [أميركي] إلى اليمن سيساهم في وضع خريطة موضوعية للسلام، لا سيما بالنظر إلى تجربة ليندركينغ السابقة في المنطقة".

وشغل ليندركينغ سابقا منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون شبه الجزيرة العربية في مكتب الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأميركية، وشملت مناصبه الخارجية السابقة السعودية والعراق والكويت وسوريا.

وأشار إلى أن السلام سيبدأ بوقف الأعمال العدائية، ويتوج باتفاق سياسي شامل يحترم وحدة اليمن وسلامته واستقلاله واستقراره ومصالحه الإقليمية والدولية.

وشدد النهاري على أن الخطوة الأميركية تأتي في الوقت المناسب، بالنظر إلى الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وأوضح أن اليمنيين لا يمكنهم تحمل المزيد من القتل والجوع والفقر والمرض والحصار، ولا يمكنهم تحمل "التخلف فكريا" نتيجة للحرب.

من جانبه، قال الناشط الاجتماعي خالد البعداني إن الشعب اليمني عانى بما فيه الكفاية، معربا عن أمله في أن تتمكن الدبلوماسية الأميركية من جعل السلام حقيقة واقعة.

وأشار إلى أن مفاوضات السلام التي جرت في الماضي شابها تعنت الحوثيين وأعمالهم التدميرية.

وضع حد لإراقة الدماء

وأكدت الحكومة اليمنية أنها تعمل على وقف إراقة الدماء وإحلال سلام دائم من خلال دعم غريفيث وتقديم تنازلات من أجل السماح باستئناف عملية السلام.

لكن هذه الجهود أحبطت بسبب خضوع الحوثيين لإيران وللحرس الثوري الإيراني، وهما المصدر الذي يمدهم بالدعم العسكري والمالي لإطالة أمد الحرب والضغط على دول المنطقة.

بدوره، قال نائب وزير حقوق الإنسان اليمني نبيل عبد الحفيظ إن الحكومة تدعم جهود السلام التي تلتزم بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.

وأضاف "نحن ننتظر نتائج جهود المبعوث الأميركي"، مردفا أنه يتعين على المبعوث الأميركي الجديد الضغط على إيران وحلفائها في اليمن للالتزام بتحقيق سلام دائم.

لكنه أشار إلى ما وصفه بعناد النظام الإيراني المتصلب، قائلا إن هذا الموقف يمكن ملاحظته في تصريحات أدلى بها سفير ايران في صنعاء حسن إيرلو في 2 كانون الثاني/يناير.

ووصف إيرلو الحوثيين بأنهم "القلب النابض للمحور الإيراني".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500